مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / شيء في الرياضة

1 يناير 1970 07:58 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |

هل تذكرون قصة المرأتين اللتين ادعتا أمومة طفل وعندما حكم القاضي بتقسيمه بينهما رضيت إحداهما ورفضت الأخرى، فحكم لها به، بعدما تأكد أنها الأم الحقيقية.

رياضتنا اليوم كذاك الطفل، ولكن وللأسف كلا الطرفين المعنيين بالشأن الرياضي لا يهتمان بسلامة الرياضة بقدر اهتمامهما بانتصار رأيهما والأخذ به، وإن كان ذلك على حساب تقدم الرياضة.

ولنعرف مدى تدحرج كرة القدم عندنا - وهي أساس المشكلة- إلى الهاوية سنجد أن فرق النقاط في الدوري العام لكرة القدم هذا العام بين نادي القادسية بطل الدوري هذا العام ومنافسه التقليدي نادي الكويت هو إحدى عشرة نقطة، وبين نادي الكويت ونادي العربي صاحب المركز الثالث سبع نقاط، وقد حسمت البطولة لنادي القادسية قبل نهايتها بأسابيع.

والفرق ليس بكون نادي القادسية أفضل من نادي الكويت، أو أن نادي الكويت أفضل من نادي العربي، بل إن مستوى الكويت أسوأ من القادسية، ومستوى العربي أسوأ من مستوى الكويت.

أما على المستوى الخارجي فـ «عد وخربط»، حكومات متتالية ووزراء شؤون عديدون وثلاثة مجالس نيابية، وفترة تعدت السنوات الخمس، والسؤال واحد: هل نتبع القوانين الدولية كما يريد الشيخ الدكتور طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم وجماعته؟ أم نتبع القوانين المحلية كما يصرّ النائب الفاضل مرزوق الغانم وربعه؟ وهل علينا أن نقبل بالمشاركة في المسابقات الأولمبية تحت العلم الأولمبي مثل جمهورية جنوب السودان الوليدة؟ أم تحت علمنا العزيز الذي وصفه نائب فلتة بـ «الخرجة»؟

وبعد أن فشلت الحكومة وعجز مجلس الأمة عن إيجاد حل لهذه القضية، حان دور الحراك الشبابي الذي استطاع حل المجلسين لعله يجد حلاً لهذه المعضلة، وإن كنت أكره النزول إلى الشارع والمتسلقين على أكتاف الشباب من أصحاب الأصوات العالية، ولكن والله أعلم أنه لابد من الكي كآخر الدواء، لعلنا نجد فيه الشفاء من مرض استحكم وعناد سيطر حوّل المنافسات الرياضية من أجل حمل الكؤوس إلى معارك سياسية دمرت صفاء النفوس.

 

[email protected]