نيويورك - ا ف ب - اعلنت المنظمة اليهودية الاميركية «الرابطة المناهضة للتشهير» في بيان، انها ليست راضية عن توضيح الفاتيكان في ما يتعلق بصلاة الجمعة العظيمة، التي «تدعو الى اعتناق اليهود المسيحية». واعتبرت الرابطة، وهي واحدة من كبريات المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، ان الصيغة الجديدة للصلاة «لا تدل في اي حال من الاحوال عن النية في احداث تغيير في رؤية الكنيسة الكاثوليكية بالنسبة لليهود». وحسب ترجمة غير رسمية عن اللاتينية، تقول الصلاة بصيغتها الجديدة «لنصل من اجل اليهود كي ينير الله قلوبهم كي يعترفوا بالمسيح مخلص الانسانية».
واعتبر رئيس المنظمة اليهودية المذكورة ابراهام فوكسمان، ان «الفاتيكان قام بخطوتين الى الامام وثلاث الى الوراء». وكان الزعماء اليهود انتقدوا الشهر الماضي رفض البابا بنديكت السادس عشر الغاء هذه الصلاة اللاتينية التي يتضمنها القداس يوم الجمعة العظيمة، وتدعو الى اعتراف اليهود بالمسيحية. واكد الفاتيكان مجددا الجمعة رفضه «اي موقف ازدراء او تمييز تجاه اليهود» و«اي شكل من اشكال معاداة السامية»، في بيان يرمي الى ازالة «اي سوء تفاهم» في ما يتعلق بالصلاة.
واكد ان هذه الصلاة التي تقال اثناء القداس اللاتيني القديم التي اعاد البابا اخيرا صياغتها «لا تعني باي شكل ان الكنيسة الكاثوليكية احدثت تغييرا في الموقف تجاه اليهود، لا سيما انطلاقا من عقيدة مجمع الفاتيكان الثاني».
واعتبر فوكسمان انه «امر «مؤثر» الا تعبر الكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص عن معارضتها للتبشير تجاه اليهود»، وقال ان «اعلان (الفاتيكان) لا يذهب بعيدا لتهدئة قلقنا في ما يتعلق بتفسير الرسالة لدى الكنيسة». لكنه اقر في الوقت نفسه بان اعلان البابا يشكل «خطوة مشجعة». وتابع «انه امر مطمئن رؤية ان الكنيسة لا تزال ملتزمة مثل نوسترا ايتات» في اشارة الى الوثيقة التي تنظم الحوار بين الاديان وترفض خصوصا فكرة تحميل اليهود المسؤولية الجماعية عن موت السيد المسيح.
ويرى اليهود ان هذه الرسالة مهينة الى حد كبير، كما قال الحاخام الالماني فالتر هومولكا، موضحا للموقع الالكتروني لمجلة «دير شبيغل» ان «الكنيسة لا تسيطر على نزعاتها المعادية للسامية».
ويأتي اعلان الفاتيكان قبل بضعة ايام من لقاء البابا ممثلين عن اليهود في 17 ابريل في مركز يوحنا بولس الثاني الثقافي في واشنطن في اطار زيارة تستمر اسبوعا الى الولايات المتحدة.