الدليل الفقهي
1 يناير 1970
09:50 م
|الدكتور عبدالرؤوف الكمالي|
مساحة خصصناها للتواصل مع قراء «الراي» الاعزاء، نقدم لهم من خلالها الاجوبة الشافية على ما يعن لهم من اسئلة حول امور وقضايا تحتاج إلى بيان الحكم **الشرعي فيها. يجيب عن الاسئلة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرؤوف الكمالي استاذ الفقه في كلية التربية الاساسية.
وللتواصل ارسلوا بأسئلتكم عبر ايميل الجريدة
www.alraimedia.com
او فاكس رقم (24815921).
تسوية الظهر في الركوع
السؤال: كيف تكون صفة الظهر في الركوع؟
الجوب: اتفق العلماء على استحباب مدِّ الظهر في الركوع وتسويته؛ للأحاديث الصحيحة الواردة فيه، ونص بعض العلماء كالمالكية والشافعية على كراهة ترك تسوية الظهر، بأن يكون ظهره مرتفعًا أو أن يبالغ في خفضه، وإن كان أصل الركوع يتحقق بانحناء الظهر إلى الحد الذي يخرجه عن أن يسمى قائمًا.
وأما الأحاديث الدالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُسَوّي ظهره في الركوع، وأنه أمر بذلك، فهي متعددة، منها:
1 - حديث أبي حُمَيْدٍ الساعدي رضي الله عنه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حيث جاء فيه: «ثم هصر ظهره -يعني: عصره- حتى يعتدل، ولا يبقى مُحْدَوْدِبًا». رواه البخاري. ومعنى قوله: «هصر ظهره». أي: أماله.
2 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع استوى، فلو صُبّ على ظهره الماءُ لاستقر»، قال الهيثمي: «رواه الطبراني في الكبير، وأبو يعلى، ورجاله موثقون».
3 - عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اعتدلوا في الركوع والسجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه كالكلب» متفق عليه.
قال السندي: «قوله: «اعتدلوا في الركوع» أي: توسطوا فيه بين الارتفاع والانخفاض».
تسوية الرأس في الركوع
السؤال: كيف تكون صفة الرأس في الركوع؟
الجواب: كما اتفق العلماء على استحباب مدّ الظهر في الركوع وتسويته، فإنهم اتفقوا أيضًا على استحباب مدِّ عنقه، فلا يرفع رأسه ولا يخفضه عن مستوى ظهره، ونص بعض العلماء على كراهة رفع الرأس أو خفضه، كالمالكية، وهو المعتمد عند الشافعية.
ودليل الكراهة، أن السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم تسويته الرأس وعدم رفعه أو خفضه، ومخالفة السنة مكروهة، ففي حديث أبي حُمَيْد في صفة الصلاة: «ثم قال: الله أكبر وركع، ثم اعتدل فلم يصوب رأسه ولم يُقْنِع» رواه أبو داود، والترمذي واللفظ له، وابن ماجه، وأحمد، وصححه النووي، فالمراد بقوله: «ثم اعتدل». أي: في ركوعه ومعنى قوله: «ولم يُصَوِّب»؛ أي: لم يخفض خفضًا بليغًا، بل يعدل فيه بين الإشخاص والتصويب».
وعن عائشة رضي الله عنها في وصفها صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: «وكان إذا ركع، لم يُشْخِصْ رأسه ولم يُصَوِّبْه، ولكن بين ذلك» رواه مسلم، ومعنى قوله: «لم يُشْخِصْ». أي: لم يرفع.
تضام العضدين مع الجنبين
السؤال: كيف يكون الجنبان في الركوع؟
الجواب: من سنن الصلاة التي لا خلاف فيها بين العلماء، أن يباعد الرجل عضديه عن جنبيه في الركوع، فلو ضم عضديه مع جنبيه، ونص بعض المالكية على كراهة ترك التجافي، بأن يضم العضدين مع الجنبين، ففي حديث أبي حميدٍ رضي الله عنه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال «... ثم ركع، فوضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما، ووتّر يديه فتجافى عن جنبيه» رواه أبو داود والترمذي.
ثم إنَّ ما سبق ذكره من استحباب المجافاة إنما هو للرجل، وأما المرأة، فقد ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى استحباب التضامِّ لها، واستدلوا عليه بأن ذلك أستر لها، وقال النووي: «وذكر البيهقي بابًا ذكر فيه أحاديث ضعفها كلها، وأقرب ما فيه حديث مرسل في سنن أبي داود» انتهى.
وذهب ابن حزم إلى عدم الفرق بين الرجل والمرأة في استحباب المجافاة، قال رحمه الله: «وأما المرأة، فلو كان لها حكم بخلاف ذلك، لمَا أغفل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانَ ذلك، والذي يبدو منها في هذا المحل هو بعينه الذي يبدو منها في خلافه ولا فرق»، ولعل هذا القول أظهر، لكن مع عدم المبالغة في المجافاة كالرجل، والله تعالى أعلم.
إبراز الركبتين في الركوع
السؤال: ما حكم إبراز الركبتين في الركوع؟
الجواب: نص المالكية والشافعية على أنه يستحب للمصلي أن ينصب ركبتيه ولا يبرزهما بإثنائهما، وقال الحنفية: إن إحناء الساقين شبهَ القوس مكروه.
وقد روى ابن أبي شيبة عن ليث قال: «صلى رجل إلى جنب عطاء، فلما ركع ثنى ركبتيه، قال: فضرب يده وقال: ابسطهما».
تفريق الأصابع في الركوع
السؤال: كيف تكون الأصابع في الركوع؟
الجواب: ذكر الشوكاني أنه لا خلاف بين أهل العلم في التفريق بين الأصابع في الركوع، يعني استحباب ذلك، وظاهر كلام العلماء أنه يُفَرِّقها تفريقًا زائدًا عن وضعها المعتاد، والدليل على ذلك: حديث أبي حُميدٍ رضي الله عنه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: «وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه» رواه البخاري، والإمكان إنما يتحقق مع تفريق الأصابع. وفي رواية لأبي داود والترمذي: «ثم ركع، فوضع يديه على ركبتيه، كأنه قابض عليهما». فالقبض دليل التفريق.