تركي العازمي / وجع الحروف / استراتيجية «حب السيطرة»!

1 يناير 1970 02:54 ص
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وقال المولى عز شأنه «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل».. ونحن كمسلمين بالفطرة تستدعي الضرورة الاحتكام للعقل في تدبر أمورنا كي نعيش حياة افضل حالا من الوضع الذي نعيشه!

قليل منا لا يكتب لهدف شخصي ولا يجامل، وهذه الطبيعة التي جبل عليها البعض قد أرهقتهم فلم يستطعوا العثور على قياديا يقبل طرحهم إلا ما ندر.. ما أروع الشفافية.. الشفافية التي لا تعرف للتجريح طريقا فهي متزنة صادقة بريئة الأهداف!

وأحبتنا قبل ايام كانوا يتباحثون أمورا كثيرة، فكان النقاش متسما بالصراحة.. وتوصلنا إلى فهم استراتيجية «حب السيطرة».. فالنواب نجحوا بفضل الحراك السياسي وكنا ننبهم آنذاك من خطورة هذه الاستراتيجية لكن قدر الله ما شاء فعل!

«حب السيطرة».. موجود ومتأصل في طبيعة البشر وعندما يتم الإعلان عن كتلة ما، حزب ما، فئة ما، أو قبيلة ما، تجد همهم الوصول إلى أهدافهم والشعور بأنهم «الأولى» بتمسك زمام القيادة وإن أخطأ فردا من مجموعتهم فلا حساب يطوله ويصل الأمر إلى حد الدفاع المستميت!

لاحظناهم في جمعيات النفع العام، النقابات، واتحاد الطلبة.. فبعض القبائل والكتل يحاولون السيطرة عليها «سكيتي» من دون أن يشعر أحد من المجاميع الآخرى ولهم في حسن الإختيار والتكتيك طرقا متقنة ولو راجعت أسماء وانتماء قياديي بعض جمعيات النفع العام وبعض المؤسسات لوجدت الكيفية التي تمت من خلالها تنفيذ استراتيجية «حب السيطرة»!

قلت لاخواني إننا في بلد مسلم بالفطرة إلا إن سلوكياتنا بعيدة أشد البعد عن مضمون ما جاء في الحديث الشريف والآية الكريمة أعلاه!

من يتعصب حول جماعته فهو تلقائيا نسف مفهوم العدالة والمحبة، فهم في ترشيح «ربعهم» قد ظلموا غيرهم من الكفاءات، وفي السياسة الأمر في غاية الغرابة ووضوح «استراتيجية حب السيطرة» معلوم لكن لا أحد يستطيع أن يواجه الكتل و«المفوهين» من رموزها!

وسألت عن نواب جدد وموقفهم من قضية «تلوث أم الهيمان» واستعرضنا طبيعة مواقفهم وكان التحليل منطقيا بحضور المعنيين بالأمر، وما أن كسبوا الحكم حاول البعض أن يخرج بطلا ولا نستثني بعض الرموز من النواب الكبار من مجموعة المعارضة!

المشكلة التي يعاني منها البلد ثابتة وتداعياتها بائنة.. فهم مجاميع تحاول الفوز وحب السيطرة سواء على مستوى المناصب القيادية في المؤسسات أو حتى المواقف وتبني القضايا تحت قبة البرلمان.. إنهم يحبون «مصلحة ربعهم» ونعني هنا ضمنيا من يدعمهم ويوجههم عن بعد من باب المحسوبية وآفة «الواسطة» التي قد لا يعلم عنها الكثيرمن السواد الأعظم!

ثقافة غريبة... فغياب العدل وعدم حب الخير لبعضنا البعض ترك لهم الباب «مشرعا» لتنفيذ استراتيجيتهم والعلاج الوحيد لنخرج من هذا المرض الخبيث يكمن في فرض احترام بعضنا البعض من ناحية منح الكفاءة وممتلكي القدرات الفرصة وحب توفير غطاء عادل عند التعامل مع قضايانا على مستوى مجلس الأمة أو مؤسسات الدولة ولا اعتقد بأنهم فاعلون كون وباء «المحسوبية والواسطة» قد تغلغل في نفوس البعض من محبي «السيطرة»... والله المستعان!

 

د. تركي العازمي

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi