سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / الديوانية والتعديات

1 يناير 1970 04:35 ص

الديوانية من أجمل تراث في هويتنا الوطنية، وجميع سمات هويتنا الكويتية جميلة وتدعو إلى الجمال في كل شيء، وتحث على الأصالة.

والديوانية اتخذها الآباء والأجداد مكاناً للضيافة وإكرام الضيف وهذه ميزة من المميزات العربية الأصيلة، وديرتنا الحبيبة من البلدان المميزة في هذه الظاهرة، والكثيرون في الآونة الأخيرة يؤكدون على ان الديوانية من تراث الآباء والأجداد ويتحسرون على غلقها وازالتها والذي أود ان اشير اليه بأن دواوين الاباء والأجداد كانت ضمن عقارهم السكني أو ممتلكاتهم الشخصية ولم يتعدوا أو يعتدوا على أراضي غيرهم أو ديرتهم ليضعوها مكانا للضيافة والذي يود أن يكون مضيافا يدعو الضيوف في أرضه التي يمتلكها دون ان تكون أرضا مغتصبة أو معتدى عليها، فلو قدر وقد حان وقت الصلاة وأراد أحد أن يصلي على الأرض المغتصبة لهذه الديوانية أتصح صلاته؟ لست أدري.

نعم ان الديوانية هي من تراث الاباء والأجداد ولكن التعدي على حقوق الديرة ليس من سمات الهوية التي ورثناها عن الاباء والأجداد.

وللأسف الشديد نرى صيحات دخيلة على الديوانية فأطلق البعض صرخة تنادي بعدم دخول بعض الاشخاص في ديوانياتهم وطرب لذلك، أهكذا علمنا الاباء والأجداد؟ هل هذا تراثنا؟ انما تراثنا الوضوح والسماحة والتآخي والترابط والوحدة الواحدة.

أوقد فإن الليل ليل قر... والريح يا واقد ريح صر

عسى يرى نارك من يمر... انجلبت ضيفاً فأنت حر

هكذا رأي حاتم الطائي ولكن على قول ايليا أبو ماضي أيضا

 أأنا قائد دربي... في مسيري أم مقود

أتمنى أنني أدري ولكن لست أدري.

ما زالت جميع دواوين أهل ديرتي الحبيبة عامرة ومضيافة ومفتوحة بالخير للجميع كقلوبهم.


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي