في الجولات الانتخابية، السقوط لا يعني الفشل ولا يعتبر خيارا، والنجاح قد يمكن البعض من الوصول إلى قاعة عبد الله السالم ولكن المحافظة على النجاح أمر في غاية الصعوبة.
في نظر الكثيرين فإن خبر عدم ترشيح النائب السابق وليد الجري قد شكل صدمة لهم، ونحن ناخبو الدائرة الخامسة نشاطرهم الشعور نفسه وذلك لسبب بسيط وهو أن النائب الجري يمتلك صفات شخصية نادرة يأتي في مقدمها وطنيته وتواضعه الذي شعر به كل فرد تعامل معه أو بادله الحديث، فقد كان، ولا يزال وسيظل إن كتب الله له الترشيح والنجاح، من أعمدة البرلمان الكويتي الذين تميزوا بالطرح المعتدل ونتمنى من الله أن يوفقه في حياته الخاصة وألا يحرمنا من المشاركة مع زملائه في المستقبل القريب.
الغريب في الانتخابات الحالية، أن الهدوء قد سادها ولن نجد حملات انتخابية مشابهة لما كانت عليه الحملات الانتخابية الماضية... فلا إعلانات على جانبي الطريق والندوات في المدارس وفق شروط، فسبحان مغير الأحوال!
إن العاقل يميز الغث من السمين ويعرف أن المجاملة والضغوط الاجتماعية قد تأتي لنا بتشكيلة من نواب مواقفهم المستقبلية ستكون في غير موقعها المأمول منه.
من هو المرشح الغائب يا ترى؟ الساحة أبرزت غياب أسماء بحجة المشاغل وكأن الناخبين في «بحبوحة» من أمرهم وبانتظار انقضاء مشاغل المرشح الغائب ليعود لهم طالبا الفزعة في الانتخابات!
إن الصوت الذي نمنحه أمانة، والأمانة نحن مساءلون عنها... فهل حان وقت التجديد أم لا؟
إننا حينما نتجرد من العاطفة ونحكم العقل عند الاختيار آخذين بعين الاعتبار حاجة الوطن للإصلاح، فإننا حينئذ نكون قد كسبنا الانتماء الحقيقي للوطن الذي أبعدته عنا الطائفية، القبلية، الحزبــــــية، الفئوية وغيرها من العوامل التي تدخل ضمن عملية اختيار المرشـــــــحين في الأعوام السابقة. إن جــــموع الناخبين والناخـــــــــبات بحاجة إلى حملة مشــــــــابهة لحملة «الترشيد» يقصد من خلالها تثقيف إخواننا وأخواتنا لغرس المفهوم الحقيقي للصفة النيابية وكيفية الاختيار!
إنه من المؤكد أن الخير مازال قابعا في عقول الناس، ويحتاج فقط إلى أن نخرجه من بواطن العقول إلى ظاهرها كي ينعم الوطن بانسجام بين السلطتين ينعكس أثره ايجابياً على البلاد والعباد.
إلى أن يصدر المرسوم بالدعوة إلى الانتخابات يبقى الهدوء سيد الموقف وستتضح الرؤية تدريجياً... والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]