| د. حسن عبدالله عباس |
قبل ايام وقبل معركة استجواب الشمالي، قال نائب رئيس مجلس الأمة خالد السلطان ان الغالبية متماسكة وانقسامها حلم لن يتحقق. والصحيح ان الحلم هو ان تظل الكتلة متماسكة، فالواضح انها آيلة للسقوط والانهيار. فالواقع يقول ان العدساني استقال وتمرد على السلطان وقال بأنه «طير حر»، والصيفي «عطاهم طاف» وفاجأهم باستجوابه نافياً ومكذباً تعليقات السلطان بأنه استجاب لدعوات اخوانه. والتهلهل واضح من ردود الاخرين حيث فيها تباين شديد بشأن استجواب الرجيب. وقد سبق ذلك انشقاق الكتلة حول التعديلات الدستورية لليحيى، ورأينا درجة التماسك حول تعديلات هايف!
ما عليه يا نائب الرئيس، لا تسلم الجرة دائما وكيان الغالبية لن يصمد والتلاعب فيها برأيي سهل لأنها تتشكل من ثلاثة فرق: شعبي واسلاميين وقبائل، وتعلمون لكل فريق من الثلاثة نظرتان للواقع السياسي: نظرة الشعبي إما حامي للمال العام واما حرامي، ونظرة الاسلاميين إما مؤمنون وإما كفار، ونظرة القبائل إما خارجي قبلي واما داخلي عنصري! لهذا فالحكومة تستطيع ان تمزق تماسكهم بسهولة في اللعب على المناطق الثمانية المتقاطعة بينهم، وهي: 1. حامي/مؤمن/قبلي، 2. حامي/مؤمن/عنصري، 3. حامي/جاحد/قبلي، 4. حامي/جاحد/عنصري، 5. حرامي/مؤمن/قبلي، 6. حرامي/مؤمن/عنصري، 7. حرامي/جاحد/قبلي، 8. حرامي/جاحد/عنصري.
فالكتلة تنظر للامور بهذه العدسات الثمانية وتختلف في درجة تماسكها باختلاف نوعية هذه المواضيع. فاستجواب الشمالي كان من اقوى الاستجوابات لانه من النوع الثامن، فهو يُنظر له على انه فاسد او لص كما قال الطاحوس، وجاحد، وعنصري. وما حصل مع ناصر المحمد هو بالضبط هذا. لكن لاحظ مثلا ان التماسك سيقل كلما انتقلنا الى الانواع التي في المنتصف.
فمثلا موضوع «الداو» متداخل، فهو من النوع الخامس بالنظر الى ان العليم مؤمن وقبلي لكنه حرامي او فاسد بنظر الشعبي، والامر نفسه بالنسبة للوزير السابق الدويلة الذي ظهرت من بعده قضية محطة مشرف. او تخيل كيف سيكون موقف الغالبية لو تكررت شخصية محمد ضيف الله شرار، الذي كان قبليا لكن ليس باسلامي وفاسد بحسب السعدون. او تذكر موقف صفر الذي يعتبر جاحدا وعنصريا بحسب الوعلان لكنه نظيف وحامي بحسب الشعبي، او تصور موقف الكتلة لو تكررت حادثة التأبين، فكيف سيكون موقف عضو الغالبية الدكتور عبيد الوسمي؟!
[email protected]