بيئيون طالبوا بدراسة الظاهرة وحملوا «الحداقة» المسؤولية

أسماك اللخمة نافقة... على شاطئ الجديليات

1 يناير 1970 02:47 م
| كتب غانم السليماني |

حيرت أعداد كبيرة من أسماك اللخمة النافقة على شاطيء الجديليات خبراء البيئة، الذين أذهلتهم الأعداد الكبيرة من تلك الأسماك التي يطلق عليها أسم اللخمة، وهي نافقة على الشاطئ.

مشهد اللخمة على الشاطئ ميتة بأعداد كبيرة، حرك مساعي عدد من أعضاء الجمعية البيئية الذي أطلقوا ناقوس الخطر، لبحث ظاهرة هذا النفوق، وتحريك الملف حكوميا، والالتفاف لهموم البيئة المنسية، ورصد تلك الظاهرة وبحث أسبابها والسعي لحماية الأسماك من النفوق.

«الراي» زارت موقع الجديليات، أمس، ورصدت تفاصيل الظاهرة، والتقت عددا من أعضاء جمعية البيئة، حيث قال عضو جمعية البيئة عمار الجريوي، الذي رصد الظاهرة من بدايتها، «لقد فوجئت بوجود أعداد كبيرة من أسماك اللخمة الميتة، وشدني المنظر وازعجني كثيرا بسبب تضرر البيئية وقتل الأسماك، وفور مشاهداتي الأعداد الكبيرة من أسماك اللخمة النافقة، قمت برصدها، وإبلاغ الجمعية».

وأضاف، «هذه الظاهرة تستحق الدراسة والبحث والتقصي، ولكن في الكويت (عمك أصمخ)، فلا تجد أحدا يتفاعل مع هذه المخاطر التي تهدد البيئية الكويتية، وتنذر بوجود خطر يضر بالحياة البيئية، ويسهم في القضاء عليها».

وزاد الجريوي، «بصراحة شدني المنظر على شاطئ الجديليات بسبب نفوق أسماك اللخمة بأعداد كبيرة جدا، ولحد هذا الوقت هي موجودة على الشاطئ، ونتمنى التحرك لتجميع الأسماك الميتة من على الشاطئ، ودراسة سبب موتها».

من جانبه، أتهم عضو جمعية البيئة راشد الحجي، «الحداقة»، بسبب قيامهم بصيد كميات كبيرة منها، ورميها في البحر، مشيراً إلى أنه نظراً لتدني قيمة أسماك اللخمة فإنه يلقى بها في مياه البحر وهي نافقة، ما تسبب في خروجها إلى الشاطئ مسببة خطراً على البيئة البحرية، وعلى سلامة الصيادين ومرتادي البحر.

وقال الحجي، إن «نفوق أسماك اللخمة يعود بسبب الصيد الجائر وغير القانوني، وأنه لا توجد أي مخاطر بيئية وراء نفوق تلك الأسماك، فمن قام بذلك هم بعض الحداقة الذين لايبالون باهمية البيئة البحرية والمحافظة على تلك الأسماك، إذ تجب إعادتها إلى البحر فور صيدها وهي حية، للمحافظة على النظام البيئي البحري، وليس القائها وهي نافقة».

وأَضاف إن «أسماك اللخمة تعيش قريبة من الشواطئ والمناطق الصخرية، وتتغذى على الأعشاب البحرية والقشريات»، مشيرا إلى أن تحلل أسماك اللخمة النافقة علىالشاطئ يسبب خطراً على البيئة، لان أشواكها تفرز مادة ضارة بالصحة، وتشكل خطراً على مرتادي البحر، فضلا عن الرائحة الكريهة، والمنظر البشع.

وتابع الحجي، ان «الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية لا تقوم بدورها ولا تراقب أنشطة الصيادين في الجون، ولا تعمل على متابعة الموضوع، ومخالفة الصيادين غير الملتزمين بأنظمة الصيد البحري، وبقوانين حماية البيئة»، داعيا الصيادين إلى عدم صيد الاسماك غير المستهلكة، وإعادتها إلى مياه البحر فور صيدها، لتجنب نفوقها وخروجها إلى الجون، وتسببها في تلوث بيئي.

من جانبه، قال عضو جمعية البيئة، عودة البذالي، إن «الحداقة هم السبب المباشر لنفوق أسماك اللخمة، حيث يقوم البعض منهم برمي شباك الصيد المخالفة التي يعلق بها الاسماك بانواعها، ثم يقومون برميها بعد موتها، وهذا مخالف لقوانين الصيد، كما أن منطقة الجون تعد منطقة تفريخ للاسماك، والصيد بها محرم وفقا للقانون».

وأضاف، ان «الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية لم تقم بدورها ازاء ظاهرة نفوقا الأسماك التي ظهرت في منطقة الجديليات، ولم تعرف أسبابها حتى الآن، وكان من المفترض أن يقوم قطاع الثروة السمكية، والهيئة العامة للبيئة، بأجراء مسح شامل للمنطقة التي ظهر فيها نفوق أسماك اللخمة، للوقوف على أسباب هذه المشكلة، والتعرف على العوامل التي أدت اليها، للعمل على إيجاد الحلول الممكنة، وتلافي حدوثها مرة ثانية».

وأشار البذالي، إلى أن هناك تراخي في البحث عن عوامل بيئية ساهمت في نفوق الأسماك، ولم يقوموا بالمسح لمعرفة كمية الأسماك النافقة، ودراسة بيئة المنطقة التي نفقت فيها.





... و«الخط الأخضر» ترصد بقعة زيت

ونفوق حبار وطيور جنوب البلاد



أفادت جماعة الخط الأخضر البيئية، في بيان لها، أمس، بتسبب بقعة زيت، في نفوق حبار، وطيور بحرية، على ساحل الزور، بالقرب من الشاليهات جنوب البلاد،

وقالت، «الخط الأخضر» إن «محطات تحلية المياه جنوب البلاد، تواجه خطر بقع الزيت التي تلوث البحر، وتتسرب من المصافي والمنشآت على الساحل، وبعض السفن، بسبب ضعف الدور الرقابي للهيئة العامة للبيئة، وهو الأمر الذي أدى إلى نفوق واسع للأسماك والطيور البحرية، إثر تلوث الشاطئ ببقعة زيت مجهولة المصدر».

وأضافت، ان «الجماعة تلقت معلومات من ناشطة بيئية خلال عطلة نهاية الأسبوع، أفادت بوجود بقعة الزيت والنفوق الواسع للحبار في شاليهات الزور، وقام على الفور فريق من الجماعة بزيارة الموقع وتوثيق ورصد وتصوير بقعة الزيت ونفوق الطيور والحبار، كما تم تحريز عينة إحتياطية من بقعة الزيت والتي تمثلت بزيت ثقيل».

وأشارت إلى أن أهالي الشاليهات رصدوا نفوق الطيور والحبار، اثر وصول أول طلائع بقعة الزيت للشاطئ يوم الأربعاء الفائت، وبدأ النفوق بالتزايد بشكل مقلق حتى يوم الجمعة، حيث قام فريق الرصد بجماعة الخط الأخضر البيئية بزيارة الموقع.

وحذرت «الخط الأخضر»، من أن كافة الدلائل تشير لتلوث البحر في الكويت، وتسمم الأسماك نتيجة للكوارث البيئية المستمرة والمتتالية التي تتعرض لها البيئة البحرية، وضعف إحكام الرقابة البيئية على السواحل، مناشدة الأهالي عدم السباحة أو ارتياد الشواطيء، إلا بعد التأكد من عدم تلوثها، حيث أصيبت أسر عدة بالصدمة، حينما خرج أطفالهم من البحر بعد السباحة وأجسادهم ملوثة وملطخة بسواد بقعة الزيت. وأفادت «الخط الأخضر»، بأن وضع السواحل في المنطقة الجنوبية شديد الحساسية، لما تتعرض له البيئة البحرية هناك من تجاوزات متعددة، والغياب التام لمسؤولي هيئة البيئة، تجاه رصد المخالفات البيئية التي تحدث في تلك المنطقة.