ملامح / كرستيانو رونالدو ... هذا اللاعب الوسيم
1 يناير 1970
03:55 م
| د. عالية شعيب |
شغلنا لأسابيع طويلة وأيام وساعات بالتذكير بمباراة القرن ووصل فريق ريال مدريد العالمي في اليوم الفلاني ووقت المباراة، واستعداداتها وأسعار التذاكر وكل ماتبع ذلك من تندر ومديح وقيل وقال في المواقع ووسائل الاعلام المختلفة، في وقت حرج كانت تمر فيها الكويت من عنق زجاجة التدمير ونهب الثروات والحرائق المتعمدة، يصل الفريق المئوي بطائرة ملكية ليحظى باستقبال ملكي واقامة ملكية الى آخره من تبذير أموال الدولة التي كان من المفترض صرفها على شوارعنا المهملة ونظامينا الصحي والتربوي المتهالكين وخريجينا الجالسين في بيوتهم وأزمة المرور الخانقة و... و... بدل ذلك نغدق على مباراة تجريبية لم تضف شيئا سوى بهرجة اعلامية تم تجاهلها في كافة القنوات الرئيسية الرياضية وسواها، ولم تذكر بخبر يتيم في الصحف والقنوات الأجنبية. تسلى وتلهى الشعب المكتئب والمحبط والكاظم مرارته... عاش حلمه الوردي بمتابعة أبطاله المتخمين بالعضلات والغرور في مباراة استعراضية أكل أسودهم جهود منتخبنا التي لم تظهر حتى طلائعها البسيطة في غمار هجمة ذهبية للمنتخب العملاق الذي لايجاريه أكبر الفرق وأعظمها في العالم. وقد افتقدت بحرارة الأستاذ خالد الحربان عميد المعلقين الرياضيين وأنا أستمع لغزل المعلق الرياضي في رونالدو وتذكيرنا كم هو وسيم بقوله: «كرستيانو رونالدو هذا اللاعب الوسيم»، والاستغراق بالحديث عن أمور جانبية هامشية بينما المباراة في أوجها والأدهى التشديد على أسماء اللاعبين الاسبان بطريقة مضحكة، وكأنه للتو يتعلم نطقها والمرور على اسم لاعبينا بعجالة واستبدال بعض الاسماء أحيانا ثم الاستدراك لاحقا. أما ان جئنا للشأن الثقافي فماذا سنجد، لا نصف مليون يورو ولا اسطول اميريا ولامصافحة سمو الأمير ولا اقامة ملكية بل يشقى الأدباء والتشكيليون والمفكرون والعلماء والمثقفون الكويتيون يحرقون ابداعهم شموعا تنير اسم الكويت في المحافل العربية والعالمية، نالوا أرفع وأعلى المراتب والجوائز، فكيف نكافئهم يابلد، بمنع أعمالهم وجرجرتهم في المحاكم ووضعهم في السجون، نكافئهم بالعزل والاقصاء والتجميد والانكار والتجاهل، وتراءى لي «هذي الكويت صل على النبي، هي ديرتنا... هي ديرتنا وفيها اللي نبيه». وفي تفاعل للبعض مع الموضوع في المواقع قال خالد نفجيتر: الرياضيون يحظون بالعدسات والاستقبالات واللقاءات جميعها متزاحمة لكي تنال ابتسامتهم أو مقابلتهم على عكس الأدباء يضعون لهم برنامجا تكريميا بعد وفاتهم للذكرى... على قولة المثل الصيني «هيك زمن بده هيك ناس» وشكرا. اما خالد المرجة فقال: اشعلوا 3 حرائق لم تحقق اهدافهم «الهاؤنا عن الجرائم الكبرى والمطالبة بالاصلاحات»، كله بسبب البطانة غير الصالحة وغير المخلصة، أما العزيزة الروائية الأستاذة فوزية الشويش فقالت شيء يحزن الثقافة في بلدنا بل في الوطن العربي كله امر متجاهل ومنبوذ، وان أقيمت بعض المشاركات والاحتفالات فهي امر سطحي ليس له علاقة في جذر البنيان والتغير مجرد شكليات او سميها ذر الرماد في العيون... للأسف الثقافة لا تعنيهم فهي لقلة لا تشارك في الاحتفال.
twitter@aliashuaib