منصور لـ «الراي»: لم يفاجئنا كلام الجعفري عن تهريب أسلحة

دمشق توّجت أسبوع طرابلس العاصف بـ «إخبار سوري» ضد... شمال لبنان

1 يناير 1970 06:41 م
| بيروت ـ من دارين الحلوي |

استمرت طرابلس، عاصمة شمال لبنان، في عين الاحداث على مدى نحو اسبوع، وهي مرشحة للاستمرار تحت المعاينة لأن جمرها ما زال تحت الرماد... فالهدنة الهشة التي يحرسها الجيش على موعد مع هبات باردة وهبات ساخنة تبعاً لمقتضيات الصراع المفتوح في المدينة وعليها، في لبنان وعليه، وفي المنطقة وعليها.

قبل اسبوع كانت الشرارة استدراج الامن العام اللبناني (محسوب على حزب الله ومتهم بصلات وثيقة مع النظام في سورية) الناشط السلفي شادي المولوي الى مكتب الوزير محمد الصفدي واعتقاله، ثم الإعلان عن انه يرتبط بتنظيم إرهابي (القاعدة) وأن العملية تمت بالتنسيق مع جهاز امني تابع لدولة غربية عظمى (الولايات المتحدة).

خلال اسبوع لاهب في طرابلس، ترافقت الاشتباكات التي ادت الى مصرع 11 شخصاً وجرح اكثر من مئة، مع كلام بـ «مكبرات الصوت» عن خلايا ارهابية ولوائح اغتيال وأحزمة ناسفة وفرار اصوليين من مخيم عين الحلوة وهجرة «القاعدة» الى لبنان، وتوالت التقارير من كل حدب وصوب عن الشمال «خزان» الإرهاب.

بعد اسبوع من تحضير المسرح إنكشف المستور عبر الرسالة البالغة الدلالة التي وجهها المندوب السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري الى الامين العام بان كي مون وبإسم نظام الرئيس بشار الاسد، وتحدث فيها «بلا كواتم صوت» عن «القاعدة» و«الاخوان المسلمين» و«الجيش السوري الحر» في شمال لبنان، وأبرز ما تضمنه هذا «الإخبار» السوري، جاء على النحو الآتي:

* ان بعض المناطق اللبنانية المجاورة للحدود السورية اصبحت حاضنة لعناصر ارهابية تعمل على تقويض مهمة كوفي انان.

* تفريغ باخرة حربية مجهولة الهوية اسلحة في مرفأ جونيه لتهريبها الى سورية، وتفريغ مراكب في مرفأ «الأكوا مارينا» اسلحة مماثلة ونقلها الى وادي خالد.

* إتهام «تيار المستقبل» بايواء عناصر من «القاعدة» و«الاخوان المسلمين» واستقبال الجرحى من المقاتلين في المستشفيات بدعم مالي من السعودية وقطر.

* الاعلان عن ان قائد «الجيش السوري الحر» رياض الاسعد إنتقل الى شمال لبنان في اطار العمل على إقامة منطقة عازلة تشكل معبراً للسلاح والمقاتلين الى سورية.

* قوله انه في بلده القلمون على المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس نحو 50 إرهابياً يتنقلون بهويات ممهورة من الأمم المتحدة، ويعملون للانتقال الى سورية عبر وادي خالد.

وحظيت رسالة الجعفري الى بان كي - مون بأصداء متفاوتة في بيروت.

فوزير الخارجية عدنان منصور الذي لم يكن اطلع على مضمون الرسالة لم يفاجأ بالمعلومات التي تتحدث عن عمليات تهريب اسلحة من لبنان الى سورية، وقال لـ «الراي» إن هذا الامر «معروف للملأ والدولة اللبنانية تتحدث عن قيامها في مرات عدة بالقاء القبض على عصابات تهرب الاسلحة الى الداخل السوري».

أما النائب خالد الضاهر (من كتلة سعد الحريري) فقال في معرض قراءته رسالة الجعفري «إن النظام السوري، اعلن استراتيجية واضحة منذ اندلاع الاحداث في بلاده، وهدد فيها هو وعملاؤه في لبنان، بانه اذا بقيت الانتفاضة فإن الفوضى ستتدحرج في المنطقة».

واكد الضاهر لـ «الراي» ان «تهريب السلاح هو معزوفة ممجوجة ولن يصدق كذبهم احد»، سائلا «من يهرب السلاح»؟ مشيراً الى «أن سفينة لطف الله 2 كُشفت بعلم النظام السوري وهي جزء من مخططه لتوريط الساحة اللبنانية بتهريب الاسلحة». وأضاف: «قبل لطف الله 2 كان هناك لطف الله 1 التي القت السلطات القبرصية القبض عليها وهي كانت اتية من احدى الدول الافريقية الى حزب الله الذي يهرب الاسلحة الى سورية، وآخر عملية تلك التي تعطلت خلالها شاحنة الاسلحة في البقاع».

ورأى الضاهر «ان النظام السوري يطلق الاكاذيب وفي كلامه اهانة للدولة اللبنانية والحكومة التي تدافع عنه في المحافل الدولية والعربية».

وفي تقدير اوساط واسعة الاطلاع في بيروت ان رسالة الجعفري جاءت تتويجاً لمشهد جرى النفخ فيه وتضخيمه على مدى اسبوع من الاحداث المريبة والتقارير الاكثر ريبة لإظهار شمال لبنان وكأنه «قندهار» وربما أدهى.

وأعربت هذه الاوساط عن ان القصد من العاصفة التي هبت في الشمال وعاصمته (طرابلس) ربما عكست خشية سورية وحلفائها من قيام منطقة عازلة في المنطقة، من خلف ظهر الحكومة اللبنانية المنهكة بالصراعات بين اطرافها.

وأدرجت الاوساط عينها مجمل احداث الاسبوع الماضي في اطار عملية استباقية شنّها النظام السوري بأدوات مختلفة لتقويض اي محاولة في جعل شمال لبنان منطقة مفتوحة لدعم الثورة في سورية.

ولم تستبعد هذه الاوساط ان يكون النظام السوري افاد من «حسن النوايا» الاميركية ـ الايرانية في هجومه المعاكس، خصوصاً في ضوء التقارير التي تحدثت عن ان شادي المولوي اوقف بالتنسيق مع الاميركيين.

وذكر في هذا الاطار ان الحلحلة التي تشهدها العلاقة الاميركية ـ الايرانية افضت الى استجابة طهران لطلب من واشنطن بترحيل رأس احد شبكات «القاعدة»، وهو الاردني عبدالله عثمان عبد السلام، الذي وصل الى دمشق وانتقل الى لبنان، بدل تسليمه الى السلطات الاردنية.

وثمرة التعاون الاميركي ـ الايراني في ملف عبد السلام تجلى في إمرار المعلومة المتعلقة بالمولوي الى «الأمن العام» الذي تولى مهمة توقيفه، قبل ان تكر سبحة الكلام عن «هجرة» تنظيم «القاعدة» الى لبنان او «تكنيس» مجموعات هذا التنظيم من سورية الى لبنان.

ولم يعرف ما اذا كانت التصريحات التي ادلى بها المسؤول في «الحزب الديموقراطي العربي» رفعت عيد، وهو تنظيم علوي يدين بالولاء للنظام السوري، عن ان «الحل قد يكون بدخول الجيش السوري الى شمال لبنان»، مجرد «هفوة» ام انها تؤشر الى خطة ما في هذا الاتجاه.

ووسط هذا المناخ، نُقل عن مصدر ديبلوماسي أميركي في بيروت نفيه اي علاقة لحكومته بتوقيف المولوي، مؤكداً «ان لا معرفة لواشنطن بالمولوي، ومستغرباً زج الاجهزة الامنية الاميركية في هذا المجال.

وفيما كانت طرابلس تستعدّ لتطوي اليوم الاسبوع الاول على بدء الاحداث فيها وسط هدوء عمّها ولم يحجب المخاوف من تجدُّد «الحريق» الشمالي في اي لحظة، بقيت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لالتئام طاولة الحوار مجددا برئاسة رئيس الجمهورية لبحث التطورات في طرابلس محور رصد من القوى السياسية، وسط انطباعات بان هذه الخطوة بلا أفق وسط «ارتياب» قوى «14 آذار» ولا سيما «تيارالمستقبل» من خلفياتها هي التي كانت اعلنت تكرارا اسباب رفضها الحوار الذي كان توقف بعد مقاطعته من الاكثرية وتحديدا من العماد ميشال عون العام 2010.

ورغم توسيط بري السفير السعودي علي عواض العسيري لتسريع الخطوات في اتجاه عقد الحوار، فان هذا الامر زاد من توجُّس المعارضة التي رأت في الامر محاولة لـ «توريط» الرياض عبر الايحاء انها صاحبة تأثير و«يد» في ما يجري على الارض وانها هي التي تمون على «المستقبل» على المستوى السياسي، وأن «المستقبل» هو العائق امام تفاهم اللبنانيين، فيما اشارت مصادرها الى ان موقفها لم يتبدّل من وجوب التحاور حول سلاح «حزب الله» انطلاقاً من ان البند الاخير على طاولة الحوار هو الاستراتيجية الدفاعية.

وعلى وقع هذا المشهد السياسي المتداخل، عاشت طرابلس امس يوماً هادئاً على جبهة جبل محسن ـ باب التبانة استعادت معه نسبياً حياتها الطبيعية، بعدما مرّ قرار القضاء برفض تخلية الشاب السلفي شادي المولوي من دون اي توتير، اذ ابقى المعتصمون في ساحة عبد الحميد كرامي على تحركهم الرمزي حول بعض الخيم التي نصبوها احتجاجاً من دون ان يبادروا الى قطع الطرق الا موقتاً خلال صلاة الجمعة وذلك بانتظار يوم الثلاثاء المقبل وما ستسفر عنه نتائج التحقيق مع المولوي وطلب تخليته الجديد، كما التزاماً بلتفهم الذي تم مع وزير الداخلية مروان شربل.

وقد وجّه الشيخ سالم الرافعي، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في ساحة عبد الحميد كرامي وسط حشود المصلين، رسالة الى الطائفة العلوية قائلاً «لا تربطوا مصيركم بمصير عائلة ولا بنظام الأسد واريد منكم مبادرة حسن نية بأن تصدروا بيانا تدينون فيه ما تقوم به العائلة التي تخطفكم».





المرعبي: قيادة الجيش تتلقى أوامرها من «حزب الله»



بيروت - «الراي»

انتقد النائب معين المرعبي (من تكتل الرئيس سعد الحريري) اداء الجيش اللبناني في احداث طرابلس، معلناً «المطلوب أن يحسم الجيش الموضوع، وألا يسمح لأي مسلّح أو لأيّ كان إطلاق النار باتجاه الآخر».

ورأى المرعبي أن قائد الجيش العماد جان قهوجي «يتهرب من مسؤولياته»، مشيراً إلى أنّ «تلكؤ قهوجي أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى في المنطقة، إذ كان قهوجي يدّعي أنه يريد غطاءً سياسياً»، وأضاف: «ليقم كل مسؤول بواجبه وإلا فليستقل، وليترك المجال لغيره أن يقوم بهذا الواجب، وما نقوله هو دليل على أن هذا جيشنا، ونحن لا نعوّل إلا على المؤسسات الشرعية، إلا إذا كانوا يريدوننا أن نطلب من «حزب الله» الانتشار عند خطوط التماس ويمنع إطلاق النار. لقد سئمنا من هذه القيادات التي لا تقوم بواجباتها السياسية والعسكرية».

وتابع: «سلوك الجيش الحالي ناتج عن رضوخه الكامل لسياسة حزب الله الذي يسيطر على البلد، ودلع وترف قيادة الجيش يدفع ثمنه المواطنون، الامر الذي لم يعد مقبولاً».

وعن الجهة التي يعتبرها المرعبي مسؤولة عمّا يسميه «خضوع الجيش»، لفت الى أنّ «قيادة الجيش تتحمّل المسؤوليّة الكاملة، فهي تتلقّى أوامرها من حزب الله ولا تتصرّف إلا وفقاً لأوامره»، معتبراً ان المدير العام لجهاز الامن العام اللواء عباس ابراهيم «يشتغل عند حزب الله، المتهم من المجتمع الدولي بالارهاب، وبالتالي فهو ينفّذ وأجهزته أجندة كاملة لحزب الله».





«حزب الله»: تسعير الخطاب التحريضي لم يعد يجدي نفعاً



في اول تعليق له على أحداث طرابلس، أكد «حزب الله» حرصه «على المدينة واهلها كما على امنها واستقرارها وازدهارها»، معتبراً «ان مسؤولية الاستقرار الداخلي في طرابلس تكون من خلال التعاون الايجابي الفاعل بين الاهالي والفعاليات والاجهزة الامنية والعسكرية».

واعتبر «حزب الله» في بيان له ان «سياسة الهروب إلى الامام وإلقاء الاتهامات جزافاً وإثارة الغبار الاعلامي وتسعير الخطاب التحريضي لم تعد تجدي نفعا ولم تنجح في اخفاء الاسباب الحقيقية للأزمة».





شربل: رصاص «خلبي» كلام غصن عن «القاعدة» في لبنان



بيروت - «الراي»

«عركتْ» بين وزيري الدفاع والداخلية فايز غصن ومروان شربل على خلفية وجود تنظيم «القاعدة» في لبنان أو عدمه.

فبعد يومين على تأكيد الوزير شربل من طرابلس ان لا وجود تنظيمياً لـ «القاعدة» في لبنان «وهذا لا يعني انه ليس هناك اشخاص يحبون «القاعدة» وفكرها» وذلك في معرض ردّه على التقارير وبعضها امني التي ربطت الموقوف شادي المولوي بهذا التنظيم، جدّد وزير الدفاع في مقابلة تلفزيونية تأكيد وجود عناصر لـ «القاعدة» في لبنان، مبدياً اسفه لمخالفة وزير الداخلية لهذا الاتجاه.

الا ان شربل عاد وردّ امس على كلام غصن مشبهاً اياه بـ «الرصاص الخلبي»(فشنك)، مشدداً على «عدم وجود تنظيم للقاعدة في لبنان»، ومعتبراً ان «عدم وجود تنظيم لا يعني عدم وجود أشخاص قريبين من فكر «القاعدة» لكنهم ليسوا بالضرورة اعضاء فيه».

وتحدى شربل في حديث لموقع «ليبانون نيوز» الالكتروني وزير الدفاع قائلا: «اذا كانت لديه معلومات عن «القاعدة» فليقلها لي».

وكان غصن علق على كلام شربل عن عدم وجود مكاتب لـ «القاعدة»، بالقول: «هل في قندهار واليمن مكاتب لتنظيم «القاعدة» ويضعون لافتات يقولون نحن هنا؟».





قباني يهدد باعتصام في وسط بيروت



دخل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني على خط ملف الموقوفين الاسلاميين (لا سيما في احداث نهر البارد صيف العام) 2007 الذين لا يزالون من دون محاكمات، معلناً انه «بعد كلّ التَّلكُّؤ والمماطلة والوعود والتَّسويف من المــسؤولين لما يزيد على أربعِ سنوات، فإنَّنا نُمهل كلّ الجهات المعنية في البلاد، لإِنجازِ ملف الموقوفين الإسلاميين مهلةً أقصاها بداية العطلة القضائية الصيفية في يوليو المقبل،  قبل اللُّجوء إلى الوسائل المناسبة لرفعِ الظلم عن أَبنائنا المنسيِّين عَمداً في سجون الدولة وأَقبيتها، وأَولها الاِعتصام الواسع الذي سيكون في ساحة رِياض الصلح في وسط مدينة بيروت»، ومؤكداً ان «دعوتنا هذه ليست طائفيةً ولا فئويةً، بَل دعوةٌ إنسانيةٌ وحقوقية».