قصص قصيرة جداً / عقرب
1 يناير 1970
03:38 ص
| غالية حسن العنزي * |
رحلة أمل
قرر للمرة الاولى أن يسلكَ طريقاً جديداً عند العودة، وهو يسير رأى نهراً، ثم رأى طفلاً اصطاد سمكة، وقبل أن يصل وجدها على طرف النهر تغسل شعرها...!
قلب
في طريقه لها تفقد جيبه، فعاد حيث كان، فتش هنا وهناك، ولم يعثر على شيء، قرر ألا يذهب لها خشية محاصرتها له بالسؤال، لكنها لم تلبث أن وجدته بين أعين صديقتها!
سياسي
صاحب منصب رفيع ونفوذ واسعة في البلدة، تنفّذ أوامره لحظة صدورها، يرفع من يحب، ويعزل من يكره... ولم يستطع عزله إلا لحظة «فضيحة أخلاقية»!
وصية
لم تكن تجيب عن أسئلتهم المتكررة، ولم تفتأ على مدار عشر سنوات ترفض كل أولئك الرجال، وعندما توفّيت قرؤوا في وصيتها: ادفنوني بجانب قبره...!
لوحة
اعتاد حين رسم لوحة ألا يكثر فيها الألوان، والملامح أيضاً، فدائماً ما يرسم رجلاً بلا أذنين، وحين يسأله أحدهم عن السبب، سرعان ما يكتشف أنه أبكم...!
عقرب
اعتادت في كل صباح أن تستفتح الجريدة بقراءة «الأبراج»... وأن تبدأ بقراءة برجه قبل برجها، قرأت اليوم أن مواليد «العقرب» أكثر الناس شكوكاً بمن حولهم... طوت الجريدة وبابتسامة صفراء قالت: وجدتها...!
حرمان
خرج من منزله حاملاً نعشه... يصرخ بأعلى صوته ينادي عليه... وقبل أن يلمحه قابعاً في عين الشمس... سلبوه نعشه...!
ابتسامة
أخبرَتني ونحن نحدّق في الشفق بينما البحر يلتقم الشمس ويسيل دماءها عليه، أخبرَتني تلك العجوز أنها في حياتها كلها لم تبتسم إلا مرتين، مرة عند طبيبة الأسنان لتلتقط صورة لأسنانها الجديدة، ومرة في شبابها عندما أخبرها أنه سينتظر قدومها إليه حين كان يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديها...!
جسّ نبض
صاحب عمود في جريدة، أقرب لمدرب كرة قدم منه لكاتب، يجسّ نبض القرّاء، متخذاً أسلوباً دفاعياً، ثمّ يجري تبديل اتجاه قلمه ليهاجم بأكثر القضايا قبولاً لديهم، فيفوز بأهداف غير شرعية...!
شيشة
انتفض قلة من شباب حينا ينددون بالفساد الذي عمّ الحيّ، فعاقبهم مختارنا بأن منع «الشيشة» عنهم، فشهد الحي بعدها أكبر انتفاضة منذ عقود...!
* كاتبة من الكويت