كل صفة في الجسم سواء كانت طبيعية أو مرضية لها موقع محدد على كروموسوم ثابت
الجينات السائدة والمتنحية على الكروموسومات الجسدية والجنسية
1 يناير 1970
06:40 م
|اعداد د. أحمد سامح|
الجينات الوراثية - أمراض القلب آلام البطن - منع الحمل - الجنس عند العرب
لفهم طرق العلاج بالجينات الوراثية التي هي الأمل الواعد في شفاء الأمراض المزمنة والمستعصية والخطيرة خصوصا الأمراض التي لم يتوصل الطب الحديث لاكتشاف **علاج حاسم لها مثل مرض السكري ومرض السرطان وكثير من الأمراض العصبية والأمراض الوراثية التي تسبب إعاقة مستديمة.
كان لابد من الاستزادة من شرح تكوين الجينات الوراثية التي عددها من 30-50 ألف جين في نواة كل خلية يحملها 46 كروموسوما.
وكل جين له موقع محدد على هذه الكروموسومات التي في أنوية كل خلية من خلايا أنسجة الجسم.
وفي هذا العدد نتناول كيفية انتقال الصفات الوراثية الطبيعية أو المرضية عبر الجينات السائدة والمتنحية على الكروموسومات الجسدية والنفسية.
وفي هذا العدد قول علماء في اليابان انهم اكتشفوا دليلا يظهر ان من الممكن تأجيل أو منع الاصابة بقصور وظائف القلب في الإنسان.
كما أفاد باحثون المان ان تناول الاطفال والمراهقين وجبات خفيفة يقلل من آلام البطن المزمنة.
ونشير إلى ان إدارة الأدوية والأغذية الأميركية منحت الترخيص لدواء مانع للحمل «lybrel» الأول من نوعه من حيث قابلية استخدامه بشكل مستمر.
وفي هذا العدد أفادت دراسة طبية أن الجنس يحتل المرتبة الأولى عند العرب.
كما أفادت دراسة طبية أن البيئة الصاخبة تزيد التعرض لأزمات القلب.
وأخيراً مع أهم وآخر الأخبار الطبية التي ترتقي بصحة الإنسان الجسدية والنفسية.
الكروموسومات سواء الجسدية أو الجنسية «XX» التي تحملها الإناث و«XY» التي يحملها الرجال تحمل آلافاً من الجينات الموروثات التي تنال الصفات الوراثية من الأب والأم إلى الجنين وبالتالي فإن نصف صفات الجنين الوراثية تنتقل إليه من الأب والنصف الثان من الأم.
وتنقسم الخلية المخصبة الأولى للجنين بسرعة إلى خليتين متماثلتين ثم أربع ثم ثماني ثم 16 ثم 32 وهكذا.
وكل خلية تحمل 46 كروموسوما ثم تبدأ الخلايا في التخصص لتكوين أعضاء الجسم المختلفة وتقدر عدد الجينات التي تحملها الست وأربعون كروسوما بنحو 30-50 ألف جين تكون صفات الجسم المختلفة.
انتقال الصفات الوراثية
كل صفة في الجسم سواء طبيعية أو مرضية لها موقع على كروموسوم ثابت لا يتغير سواء في كروموسومات الأم أو الأب وبالتالي فإن كل صفة تتكون من جينين «2genes» احدهما من الأم والآخر من الأب لأن نصف الكروموسومات من الأم والنصف الآخر من الأب.
فمثلا لون الشعر يتحدد بجينين احدهما من الأم والآخر من الأب، فإذا كانت الجينان مماثلين «اللون الأسود» مثلا أصبح لون شعر الجنين أسود، أما إذا اختلفت الجينات «الاسود والأصفر مثلا» فإن الذي يحدد لون الشعر هو الجين السائد «الاسود أو الأصفر» فيصبح لون شعر الطفل اسود إذا كان الجين الذي يحمل اللون الأسود هو جين سائد, بينما يحمل الطفل الجين المتنحي الذي يكون اللون الاصفر ويورثه لأولاده والعكس صحيح اذا كان الجين الذي يحدد اللون الأصفر هو السائد والذي يحدد اللون الاسود هو المتنحي.
توريث الجينات
ويختلف توريث الجينات من الأبوين إلى الجنين باختلاف موضع هذه الجينات على الكروموسومات فإن نظام توريثها لا يختلف إذا كان الجنين ذكرا أو أنثى.
أما إذا كان موقع هذه الجينات على الكروموسوم الجنس «y» في الذكور أو «x» في الاناث فإن التأثير يختلف إذا كان الجنين ذكرا عما اذا كان أنثى لأن الأنثى تحمل كروموسومين «xx» بينما يحمل الذكر كروموسوما واحدا «x» والآخر «y».
وبالتالي فإن الجين الذي يقع على الكروموسوم «x» ليس له مقابل آخر في الذكر لأنه يحمل كروموسوم «x» واحدا وكذلك الذي يقع على كروموسوم «y» بينما في الأنثى يوجد كروموسومات «x» وبالتالي فإن الجين له الكروموسومات وباختلاف نوعه سائد أو متنحٍ - جنسي أو جسدي.
الجينات السائدة على الكروموسومات الجسدية
الجينات السائدة تسود الجينات المتنحية المتماثلة لها وبالتالي فإن مظهر الطفل الخارجي يتحدد بوجود هذا الجين «لون الشعر الاسود مثلا بينما تكون الصفة الوراثية مركبة من الجينين السائد والمتنحي ويورث الجين المتنحي إلى ذريته.
وكذلك الحال لأحد الأبوين الذي ورث منه هذا الجين السائد وبالتالي فإن 50 في المئة من الذرية تحمل هذا الجين السائد اذا لم يكن الوالد الآخر «الأب أو الأم» حاملاً لهذا الجين.
وأمثلة ذلك لون الشعر وفصائل الدم والأنسجة ولون الجلد وبعض الأمراض الوراثية مثل قصر القامة «الأقزام» أو بعض أمراض الجلد والأسنان أو التخلف العقلي.
الجينات المتنحية على الكروموسومات الجسدية
الجينات المتنحية لا تظهر على الشكل الخارجي للطفل لأن الجين المقابل السائد يسود المظهر الخارجي ولكنه يؤثر في نصف التكون الوراثي لهذه الصفة.
وبالتالي تنتقل إلى الأجيال التالية دون ظهورها خارجياً حتى يتصادف أن يكون الأبوان يحملان الجين المتنحي فيتجمع الجينان المتنحيان لهذه الصفة في الجينين ويؤثران على المظهر الخارجي.
وعادة يحدث ذلك في زواج الأقارب لأنهم يشتركون في بعض الجينات وتزداد نسبة الجينات المشتركة بازدياد درجة القرابة بينهم فأولاد العم أو العمة أو الخال أو الخالة يشتركون في 1/8 (واحد على ثمانية) من صفاتهم الوراثية.
اما إذا كان الأجداد هم أولاد العم فإن الأحفاد يشتركون في 1/16 (واحد على ستة عشر) من صفاتهم الوراثية، وكلما زادت القرابة بعداً انخفضت نسبة الجينات المشتركة.
ولذلك نجد أن الصفات التي تتحكم فيها جينات متنحية تظهر فجأة في العائلة دون ظهورها في أجيال عدة سابقة خصوصا إذا كان الأبوان قريبين.
فطن البعض أن المرض غير وراثي لأنه لم يظهر في الأجيال السابقة ولكن حقيقة الأمر ان جينات هذا المرض موجودة وتتوارث في الأجيال المتعاقبة ولكنها لم تظهر إلا عندما كان الأبوان يحمل كل منهما الجين المتنحي نفسه، فورث الطفل جينين متنحيين لهذه الصفة أو هذا المرض وظهرت عليه خارجيا.
الجينات التي تقع على الكروموسومات الجنسية
معظم هذه الجينات تقع على كروموسومات «x» ولكن بعضها يقع على الكروموسوم «Y» ولذلك يختلف تأثيرها إذا كان الجنين ذكرا أو أنثى.
الجينات التي تقع على الكروموسوم «Y» تظهر دائماً في الذكور ولا تظهر اطلاقا في الاناث لأنهن لا يحملن كروموسوم «Y» وتنتقل من الأب إلى جميع أولاده الذكور لانهم يرثون منه الكروموسوم «Y» ولا تنتقل إلى أولاده الاناث لأنهن يرثن منه كروموسوم «X».
الجينات المتنحية التي تقع على الكروموسوم «X» تظهر في الذكور اذا ورثوا الكروموسوم «X» الذي يحمل هذا الجين من الأم، أما إذا كانت هذا الجين عند الأب فإنه يورثه لكل أبنائه من الإناث لأنهن يرثن منه كروموسوم «x».
ففي الذكور يظهر هذا الجين على المظهر الخارجي للطفل لأنه لا يحمل كروموسوم «x» آخر ليؤثر في هذا الجين.
أما في الاناث فلا تظهر على المظهر الخارجي للطفلة لأن لديها كروموسوم «X» آخر ولكنها تورث هذا الجين إلى بناتها فيصبحن حاملات للصفة أو المرض وإلى الذكور فتظهر الصفة أو المرض على الشكل الخارجي.< p>< p>