كتاب / «كنت سفيرا لمصر»... خبرات وتجارب ومشاهدات 70 سفيرا

1 يناير 1970 10:18 ص
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |

صدر عن مكتبة الآداب في مصر «الجزء الأول» من الكتاب الموسوعي «كنت سفيرا لمصر... خبرات وتجارب «70» سفيرا» تحت إشراف معهد الدراسات الديبلوماسية بالقاهرة.

الكتاب - الذي يقع في 650 صفحة من القطع الكبير - يعتبر من الأعمال التي ستظل قيمة كبيرة في مجال الديبلوماسية ... حيث إنه يضم خبرات وتجارب عدد كبير من السفراء الذين مثلوا بعثات مصر في مختلف دول العالم بداية من الفترة التي سبقت قيام ثورة يوليو وحتى وقتنا الحالي، ويبدأ بمقدمة من السفير هشام محمد الزميتي، الذي كان مديرا للمعهد وقتها.

ويركز على نقل تجارب وخبرات العمل في المجال الديبلوماسي إلى الشباب ... فهذا الكتاب يعتبر موسوعة حيث إنه يحتوي في بدايته بعد التقديم على مجموعة من الأبيات الشعرية بعنوان «تحية للمعهد الديبلوماسي في عيده الأربعيني»، ثم يليها ذكر لجميع مديري المعهد منذ إنشائه العام 1966 وحتى العام 2006، والذي يبلغ عددهم 20 سفيرا. وذكر الفترات التي قضوها في إدارة المعهد.

ويتضمن عرضا لنظار ووزراء خارجية مصر من عهد الخديوي إسماعيل وحتى الآن ... ثم يقدم الكتاب تحية لروح سفير مصر السابق في العراق الشهيد الدكتور إيهاب الشريف، والذي اغتالته اليد الآثمة أثناء أداء عمله الوطني ... وكذلك تحية تقدير خاصة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 5002 الدكتور محمد البرادعي. وبعد ذلك يبدأ السفراء في عرض تجاربهم، وهذا عبر صفحات الكتاب الذي يطرح فيه السفراء المصريون خلاصة تجاربهم وخبراتهم في العمل الديبلوماسي، والحديث عن أهم المواقف التي قابلتهم وتأثيرها على حياتهم.

وكل سفير يلخص في كلمات وجيزة خلاصة ما خرج به من تجربته الطويلة في العمل الديبلوماسي فيقول مثلا السفير جمال نجيب الذي عمل ببعثات مصر في واشنطن وروما واستوكهولم وبون وأيسلندا وغيرها: إن كان لي أن أوجه كلمة إلى الأجيال الديبلوماسية الشابة فإني أقول «الديبلوماسية عالم قائم بذاته، ورسالة نبيلة تقوم بها ترتكز على قوانين ومعاهدات واتفاقات دولية واسعة، ولها قانون يحكمها، فهي مهنة لها قواعدها وأحكامها، وليست متاحة لكل قادم، بل تتطلب دراسة وإعدادا دائمين ومتجددين».

ويركز السفير محمود قاسم - الذي عمل ببعثات مصر في بلغاريا والأمم المتحدة كما عمل سفيرا في أثيوبيا وكندا وغيرهما - على تنمية قوة الملاحظة وحسن التصرف وبراعة الحديث وحنكة التفاوض في شتى المجالات بأكثر من لغة أجنبية.

أما السفير محمود صلاح الدين حسن - الذي يعد من أبرز رواد العمل الديبلوماسي وعمل ببعثات مصر في عدد من الدول مثل «تركيا وفرنسا والكويت والولايات المتحدة» كما عمل سفيرا في «اليابان وإيطاليا» وغيرهما - فقد قدم في الجزء الخاص به العديد من المواقف الصعبة التي واجهته في العمل الديبلوماسي وكيف تمكن من مواجهتها والتصرف بشكل لا يسيء إلى سمعة مصر ويتناسب مع مكانتها دوليا.

أما أستاذ القانون الدولي... ورائدة العمل الاجتماعي والسياسي وسفير مصر في كل من «الدنمارك وألمانيا» السفيرة عائشة راتب... فقد وجهت نصيحة لتلاميذها من شباب الديبلوماسيين بالتحلي بالإيمان بما آمنت هي به طوال حياتها: الصدق مع النفس والخير وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

ويرى السفير عبد الرؤوف الريدي... الذي عمل ببعثات مصر في لبنان وشيلي، وكان رئيس البعثة في كاجول وقنصلا عاما في جدة - أن الديبلوماسية فن وعلم... الفن هو في الأساس فن اكتساب الأصدقاء وتحييد الأعداء... والعلم يأتي بالقراءة والإعلام والمشاهدة... وأقول لهم كونوا عونا وسندا لكل مصري في الخارج ... كلما كان العمل بروح الفريق كان نجاح كل عضو في الفريق أكيدا. أما رأي السفير أحمد الغمراوي في أهمية روح المبادرة التي تعتبر أهم سمات الشخصية الديبلوماسية من وجهة نظره، فهو يرى أن الديبلوماسي يجب ألا يكون منفذا فقط بل يجب عليه أن يكون صاحب مبادرات تحقق المصلحة القومية وأن تكون علاقاته بالمصريين في الخارج علاقات قائمة على الثقة، وتقديم الخدمات لهم وإشعارهم بأن السفارة هي بيتهم الثاني.

ويمضي الكتاب في استعراض خلاصة تجارب وخبرات أكثر من «60» سفيرا آخرين يقدمون خلاصة تجاربهم في عالم الديبلوماسية لتكون مرجعا لمن يريد الاستفادة منها سواء من داخل المجال الديبلوماسي أو من خارجه.