المشاركون في حلقة «التطور الديموقراطي»: الانتخابات الفرعية ضد القانون والدستور

1 يناير 1970 02:16 م
اكد المشاركون في الحلقة النقاشية «أثر الانتخابات الفرعية على التطور الديموقراطي» التي نظمتها جمعية الخريجين مساء الأول من أمس على أن اجراء الانتخابات الفرعية ضد القانون والدستور.

الكاتب في صحيفة «الراي» محمد الوشيحي قال انه يرفض الدور السياسي للقبيلة، ويؤيد الدور الاجتماعي لها، مشيرا إلى ان الدور السياسي للقبيلة سيؤثر على اشياء أهم لها من ذلك.

وقال الوشحي انه من المحزن ان يأتيك اتصال ويطلب صوتك وحينما تسأل عن برنامجه الانتخابي يقول لك «أفا أنا ولد عمك»، فالمرشحون لا يكون لهم برنامج انتخابي لكنهم يطلبون الاصوات الانتخابية فقط لصلة القرابة.

واوضح ان المرشح حينما ينوي خوض الانتخابات يرفع شعار الكويت اولا، لكن هذا الكلام غير صحيح وأنا اقول له: انتم ترفعون شعار القبيلة اولا وثانيا وثالثا والكويت رابعا.

انه لامر محزن ان يجتمعوا في الانتخابات الفرعية ويقسموا على احترام ما تختاره القبيلة وهو قسم يتعارض مع الدستور.

واشار الوشيحي ان بعض المرشحين يدركون ان الفرعيات غير دستورية لكنه يختار مرشح الفرعيات لخوفه من القبيلة.

ومن جانبه، دعا استاذ القانون الاجرائي في جامعة الكويت د. عبيد المطيري إلى اقامة مؤتمر للحوار بين جميع الفعاليات والقوى السياسية لتحديد مفهوم الوطنية لخلق ارضية مشتركة للحوار بين القوى المختلفة، مطالبا بتجريم الفرعيات بقانون وبحزمة من التشريعات بشرط ان تكون هذه التشريعات قدمت من اغلبية الشارع الكويتي.

وقال ان الانتخاب الفرعي هو الفرز النوعي للاشخاص، وهو مخالف لقواعد العدالة ويندرج تحت هذا المفهوم كل فرز نوعي.

واوضح ان هناك فرقا كبيرا بين القبيلة والقبلية، فالاولى موجودة قبل الدولة، لكن الثانية هي المرفوضة، مشيرا إلى انه حينما يكون التمايز بين الاشخاص على اساس القبلية هنا يكون الخطأ والخطر، مؤكدا ان القبلية في الكويت هي صنيعة النظام السياسي.

ودعا الدكتور عبيد المطيري الحكومة إلى بناء مجتمع مدني في الكويت يكون همه هو الوطن والدولة، قائلا ان الحكومة لم تسهم في تطوير المجتمع المدني، لكن الافراد هم من طوروا المجتمع وتساءل: هل بالامكان منع الانتخابات الفرعية؟ مجيبا انه من الصعب تحقيق ذلك، «فنحن نعيش في نظام قبلي لعشرات السنين، والان يأتي وزير الداخلية ويصرح بانه سوف يقضي على هذا المسائل، فما مارسناه خلال عشرات السنين لا نستطيع ان نغيره في ايام قليلة».

واضاف المطيري ان الدولة منذ 28 سنة تتعامل مع القبيلة ككيان سياسي، والدولة تبارك الفرعيات، ضاربا مثالا على ذلك بمباركة السلطة والحكومة للفرعيات بنشر مسؤول اعلانا في احدى الصحف في العام 2003 لاحد ابناء القبائل يهنئه فيه بفوزه في الانتخابات الفرعية.

وقال د. عبيد المطيري ان الانتخابات الفرعية جريمة لكنها ليست الجريمة الوحيدة وهناك جرائم اكبر وأخطر من الفرعيات مثل المال السياسي وشراء الاصوات، لان المال السياسي يأتي بنواب فاسدين سياسيا.

واشار إلى ان ما تقوم به الحكومة الان من القضاء على الفرعيات هو الدفع نحو انفجار الموقف، «فاذا اردنا ان نخدم الوطن يجب ان تعامل بعض النخب داخل القبائل معاملة خاصة لنمو المجتمع المدني».

واوضح ان هناك اغراضا غير مشروعة في الحرب على الفرعيات ومحاربتها. وقال: «في الثمانينات كانت الحكومة مرتاحة بالتعاون مع القبائل لانها تعلم ان مخرجات الانتخابات ستكون معها وتضمن لها الاغلبية، لكنها انقلبت عليها الان لان قوى المعارضة اصبحت من هذه التجمعات واصبحت لا تسيطر عليها».

واضاف عبيد المطيري ان القبيلة هي جزء اساسي من المجتمع، داعيا إلى بناء المجتمع المدني لكي لا نكون 20 دولة في دولة، مختتما حديثه بان هناك من يستفيد من خلق مثل هذه التكتلات.

اما الكاتب الصحافي في «الجريدة» د. ساجد العبدلي فتساءل عن مدى شرعية وجواز الفرعيات؟ وما سر صمت التيار الديني عن شرعية الفرعيات؟، داعيا إلى وجود قانون واضح وصريح من الدولة يجعل هناك حاجزا امام الخط الاسلامي بان هناك حرمة فيما يتعلق بالفرعيات.

وقال انه خلال السنوات الماضية كانت التيارات الاسلامية تنتظر مخرجات الفرعيات لكي تأخذها في ترشيحاتها لمجلس الامة، مؤكدا ان تجاوز التيار الاسلامي عن الحديث عن شرعية الفرعيات بسبب حصولهم على مكاسب سياسية من ورائه.

وقال العبدلي: ما سر اصرار ابناء القبائل على عقد الانتخابات الفرعية رغم روح القانون والحملة الشرسة من رجال الأمن؟ مضيفا ان هذا الاصرار يدل على ان هناك مكسبا استراتيجيا للقبائل من الفرعيات، لكنه تساءل عن المسؤول عن غرس هذا الوعي لديهم؟

وقال ان الدولة تتعامل مع القبيلة كأنها كتلة سياسية وليست نظاما اجتماعيا فقط، ففي التشكيلات الحكومية المتعاقبة تجلس السلطة مع القبائل لاختيار وزير منهم.

واوضح ان الدولة ساهمت في صنع الانتخابات الفرعية وعندما تواجه القبائل الآن فانها ستصدم بحاجز صد كبير.

موضحا ان هناك كوادر ونخبا تشارك في هذه الانتخابات الفرعية التي تعد طريقا للوصول كقوة مؤثرة.

وقال العبدلي ان هيبة الدولة لا تعني تخويف الناس، ولا تستعاد من خلال التخويف والهدم.

واوضح ان الحكومة افتقدت الحكمة في التعامل مع هذه القضية ما زاد اصرار الطرف الاخر على المضي قدما في الانتخابات الفرعية.

الناشط السياسي وعضو جمعية الخريجين احمد طنا العنزي قال ان هناك بعض اطراف في الحكومة خلقت مثل هذه الظواهر السلبية.

وقال انه عقب تزوير انتخابات مجلس 67 لجأ بعض الاقطاب إلى وجهاء القبائل وضخمتهم واعطتهم الكثير من المزايا لاخماد رد الفعل الشعبي تجاه المجلس المزور، وفي الانقلاب الاول على الدستور لجأت الحكومة إلى بعض القبائل للترويج ان هذا الانقلاب في مصلحة الدولة.

واكد انه بعد عودة الحياة النيابية ظهرت وجوه شابة من ابناء القبائل ساهمت في ارساء الوعي في مناطقهم، مشيرا الى ان الانتخابات الفرعية ظاهرة سلبية وكثير من ابناء القبائل تنطلي عليهم ان الفرعيات تخـــدم قبائلـــهم وهي في الحقيقة محاولة للحفاظ على نوعية معينة من النواب الذين تضمن الحكومة ولاءهم، ومحاولة لقطع الطريق امام الشباب والدماء الجديدة ممن يحملون الكفاءة والوعي السياسي.

وأكد ان هناك مباركة حكومية للفرعيات، حيث ان اقطاب حكومية زارت وهنأت الفرعيات على امل الا ينجح شباب جدد لا تضمن ولاءهم. وقال ان السلطة حريصة على ان الجسم القبلي يبقى في القمقم القبلي لمنع افرازات جديدة من الشباب الواعي.