طالب إيران بعدم التصعيد والابتعاد عن التوتر والتفاوض مع الإمارات

الخبيزي من احتفال الفاتيكان بذكرى جلوس البابا: شاذة وغير جادة... دعوات هدم الكنائس

1 يناير 1970 10:53 ص
| كتبت غادة عبد السلام |

شدد مدير إدارة اوروبا في وزارة الخارجية السفير وليد الخبيزي، على رفض الكويت للتطرف في أي بلد في العالم من جميع الاديان، واضعا الدعوات التي شهدتها الكويت لهدم الكنائس ضمن «الدعوات الشواذ التي لم تؤخذ على محمل الجد».

ولفت السفير الخبيزي في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في احتفال سفارة الفاتيكان بالذكرى السنوية لتولي البابا والذي أقيم مساء أول من أمس في فندق المارينا بحضور حشد من السفراء والديبلوماسيين، لفت إلى عدم تلقي الكويت اتصالات من الفاتيكان على خلفية الدعوات لهدم الكنائس، مشيرا إلى انهم «يعرفون انها دعوات شواذ ولم تؤخذ على محمل الجد وهي اقلية وبالتالي الفاتيكان والمسؤولون في مختلف العالم يعرفون انه جزء من التطرف الذي ننبذه ونرفض التعامل معه ولم يحصل أي اتصال من الفاتيكان كما هو الحال في بعض الدول التي طلبت بهدم المساجد وغير ذلك»، مذكرا بحرق أحد القساوسة للمصحف الشريف، الامر الذي حظي بتنديد من الفاتيكان»، ومشددا على ان «التطرف موجود على جميع الساحات الدينية والسياسية، ولافتا إلى وجود أئمة نددوا بتطرف لمسلمين، وبالتالي التنديد بالتطرف واجب مسؤول على جميع القيادات الدينية في العالم».

وبالحديث عن الانتقادات الاميركية للكويت من خلال تقرير الكونغرس لعدم تسهيل بنائها للكنائس، اعتبر السفير الخبيزي ان التقارير التي تصدر عن طريق وزارات الخارجية تعبر عن رأي السفارة أو من يرسلونها، متسائلا:«هل الكويت تعطي حرية للاعتقاد؟ ومجيبا: نعم بالتأكيد، ومستدركا بالتشديد على وجود توازن بحجم الحاجة للكنائس أو مقار العبادة.

وتابع مؤكدا على ان «الكنيسة في الكويت قديمة وتحظى باهتمام كبير من القيادة والشعب وجميع طوائف المجتمع»، ومشددا على ان «هذه التقارير قد تكون فقط للضغط بالرغم من انه ليس هناك حاجة الان لمزيد من الكنائس».

وبالانتقال للحديث عن اتفاقية التجارة الحرة التي من المفترض توقيعها بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي والمعوقات التي تحول دون ذلك، أشار إلى ان «الاصدقاء في الاتحاد الاوروبي بدأوا يدركون أهمية هذه الاتفاقية الان في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة بالنسبة لهم لانها ستعود عليهم بالنفع بالدرجة الاولى»، لافتا إلى ان «المشاورات الان تتقدم بشكل جيد ونحن ننتظر نتائج ايجابية خلال المباحثات المقبلة وستكون هناك مباحثات قريبة بين وزراء الخليجي والاوروبي في لوكسمبورغ في الشهر المقبل».

وحول الشروط الاوروبية لابرام الاتفاقية لفت إلى ان «الشروط التي وضعها الاتحاد الاوروبي بدأ يجد لها مخرجا لازالتها».

وعلى صعيد آخر، وصف موقف الاتحاد الاوروربي من القضايا في المنطقة ولاسيما في ما يتعلق بالقضية السورية والملف النووي الإيراني، وصف الموقف بالرائد والمتقدم، ومشيرا إلى ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي تقوم بجهود جبارة من بداية ما سمي بالربيع العربي ولعبت دورا مهما في تطبيق القرارات وفرض العقوبات على الانظمة المضطهدة لشعوبها، والاتحاد اتخذ قرارات بالعقوبات لفرض ضغوط على النظام في دمشق للقبول بخطة انان والتعامل معها بجدية اكثر والسماح للمراقبين بشكل جيد وسحب القوات والاتحاد الاوروبي على الحدود وبالتالي معني بشكل مباشر بالتعامل مع الموضوع بكل جديدة».

وبالنسبة لموقف الاتحاد من زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة ابو موسى قال انه «تابعنا موقف الاتحاد بخصوص زيارة نجاد إلى ابو موسى وكان مؤيدا لقرار مجلس التعاون بضرورة عدم اتخاذ مواقف استفزازية للمنطقة في هذه الفترة اللجوء إلى التحكيم الدولي وضبط النفس وعدم ارباك المنطقة أو ادخالها في أزمات جديدة نحن في غنى عنها في هذه المرحلة والابقاء على التحكيم الدولي الذي تطالب فيه الإمارات».

وفي ما يخص إعلان إيران وضع صواريخ على الجزر الثلاث المتنازع عليها أكد ان الموقف الخليجي يمثل موقف الكويت والذي أعلن بان على إيران عدم تصعيد الوضع في المنطقة والابتعاد عن التوتر والدخول مباشرة في مفاوضات دولية مع الإمارات لحل الموضوع في الاطر الدولية والقانونية دون استفزازات لان هذا لا يخدم علاقات الصداقة والشراكة القائمة بين الضفتين الإيرانية والخليجية وهي علاقة عريقة قديمة مبنية على المصاهرة وبالتالي يجب ان تكون هناك حكمة وعقلانية في التعامل في مثل هذا الموضوع في ظل الظروف الراهنة المتوترة ان صح التعبير ولذلك نأمل من الاصدقاء في إيران الا يستخدموه ونحن ناشدنا مع اشقائنا في مجلس التعاون القيادات الإيرانية بالكف عن استخدام لغة الاستفزاز».

وفي ما يتعلق بالمناسبة، أعرب السفير الخبيزي عن سعادته لتمثيل الكويت في المناسبة العزيزة على قلوبنا والمتمثلة بالاحتفال بيوم الفاتيكان»، مؤكدا على عمق العلاقات بين الجانبين خصوصا وان العلاقة بين البلدين تعود للستينات»، ومثمنا مواقف الفاتيكان المشرفة تجاه القضايا الكويتية المهمة كقضايا الاسرى والمرتهنين وسعي الفاتيكان في مساعدة الكويت وحث النظام العراقي لاطلاق سراح الاسرى في تلك المرحلة».

ولفت السفير الخبيزي إلى استمرار العلاقة الطيبة بين الكويت والفاتيكان والتي توجت بزيارة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد إلى الفاتيكان منذ عامين، إضافة إلى زيارات على مستوى وزراء في الفاتيكان وزيارات لمسؤولين كويتيين، مشيرا إلى ان «الفاتيكان أصبحت محطة مهمة لجميع القادة العرب والخليجيين للزيارة والتشاور حول الاوضاع وتبادل الافكار بين الجاليات الإسلامية والمسيحية».

وشدد على ان «الكويت تحظى بحرية الاديان وهي من الدول التي تعتبر محط انظار مسؤولي الفاتيكان»، مؤكدا السعي الكويتي المستمر للتواصل مع الفاتيكان وسفيرنا لدى سويسرا مكلف كسفير غير مقيم لدى الفاتيكان وهو على تواصل مع المسؤولين في مختلف القضايا الاقليمية والدولية»، معربا عن أمله في ان «تستمر العلاقة المهمة بين البلدين والزيارات المتبادلة»، ومضيفا «نحن أيضا سعيدين بسماع ان البابا الفاتيكان سيزور لبنان في سبتمبر وهذا امر جيد كون لبنان دولة عربية وهذه الزيارات مهمة في هذه المرحلة ونحن نشجع التواصل المستمر بين الدول العربية والاسلامية مع الفاتيكان».

وتعليقا على عدم زيارة البابا إلى الكويت بالتزامن مع زيارته للبنان أشار السفير الخبيزي إلى وجود اتصالات لتحديد زيارة مستقبلية إذا امكن، لافتا إلى وجود برنامج زيارات محدود جدا للبابا،ومشيرا إلى ان عدد من قادة دول الخليج وفي مقدمتهم سمو أمير البلاد والعاهل السعودي وأمير قطر زتروا الفاتيكان، معتبرا انه من غير المستبعد ان يكون للبابا زيارة لدول المنطقة، وموضحا ان الامر يتعلق بمواضيع امنية وان التحضيرات يتم اخذها بالاعتبار لزيارات من هذا النوع ولكن هذه الزيارات يتم اعداد طويل الامد لها».

بدوره وصف السفير البابوي لدى الكويت والدول الخليجية المطران بيتار راجيك وصف العلاقات الكويتية مع الفاتيكان بالممتازة، مشيرا إلى ان الكويت احتضنت أول سفارة للفاتيكان في منطقة الخليج العربي في العام 1968، ومثمنا الزيارة التي قام صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد إلى الفاتيكان في العام 2010 والتي كانت مهمة وناجحة.

ولفت إلى ان المسيحيين موجودون في المنطقة منذ الاف السنين ويطمحون للعيش جنبا إلى جنب مع اخوانهم المسلمين كمواطنين صالحين يجمعهم الاحترام المتبادل».

وأشار إلى ان زيارة الحبر الاعظم مقررة إلى لبنان في سبتمبر المقبل وان أي زيارة للخليج أو المنطقة تعتمد على جدول كون البابا كثير الارتباطات.

وبالحديث عن حوار الاديان ولاسيما بين الإسلام والمسيحية لفت إلى وجود حوار قائم بين رجال الدين المسلمين ونظرائهم الكاثوليك وبين المفكرين في كل من الجهتين. وعلق على دعوات بعض النواب الكويتيين إلى هدم الكنائس بالقول «لا نتمنى هدم أي كنيسة وكذلك أي مسجد نحن رجال دين مطالبين بالبناء لا بالهدم والدعوة إلى الحوار المشترك والعيش المتشرك والعيش جنباً إلى جنب والإيمان بالله لبناء مستقبلنا معاً».





السفير الأردني: نحتضن

ونحمي الطلبة الكويتيين



كتبت غادة عبدالسلام

أشاد السفير الأردني لدى الكويت محمد الكايد بالطلبة الكويتيين الدارسين في بلاده، مبديا «حرص القيادة والشعب الاردني على حمايتهم ودعوتهم للانخراط في المجتمع الأردني، ومؤكدا العمل على حل أي مشاكل تواجههم ومعالجتها بموضوعية وبتسامح».

وقال السفير الاردني في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في حفل سفارة الفاتيكان،ردا على سؤال حول تعرض الطلبة الكويتيين للمضايقات في بلاده ان «الطلبة الكوتيين بين اخوانهم ودائما ندعوهم للانخراط في المجتمع الاردني»، مضيفا ان جميع الابواب مفتوحة أمامهم على المستويات الرسمية والشعبية والاكاديمية».

وفي حين لم ينف وجود مشاكل قد تعترض هؤلاء الطلبة، لفت إلى ان «الشعب الاردني يحتضن الطلبة الكويتيين وان وجود المشاكل امر طبيعي»، مبديا الحرص على معالجة المشاكل بموضوعية لجميع الاطراف بأخوة وتسامح».

وكشف عن عقد اللجنة الفنية المشتركة خلال شهر مايو المقبل برئاسة وزيري تجارة الكويت والاردن، معربا عن امله في عقد اللجنة المشتركة العليا برئاسة وزيري خارجية البلدين في القريب العاجل».

وتعليقا على الانتقادات التي وجهت من قبل البرلمانات في دول مجلس التعاون ومنهم الكويت عن الدعم المادي للاردن شدد على اننا «نحترم الانتقادات فهناك اصوات انتقادية في دول مجلس التعاون العربي وهذا حقهم في التعبير وقرار المجلس مؤسسي، تم الاتفاق عليه ونحن نقدر ذلك وشاكرين اي دعم خليجي».

وعما إذا كانت دول التعاون قد عزفت عن دعوتها الاردن للانضمام إلى المنظومة الخليجية،أوضح السفير الفايد «بداية لا أتفق مع كلمه عزوف دول الخليج كون قادة الخليج هم من دعوا عمان لهذه الشراكة ورحبوا بانضمامها، مشيرا إلى ان الطلب قديم والامر يتطلب وقتا ولا يتم بين ليلة وضحاها، مشددا على وجود تشريعات لابد من توافقها وامور تتطلب التعديل والصياغة، ومؤكدا بان الاردن قريبا من الخليج والتنسيق دائم ومستمر، ولافتا إلى ان الاردن تشكل بالنسبة لدول الخليج عمق استراتيجيا وهم يشكلون لنا نفس العمق ولهذا نحن نرحب بالانضمام الكمل او العضوية لانها بالنهاية تقارب بيننا».

وبسؤاله عن وصول نسائم الربيع العربي للمملكة الاردنية في ظل وجود مظاهرات تطالب بالاصلاحات، اكد السفير الكايد بان «بلاده لا تخشي ولا تخاف الربيع العربي، مشددا على ان النظام الاردني قريب لشعبه وحريص على تلبية طلباته»، ولافتا إلى ان «ما يحدث من حركات داخلية هي بهدف مكافحة الفساد وهو امر ليس بمقلق بقدر ما هو مطلب شبابي لابد من التجاوب معه»، ومشيرا الى ان «الامر حظي بتجاوب رسمي على درجة عالية من الوعي لتحقيق هذه المطالب».

وفي ما يتعلق برفض الشعب الاردني للانتخابات أشار الى ان «قانون الانتخاب تتقدم به الحكومة ومجلس النواب المنتخب من قبل الشعب والاخير له الحق في قبوله او رفضه او تعديله».

وتعليقا على الوضع السوري والعلاقات بين دمشق وعمان، لفت إلى ان سورية جارة تربطنا بها مصالح مشتركة بالاضافة للجالية الاردنية المتواجدة فيها، مبينا ان 60 في المئة من التجارة تدخل الاردن عن طريق سورية، معربا عن اسفه لما يحدث فيها من اراقة الدماء، ومؤكدا رفض الاردن للعنف ورفضه لاي تدخل عسكري في سورية.