قراءة في... الفلسفة

1 يناير 1970 05:07 م
|بقلم: عبدالعزيز الطلب |

بما أنني أعشق الفلسفة وأحب دائما وأبداً القراءة عن حياة الفلاسفة والمحاورات التي تجري بينـهم، فهم يتحدثون من زوايا عدة ونحن أغلبنا منحكرون في زاوية واحدة، فلذا قررت بأن أجعل مقال اليوم يتكلم عن الفلسفة، بمعنى كل شيء له فلسفة خاصة وكل شخص لديه نظرة معينة في زاوية مبيـنة.

إذا سوف أتكلم عن أمور ولكن تحت نطاق الفلسفة.

المعنى العام للفلسفة أنها كلمة مشتقة من اللفظ اليوناني ( فيلوصوفيا ) بمعنى محبة الحكمة أو طلب المعرفة، وقد عرف الفلاسفة ( العرب والغرب ) الفلسفة بتعاريف كثيرة ولكن قد تكون متقاربة نوعاً ما. وأقصر تعريف للفلسفة هو الدهشة! حيث تكون مندهشا وتتساءل كيف ولماذا وماذا عن أشياء تجعلك تندهش وتتفلسف، وأقرب مثال على ذلك الأطفال دائماً فلاسفة حين يندهشون ولا يعرفون ما يحصل ويتساءلون عن ذلك وتلك.

قال أحد الفلاسفة عن الطفل في صغر سنه فيلسوف وعندما يكبر يجهل كل شيء لأنه يعلم كل شيء! ففي البداية وجدت الفلسفة في القرن الرابع ما قبل الميلاد وحدثت تناقضات بين الفلاسفة من حيث التفكير والمعرفة في معظم أمور العقل والطبيعة.

سوف اعطيكم نبذة بسيطة عن الفيلسوف سقراط ( ولد في 469 وتوفي في 399 قبل الميلاد ) فعاصرها في القرن الخامس فهو من وضع التعريف الأساسي للفلسفة وهو من قال ان الإله واحد لا غيره وهذا ما جعله يفقد حياته من قبل حكومته الملحدة، ووضع القيم الأخلاقية في مركزها الصحيح حين أثبتها في أقواله وأبحاثه في علم الأخلاق ( الفلسفة الأخلاقية ) ودرس تلاميذه منهم افلاطون مبادئ الخير والعدالة.

بشكل عام الفلسفة تحتاج الى تفكير عميق كعمق البحار وطول الأنهار وعمر الأشجار، فهي علم يعلمنا الكثير من الأمور التي تعاصرنا في حياتنا اليومية.

الفلسفة تختلف عن العلم فالعلم هو منهج وموضوع ولابد أن نعرف بأن العلم نوعان علم ( حضوري ) وعلم ( حصولي ) حيث العلم الحضوري هو علم النفس بنفسها مثال على ذلك حين يكون الشخص خائفاً أو متوترا أو جائعاً أو حزيناً فسوف يدرك ذلك الشيء بنفسه، وهذا يعني أنه قام بدور العالم والمعلوم وهذا ما يسمى بالعلم الحضوري.

نأتي إلى العلم الحصولي وهو من تعريقه يبين انك تحصل على شيء ولكن ليس بنفسك ولكن من خارج النفس.

مثال على ذلك حين ترى شكلاً بالطبيعة أو صورة أو حدثاً معينا. ولنفترض رأيت صورة فهذه الصورة التي التقطتها انت من خلال حاسة العين سوف تنسخ في ذهنك كصورة مطابقة للتي رأيتها، والدليل حين تذهب الصورة تكون باقية في ذاكرتك وفي ذهنك وتستطيع أن توصفها وتتذكرها من خلال نفسك.

فهذا العلم الحصولي ولكنه يبنى على العلم الحضوري حيث حصلت على الصورة أول مرة منذ ان رأيتها فهنا حصولي ولكن حين تتذكرها فيصبح حضوريا. وهذا أقوى علم في هذين النوعين.

في اعتقادي معظم الفلاسفة درسوا ومارسوا الفلسفة فهم أخذوا من الفلسفة وجعلوا لهم فلسفة.

أرجو ألا نجعل العقول مقيدة بل أن نجعل لها كامل الحرية للتفكير.



الجامعة العربية المفتوحة

تقنيات المعلومات والحوسبة

@aziz_altalab