إحياؤه ينشط حركة عروض شركات الاتصالات للحفاظ على العملاء

مشروع «نقل الأرقام» يبدأ من الصفر

1 يناير 1970 05:40 م
بدأ العمل على مشروع توفير البيئة التحتية لنقل الأرقام بين شركات الاتصالات المتنقلة من الصفر تقريباً، بعد أن تبيّن أن كل الكلام السابق كان «سوء تقدير» إن شئت حسن الظن، أو «بيع كلام» إن شئت غير ذلك.
لكن بالقياس على التجارب السابقة، يراهن مسؤول في إحدى شركات الاتصالات على ان مشروع نقل الأرقام لن يبصر النور خلال ثمانية أشهر كما يعد المسؤولون، ولو أن التجربة مع وزير المواصلات المهندس سالم الأذينة تثبت أن الرجل نجح في نفض الغبار عن قرارات أخرى عالقة في الأدراج منذ سنوات.
سبب التشاؤم، كما يقول المسؤول السالف الذكر، ليس عائداً إلى الوزير، بل إلى وجود «لغزٍ ما» عطّل إنجاز المشروع العام الماضي، بعد أن أعلنت وزارة المواصلات بدأ العمل فيه في فبراير 2011، مع وعد بإنجازه في سبتمبر الماضي.
لكن ما حدث لاحقاً أن سبتمبر حلّ من دون أن يتحقق أي تقدم، ولو على الورق، وتبين أن المشروع لا ميزانية له أصلاً! وتراوحت التفسيرات لذلك الفشل بين ما هو تقني، وما هو روتيني بيروقراطي.
وقد أثار إعلان الوزير الأذينة أخيراً أن عملية نقل الأرقام بين شركات الهاتف في البلاد ستتم خلال فترة لن تتجاوز ثمانية أشهر، اهتمام المتابعين للموضوع في شركات «زين» و«فيفا» و«الوطنية» الذين بدأوا يعدون العدة للاستفادة بأكبر قدر ممكن من هذه العملية بغية زيادة عدد عملائهم في الكويت وبالتالي رفع إيراداتهم السنوية الناتجة عن هذه الزيادة.
وكان الأذينة طلب من الجهات المعنية في وزارة المالية رصد مبلغ يتراوح بين مليون و1.5 مليون دينار، بغية العمل على تنفيذ هذه العملية التي تم اتخاذ القرار بالسير بها منذ نهاية العام 2010، مشيراً إلى أن التأخر في التنفيذ يعود لأسباب مالية لعدم اقرار الموازنة الخاصة بهذه العملية في الفترة الماضية، ولأسباب تقنية بسبب حاجة بعض المقاسم الخاصة في الوزارة إلى إعادة التأهيل من أجل انجاز العمل بأفضل طريقة ممكنة.
وعن الجهة التي ستنفذ العملية ذكرت مصادر في الوزارة أن الشركة الوطنية لنقل التكنولوجيا هي التي ستتولى الإشراف على هذه العملية بأكملها بالتعاون مع مسؤولي الشركات الثلاث العاملة في السوق، والجهات المختصة في الوزارة، والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، وغيرها من الجهات.
وفي هذا الصدد يؤكد المسؤول في الشركة الوطنية لتكنولوجيا المعلومات أنس ميرزا، جهوزية الشركة للبدء بتطبيق العملية فوراً ومن دن تأخير، مشيراً إلى أن فترة الثمانية أشهر تعد طويلة نسبياً لهذه العملية، ولكنه نوه إلى أن طول هذه المدة يعود لاتمام بعض الإجراءات الضرورية في وزارة المواصلات كونها المسؤولة المباشرة عن هذه العملية وعن كل ما يترتب عليها من نتائج.
وأكد ميرزا أن الشركة أعلنت جهوزيتها منذ البداية وأنها طوال الفترة الماضية كانت تعمل على تأمين كافة الاحتياجات اللوجيستية المطلوبة منها، من حيث تأمين المعدات والمقاسم وغيرها من الأمور الأساسية في العملية، ومبيناً أنها كانت بانتظار تحديد النقطة الصفر للانطلاق بهذه العملية من قبل مسؤولي الوزارة.
وتوقع ميرزا أن يبدأ العمل على هذه العملية خلال فترة لا تتجاوز الأسبوعين إلى شهر، ولافتاً إلى أن الانتهاء منها ممكن خلال شهر أكتوبر المقبل فيما لو كانت وتيرة العمل سريعة.
بدورها نوهت شركات الاتصالات الثلاثة في الكويت «زين» و«الوطنية» و«فيفا» بقرار الوزير الأذينة، مبدية ثقتها أن هذه العملية ستعود بالفائدة على العميل الكويتي، وتمنحه قدرة على الحصول على أبرز الخدمات منها.
وأكد مسؤول الاتصال والخدمات في الشركة الوطنية للاتصالات صالح الحوطي، أن عملية نقل الأرقام ستساهم بتحقيق نقلة نوعية على صعيد خدمات الهاتف في الكويت، واشار إلى ان الشركة تعمل على وضع كافة الامكانات المتاحة لديها بغية تحقيق الاستفادة القصوى من هذه العملية وزيادة عدد عملائها المنتشرين في كافة مناطق الكويت.
وذكر أن الشركة بصدد إطلاق العديد من العروض الخاصة لمشتركي الهاتف بغية جذبهم للانتقال بخطوطهم إلى مصاف عملاء الوطنية، متوقعاً أن يزيد عدد عماء الشركة بنحو 5 في المئة عند اتمام العملية في نهاية العام الحالي.
أما مسؤول العلاقات العامة في شركة الاتصالات الكويتية «فيفا» فهد الفهد فأكد أن استعدادات الشركة تجري على قدم وساق بغية تحقيق الاستفادة القصوى من عملية نقل الأرقام، مشيراً إلى أن الشركة كانت أول من طالب بتنفيذ هذه العملية منذ فترة طويلة.
وبين الفهد أن «فيفا» ستقوم باطلاق العديد من العروض التشجيعية على خدماتها في الفترة المقبلة، بغية زيادة ارتباط عملائها بها وجذب عملاء الشركات الأخرى إليها، مشيراً إلى أن العميل وحده يختار الشركة التي يريد التعامل معها ونافياً أن تكون هذه العروض مقدمة لربط العميل بها ومنعه من الانتقال إلى الشركات الأخرى.
وتوقع الفهد أن تكون نسبة «فيفا» عند انتهاء العملية نحو 40 إلى 45 في المئة في السوق المحلية، مبيناً أنها تطمح للوصول إلى نحو مليوني عميل خلال الفترة المقبلة.
أما زين فنوهت على لسان مصادر موثوقة فيها إلى استعدادها لعملية نقل الأرقام، واعتبرت أن هذه العملية ستنقل الكويت إلى مصاف الدول العالمية في عالم الاتصالات، وأشارت إلى أن الهدف منها هو مساعدة الكويتيين والوافدين في البلاد على الحصول على أفضل الخدمات الهاتفية.
وذكر مسؤولو الشركة أن لعملية نقل الأرقام أهمية كبيرة بحيث تزيد من التنافس بين الشركات لجذب العملاء، وزيادة حصة كل منها في السوق، وبالتالي زيادة إيراداتها السنوية، مشيرين إلى أن الدراسات تؤكد أن الشركة ستبقى الأولى من حيث عدد العملاء بعد اتمام العملية، ولافتين إلى أنها ستعمل على تقديم عروضات بأقل الأسعار وأفضل المميزات بغية الحفاظ على عملائها وجذب عملاء جدد إليها.
وبعد أن تبين أن جميع المعنيين يبدون حماسة وتشجيعاً لعملية نقل الأرقام التي أعاد إحياؤها الأذينة، هل يتم تحويل حبر القرارات إلى واقع وتبصر هذه العملية التي ستزيد من تطور الاتصالات في الكويت النور خلال ثمانية أشهر بعد تأخير لمدة عامين؟ أم تبقى هذه القرارات حبراً على ورق غير آيل للتنفيذ؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.