تركي العازمي / وجع الحروف / الحربش وجامعة « تو بلس»!

1 يناير 1970 02:54 ص
عندما كنت صحافيا في جريدة القبس عام 1986، كنا ضد توجه مدير الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب السابق د. جاسم خلف في تحويل الكليات التطبيقية إلى جامعة والسبب بسيط، وهو ان الكويت دولة استهلاكية والسوق بحاجة ماسة إلى الكوادر الفنية، واليوم وبعد مرور 26 عاما، تأتي لنا مجموعة تطالب بتحويل المعاهد إلى كليات أربع سنوات من خلال جامعة جابر للعلوم التطبيقية وتحديدا في المادة الرابعة من القانون!

النائب د. جمعان الحربش رئيس اللجنة التعليمية لا فض فوه رفض مبدأ إنشاء جامعة جديدة مستقلة عن التعليم التطبيقي الحالي بحجة جامعة تعمل وفق منهج «تو بلس» بمعنى أن «التطبيقي» يتحول إلى جامعة تطبيقية تخرج الدبلوم و«تو بلس» أي يمكن الطالب حامل الدبلوم أن يمضي بعد الدراسة عامين ليحصل على البكالوريوس... يا سبحان الله فأين المنطق بالله عليكم إلا إذا كانت حسبة «على المشتهى»!

هل يعتقد بأن الطالب سيكتفي بالدبلوم؟ فالجميع سيكمل دون توقف حتى الحصول على البكالوريوس؟... لا لكن من هو الخاسر؟ ولذلك نوجه إلى النائب الفذ الدكتور جمعان الحربش التساؤلات الآتية خصوصا واننا من أنصار الإبقاء على التعليم التطبيقي من منظور وطني، فالبلد بحاجة إلى الكوادر الفنية والادارية من حملة الدبلوم:

-1 هل تحويل الكليات القائمة وضمها تحت جامعة جابر للعلوم التطبيقية سيزيد من الطاقة الاستيعابية للطلبة خريجي الثانوية العامة وهم في ازدياد وبالآلاف؟

-2 هل في تحويل الكليات إلى جامعة تخرج حملة البكالوريوس سيخلق فرص عمل جديدة لمئات الخريجين من حملة المؤهلات العليا من دكتوراه وماجستير وكذلك لحملة الدبلوم من إداريين وفنيين ينتظرون دورهم بديوان الخدمة المدنية؟

-3 هل سيتم توفير حاجة سوق العمل من حملة الدبلوم من فنيين وإداريين لو تم نقل الكليات لجامعة جابر؟ هل سيخدم هذا التوجه خطة التنمية الحقيقية التي ترمي إلى التوسع في ضخ أعداد أكبر من حملة الدبلوم لإتمام عملية الإحلال خصوصا وإننا نعلم موقنين بأن معظم الكوادر الفنية والادارية بالآلاف العاملة حاليا من شرق آسيا والدول العربية؟

إن تحويل الكليات القائمة إلى جامعة جابر للعلوم التطبيقية ضرب من خيال.. إنها «هي هي.. وكأنك يا بو زيد ما غزيت»، والأوجب إنشاء جامعة جديدة بمعايير جديدة كما ونوعا وتحدد لها مناهج تتماشى مع ما هو معمول في الجامعات الغربية وأن تتماشى مواد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي معها بحيث تمكن الخريج من استكمال دراسته للحصول على درجة البكالوريوس وفق شروط كالمعدل والمواد المجتازة وخلافه من الشروط المعمول بها في الجامعات ذات السمعة الطيبة... أما حكاية «تو بلس» فهي ضحك على الذقون والتساؤلات الثلاثة أعلاه دليل على عدم جدواها!

في مختصر شديد، نحن مع إنشاء جامعة جابر للعلوم التطبيقية جديدة ومستقلة وكلية التربية الأساسية جاهزة للانتقال بما انها تعمل بنظام الأربع سنوات (بكالوريوس) بالإضافة إلى 3 كليات جديدة خلال 3 سنوات ( القانون، الهندسة، والعلوم الإدارية) وهو ما نص عليه القانون... فلا تحرموا السوق الكويتي من الكوادر الفنية والإداريين من حملة الدبلوم، فالحاجة لهم أكبر وإنشاء جامعة جابر كجامعة جديدة يخدم سوق العمل ويستوعب الأعداد الهائلة من خريجي الثانوية وحملة الشهادات العليا... والله المستعان!



د. تركي العازمي

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi