د. وائل الحساوي / نسمات / خطة سنوية تعوضناعشرات السنين !

1 يناير 1970 11:40 م
قرأت في الصحف مشروع الخطة الخمسية للسنة الثالثة، وتذكرت خطة السنة الاولى التي تبناها الشيخ أحمد الفهد وطلب تخصيص 30.5 مليار دينار للخطة، ثم قام مجلس الامة بالموافقة عليها بالاجماع، وحبس المواطنون انفاسهم في انتظار تنفيذ الخطة، وبشروا انفسهم بأن عهد التخلف والتخبط قد ولّى الى غير رجعة واننا مقبلون على نهضة عمرانية وبشرية كبيرة مستنسين السنوات العجاف التي عشناها سابقاً.

بالطبع فأنتم تذكرون ما جرى للمجلس من صراع رهيب بينه وبين الحكومة واستقالة مهندس الخطة ثم توقفت خطة التنمية 2010/ 2011، ولشدة ذهول الحكومة فقد قالت (طاف) لخطة السنة الثانية بالرغم من تعيين وزير مختص للتنمية.

اليوم وقد عدنا بأحلام كبيرة في الاصلاح فقد طالبنا باستدراك ما فات وتقديم خطة التنمية للسنة الثالثة، لكنني فوجئت بأن الخطة لسنة واحدة قد اختزلت جميع مشاكل الكويت ووضعت لها الحلول على جميع المجالات والاصعدة.

فعلى سبيل المثال تقترح الخطة انشاء شركة المدينة الاعلامية وشركة مستشفيات الضمان الصحي وشركة المستودعات الجمركية وشركة لانشاء مدينة صحية وهيئة لتطوير جزيرة بوبيان ومدينة الحرير وشركة لمدينة الخيران ومدينة المطلاع وشركة لمحطات الكهرباء وشركة للابحاث وشركة مساهمة للاتصالات وشركة لاستقدام العمالة المنزلية وشركة للمدن العمالية وشركة لمترو الانفاق ومشروع السكك الحديدية وشركة لتطوير خدمات البريد وغيرها.

وبالطبع فقد تكلمت الخطة عن تحويل الكويت الى مركز مالي وتطوير القطاعات النفطية وقطاع الزراعة وسياسات التنمية البشرية والمجتمعية وسياسات دعم وتوسيع القطاع الخاص وتطوير التعليم وغيرها.

والسؤال هو عن امكانية اقرار مجلس الامة لمئات المشاريع المطلوبة لتنفيذ الخطة (اقر المجلس مئة مشروع من بين 884 مشروعاً مطلوباً في السنة الاولى للخطة، وذلك قبل ان يدب الخلاف بين اعضائه وتنشغل الحكومة بالعاصفة القادمة من الاستجوابات)!!

الامر الآخر هو عن مدى توفر مؤسسات القطاع الخاص التي هي مستعدة لتنفيذ تلك المشاريع ومدى الشفافية في تناول المشاريع، وكيف سيتغلب على مشكلة الدورة المستندية التي توقف اكبر المشاريع وتعرقلها، وهل تستطيع الدولة التصدي لاصحاب النفوذ الذين ذكر الاخ احمد الكليب رئيس لجنة المناقصات المركزية بأنهم قد عطلوا خلال عام واحد مشاريع تزيد على مليار دينار وبالطبع فان الدولة لا تستطيع الاعتماد على العمالة الحكومية التي حولتها الى جثة هامدة بسبب سياسات قتل المبادرات وشل الحركة والتخدير الذي ادخل الحكومة الى العناية الفائقة.

اذا فنحن نعيش احلام الانجاز في خطة انشائية واتمنى لو يتم تنفيذ ما في الخطة خلال عشر سنوات!!



د. وائل الحساوي

[email protected]