| ابتسام السيار |
لاشك ان الزواج من اسمى الروابط الانسانية التي سنتها الاديان السماوية وصدقت عليه الاعراف ونظمتها لتتفق مع الفطرة وكغيره من امور **الحياة يحتاج الزواج الى التدقيق والتفكير ووضع الاسس السليمة التي تستقيم بها هذة الشركة، حتي لا تشكل مصدر تعاسة او ضرر لأطرافها ومن هنا يكون الاهتمام اولا بالاختيار المناسب الذي يتطلب مراعاة نقاط عدة منها الدين والخلق والتكافؤ الاجتماعي... ومازال زواج الاقارب هو المفضل في مجتمعاتنا الشرقية وذلك لاسباب كثيرة منها الرغبة في الاحتفاظ بالثروة داخل الاسرة وصغر السن عند الزواج وما يصاحبه من عدم النضج العاطفي وانفراد الآباء بالقرار وتكتم التقاليد في بعض القبائل العربية الا بتزويج البنت لابن عمها لانه اولى بها من غيره ولكن زيجات كثيرة بهذه الطريقة نجحت والأخرى فشلت فكان العناد والعزة بالنفس وعدم الانسجام والحب اكبر سبب لفشلها وفي الوقت الحاضر ربما الوضع اختلف فالسلطة الابوية على الابناء صارت اقل من حيث اتخاذ القرارات في ما يخص الزواج وبدأت هذة العادة تضمحل نوعا ما، ولكن في الوقت نفسه زواج الاقارب صار ما بين نقمة ونعمة وزمن الماضي اصبح من الماضي والحاضر هو المختلف الان لأن تفكير ابائنا واجدادنا قد تغير فلم تعد الفتاة ترغم على الزواج من ابن عمها وابن خالها فهذا اصبح من الماضي، لان كثرة زواج الاقارب يصاحبه امراضا وراثية كثيرة لا يعلمها لا الله... كذلك يقول البعض ان زواج الاقارب يسبب نزاعات داخلية عائلية وتشتتا لذلك السبب فان زواج الاقارب يمكن ان يصل الى هذه المرحلة وهي مرحلة انسداد التكاتف العائلي.
والتعليل المقبول في استحباب الزواج من النساء البعيدات لا القريبات في النسب هو ان الاغتراب في الزواج فيه مصلحة حيث يقوي النسل وهذا ما اكده علماء الهندسة الوراثية، وايضا يوسع الروابط الاسرية المؤثرة في تحقيق التواصل والتعاضد والتعاون بين الاطراف.
فزواج الاقارب نادرا ما ينجح وهذه النتيجة كانت تبعا للاستبانة التي اجريتها على مجموعة من فئات مجتمعنا الكويتي من خلال موقع التويتر وعلى مجموعة من الاصدقاء والاقرباء فكانت نسبة 30 في المئة يؤيدون زواج الاقارب «الظفر ما يطلع من اللحم»، و70 في المئة يرفضون بشدة تحت مقولة «الأقارب عقارب»، والقصص المؤثرة كثيرة فلو فرضنا مثالا على زواج الاقارب... مثال اذا تقدم لك «شابا من الاقرباء» ابن عمتك اوعمك او خالتك او خالك ورفضتيه بشدة ماذا سيحل لك ولعائلتك؟ طبعا وحتما ستدب المشاكل بين العائلتين خصوصا عندما لا يكون هناك سبب واضح للرفض... فاهلك يقولون: «كل شيء قسمة ونصيب»، واهل الزوج يبررون بعدما انفضح الامر في العائلة: «من تكون عشان ترفضه»، «يحصل لها واحد مثل ولدنا... اهيا الخسرانة»، واذا تزوجتي بعد فترة بغيره وحصلت مشكلة صغيرة وشاعت في العائلة يردون لك الثأر ولعائلتك «احسن هذه حوبة ولدنا»، واذا استسلمتي للواقع وتزوجتي من اجل خالتك او عمتك... الخ اما أن ترضي بالامر الواقع وتسلمي امرك لله او تخوني زوجك وهو كذلك يرد لك الخيانة في حال عدم رغبته بك او الرضا فيك، واذا حصلت مشكلة بينكما ورجعتي إلى ذويك فكل القبيلة تدرك بتلك المشكلة وتكثر الاجتماعات النسائية وتبدأ النميمة «كذا وكذا».
واذا وقع الانفصال فأهلك يكرهون زوجك وان كان على حق، فتقوم الام او شقيقات طليقك بتزوجيه لقريبة منه لبنت عمته او خالته عمدا حتى يثيروا غضبك ويشعلوا قلبك نارا وغيرة خصوصا في وقت زيارتك العائلية فتتواجهين بزوجته الجديدة وطليقك يجلس بجوارها يدللها واهله يمدحونها فاما ألا تتمالكي اعصابك ويبدأ الشجار والضرب المتبادل وتنقطع صلة الرحم واما ان تصبري وتتحملي تلك الساعات لاجل الحفاظ على العلاقات العائلية، وكل ذلك بسبب المشاكل الزوجية وتدخلها في العائلة.
واخير يجب علينا ان نفكر باكثر عقلانية وان تتوكل على الله عز وجل في كل امر من امور الدنيا، لان الله هو الرازق وهو الفعال لما يريد وانه لا فضل لزواج الاقارب على الاباعد ولا لزواج الاباعد على زواج الاقارب، وان على كل من الرجل والمرأة ان يختار شريكة وفق الصفات الخلقية والخُلقية، ولو كان في زواج الاقارب ضرر لما أحله الله تعالى لرسوله
أسال الله ان يجعل قلوبنا هادية في طاعته وعقولنا في تفكره لكي نفوز بالجنة ونرتقي بالآخرة ونكون واثقين ماذا نريد وكيف سنحل امورنا هذة التي تحتاج الى العقل والتفكير والهداية بامر الله.
[email protected]Follow me @sshaheen9