حسين الراوي / أبعاد السطور / كفارة يا شيخ محمد!

1 يناير 1970 02:37 م
| حسين الراوي |

شيخ محمد سلامات، ما كان استجوابا ترى، كان فاصلا مسرحيا فقط، وعلى العموم يكفي انك تعرفت على جوّ الاستجوابات وكيفية التعامل معها على الرغم من إن الاستجواب الذي قدم ضدك كان استجوابا يشبه الماء بسهولته وخواصه الثلاثة، حيث لا طعم ولا لون ولا رائحة!

شيخ محمد يا وزير إعلامنا، اضرب على رأس كل قناة فاسدة ليس لها في سوق الإعلام الحقيقي أي فائدة مرجوّة، كل همها في بثها أن تربط عصاعص الخلق ببعضها وتقدم مواد أتفه من التفاهة نفسها. شيخ محمد لم يُذكر في يوم من الأيام أن شجرة الحنظل أنتجت توتاً أو أنها سالت عسلاً، أي أن الذي عُرف بتلوّنه وخطابه وخِفة عقله وضعف شخصيته لن يُقدم شيئاً حقيقياً عذباً صافياً لمن ينتظر منه أي شيء إيجابياً، وهذا هو كان مصيرك مع الاستجواب، الذي مر برداً وسلاماً عليك، وعليه ينطبق المثل «رُب ضارة نافعة». وسلامات يا شيخ محمد.

لاأزال أحترم رأي أهل التخصص عندما يلتزمون في الحديث والبحث والتنظير في ميدان تخصصاتهم التي أفنوا فترة من أعمارهم بدراستها وأقيمت التجارب العلمية فيها، لكني لا أحترم رأي أولئك المختصين عندما يشطحون إلى غير تخصصاتهم، فترى ألسنتهم تطيش بأمور شتى مختلفة، والأدهى والأمرّ أن يتطرقوا لأمور دينية فقهية، دون أدنى عِلم فقهي حقيقي يمتلكونه، فتراهم يتحدثون بحديث بعيداً عن الصواب، وبعضهم يتوسع في ذلك ويأخذ بالتنظير الفقهي لدرجة أنه يقع في أمور جسيمة وخطرة في الدين الإسلامي توصله لأن يقع تحت وطأة اللوم والعتب والردود الكثيرة التي هي ضد ما قاله، وهذا كله بسبب أنه خرج من ميدان تخصصه إلى ميدان علمي آخر لا يفقه فيه شيئاً كثيراً. ومن الأمثله الحديثة على ذلك النوع، أن أحدهم يخالف حديث الرسول الكريم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر». فيتناول الحديث من جانب فلسفي شخصي لا فقهيا علميا، ويطلب ألا يضرب الأولاد ضرباً تأديبياً من أجل الصلاة كما قال النبي الكريم بشكل واضح ومباشر، ويقول لا تضربوا أولادكم إلا بعد أن تضربوا رقم 5 أي الصلوات بعدد أيام 3 سنوات التي هي من سن السابعة حتى العاشرة، يعني نضرب 5×1095= 5475، وعليه علينا أن نأمر أولادنا عدد 5475 مرة، وكل مرة يكون أمرنا لهم بأسلوب جديد مغاير جداً للأسلوب الأخير الذي وجهناه لأولادنا! سبحان الله، ودّي أعرف من وين جاب هذا الكلام بس؟!! أو الدين والفقه عنده فلسفة في فلسفة! والأدهى والأمر أن ذلك الشخص المتفلسف ذاته، قال في احد اللقاءات وهو على اللهواء مباشرة أنه إن بلغت ابنته سن الزواج فإنه سوف ينشر في الصحف اليومية في دولته إعلان طلب عريس لابنته! فهل هذا الهدي هدي الرسول الكريم وأصحابه رضى الله عنهم مع بناتهم؟!! إن المتعارف عليه أن تزويج البنات يكون بستر وهدوء وتطبيقا للهدي النبوي الشريف في أمور الخطبة. وفي الشرع الحنيف يباح للرجل أن يعرض ابنته للزواج على الرجل الكفؤ الذي يرتضي دينه وخلقه، ويحق للمرأة كذلك في سن الزواج أن تبادر من عند نفسها وتخطب من الرجال من ترتضي دينه وخلقه لكي يكون زوجاً لها، لكن بكتمان وستر وهدوء، لا كما يريد أن يفعل ذلك المتفلسف في تزويج ابنته!!

 

[email protected]