محمد الجمعة / رسائل في زجاجة / حالنا حال
1 يناير 1970
06:09 ص
| محمد الجمعة |
ماذا بعد الصراخ والصياح واستقالة الحكومة وحل مجلس الامة وانتخابات وفوز الغالبية المعارضة (الاسلاميون كما يسمونهم) وتزعم احمد السعدون الرئاسة وتغيير بلاغ اقتحام المجلس، واستجواب سمو رئيس الحكومة بجلسة علنية... ما دور مجلس الامة خلال 4 سنوات؟ وماذا ستنجز الغالبية المعارضة اذا صح هذا المسمى؟ ما دور اللجان النيابية التي اختارتها بعناية واتفاق مسبق والسيطرة عليها؟
لقد تبدلت الادوار بين المعارضة الماضية بالمعارضة الحالية وتغيرت الوجوه والمنهج، كانت المعارضة الاقلية بالسابق لها صوت عال ومسموع ويرن ويهز اما الآن فمعارضة الاقلية صوت باهت وصراخ بأدب غير مسموع، واعتقد ان عمر هذا المجلس اطول من غيره من المجالس التي مرت بعواصف تضارب المصالح، فهل انتهى الحال بنا على هذا الحال؟ اين دور بقية شرائح المجتمع؟ هل ستكون ساحة الارادة للاحتفالات الشعبية والاعياد الرسمية؟ اين الشباب الذي كانت له كلمة مسموعة ومشى خلفها كل من اراد النجاح بالانتخابات، اين دور المرأة باستعادة كرسي العضوية الذي ضاع بسبب المرأة، فالاستقرار وارتفاع سعر برميل النفط يوجب على الحكومة النظر الى التنمية بصورة جدية واعطاء المجال للشركات بالبناء والتنمية وتقوية دور التجارة وافساح الفرصة للتجار بعيدا عن التعقيدات الروتينية البالية بالوزارات والسماح لهم بتفعيل دولاب التنمية والمشاريع الكبرى لنرى ما نراه بالدول الاخرى...
هل توقف الحال بعد الحال واستقرت الاحوال والى الأمام سر؟ او كما يعتقده البعض ان الاحوال الى الوراء خطوتان والتنمية الى النزول؟ وبانتظار تعديل مواد الدستور لبعض الاشخاص الذين سيقولون يوما نحن عدلنا الدستور ليتذكرهم المجتمع ويضعوا بصمة للذكرى والتحدي لا غير وليس بنازع الغيرة كما يدعون، الله المستعان
اللهم ارحمنا برحمتك ولا تكلنا الى من لا يرحمنا ويرحم ابناءنا ووطننا...