د. وائل الحساوي / نسمات / الرسول... خط أحمر!!

1 يناير 1970 11:40 م
> حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - تابع لحب الله تعالى، ولازم من لوازمه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حبيب ربه سبحانه، ولأنه المُبلِغ عن أمره ونهيه، فمن أحب الله تعالى أحب حبيبه - صلى الله عليه وسلم - وأحب أمره الذي جاء به، لأنه أمر الله تعالى.

> ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحب لكماله، فهو أكمل الخلق والنفس تحب الكمال، ثم هو أعظم الخلق - صلى الله عليه وسلم - فضلاً علينا وإحساناً إلينا، والنفس تحب من أحسن إليها، ولا إحسان أعظم من أنه أخرجنا من الظلمات إلى النور، ولذا فهو أولى بنا من أنفسنا، بل وأحب إلينا منها.

> هو حبيب الله ومحبوبه... هو أول المسلمين، وأمير الأنبياء، وأفضل الرسل، وخاتم المرسلين... - صلوات الله تعالى عليه-.

> هو الذي جاهد وجالد وكافح ونافح حتى مكن للعقيدة السليمة النقية أن تستقر في أرض الإيمان ونشر دين الله تعالى في دنيا الناس، وأخذ بيد الخلق إلى الخالق - صلى الله عليه وسلم -.

> هو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وجمله وكمله: «وإنك لعلى خُلق عظيم»، وعلمه: «وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما»، وبعد أن رباه اجتباه واصطفاه وبعثه للناس رحمة مهداة: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وكان مبعثه - صلى الله عليه وسلم - نعمة ومنة: «لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة».

> هو للمؤمنين شفيع، وعلى المؤمنين حريص، وبالمؤمنين رؤوف رحيم: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم».

> على يديه كمُل الدين، وبه ختمت الرسالات - صلى الله عليه وسلم -.

> هو سيدنا وحبيبنا وشفيعنا رسول الإنسانية والسلام والإسلام محمد بن عبدالله عليه أفضل صلاة وسلام، اختصه الله تعالى بالشفاعة، وأعطاه الكوثر، وصلى الله تعالى عليه هو وملائكته: «إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما».

> هو الداعية إلى الله، الموصل لله في طريق الله، هو المُبلغ عن الله، والمرشد إليه، والمبيّن لكتابه والمظهر لشريعته.

> ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حب الله تعالى فلا يكون محبا لله عز وجل إلا من اتبع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - لا يأمر إلا بما يحب الله تعالى، ولا يخبر إلا بما يحب الله عز وجل، التصديق به، فمن كان محبا لله تعالى لزم أن يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيصدقه في ما أخبر ويتأسى به - صلى الله عليه وسلم - في ما فعل، وبهذا الاتباع يصل المؤمن إلى كمال الإيمان وتمامه، ويصل إلى محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.

> وهل محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من محبة الله تعالى؟! وهل طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من طاعة الله عز وجل؟!: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم».

المصادر:

كتاب «الحب في القرآن» للدكتور: محمود بن الشريف، وكتاب «الحب في الله» للأستاذ: وصفت أحمد عوض.

ما نقلته من المصادر هو أمر يؤمن به ويعتقد به كل مسلم دون شك ولا مواربة، ولذلك فقد شاهدنا كيف هاج المسلمون وماجوا عندما هوجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صحف دنماركية غالبية أهلها من الملحدين الذين يطعنون في دينهم قبل الدين الإسلامي، وطالب المسلمون في كل مكان بمقاطعة المنتجات الدنماركية، وشاهدنا ما فعل المسلمون في بريطانيا عندما هاجم المرتد سلمان رشدي رسولهم الأعظم وشاهدنا المظاهرات والاعتصامات التي خرجت في أفغانستان وبنغلاديش ضد بعض الغربيين الذين انتقصوا من رسول الله أو حرقوا القرآن.

إن الواجب على المسلمين أن يربوا أبناءهم على حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحترامه وتوقيره، وأن يأخذوا على يد من ينتقص منه أو من أزواجه الأطهار أو صحابته الكرام، وأن يبتعدوا عن تلك المناهج المنحرفة التي جعلت همها الأكبر التعرض للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وأزواجه، وإلا فلنتوقع أسوأ مما نراه اليوم من تداعيات على مجتمعنا، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - خط أحمر لا يمكن تخطيه!!





د. وائل الحساوي

[email protected]