د. تركي العازمي / وجع الحروف / وبدأ مسلسل الاستجوابات!

1 يناير 1970 08:12 ص
| د. تركي العازمي |

الأداة الدستورية حق كفله الدستور للنائب، والمنطق يقول إن استجواب النائب صالح عاشور لسمو رئيس مجلس الوزراء يوم الأربعاء الموافق 28 مارس 2012 مر مرور السلام وتوقيته لم يكن موفقا لكنه يبقى حقا للنائب!

مرت حكومات سابقة الحكومة تلو الأخرى ورئيس مجلس الوزراء السابق يأتي بطلب سرية الاستجواب وكانت غالبية الأمس أقلية اليوم هي الكفة الرابحة عدديا ومرت الاستجوابات بسقوط طلب عدم التعاون «على الحفة» و... هكذا كانت حالة الغالبية، فكما قيل إن الأيام دول جاءت المرحلة الحالية التي وقف فيها رئيس مجلس الوزراء الحالي مفندا المحاور في جلسة علنية وسط جو شابه صمت من مجموعة الغالبية والصعود للمنصة بحد ذاته مكسبا للديموقراطية الكويتية!

ومن هنا بدأ الاستجواب الأول وسيعقبه عدة استجوابات (حسب الأولوية) وشخصيا أتطلع إلى استجواب نواب الغالبية، كالعنجري والطاحوس لوزير المالية والصيفي لوزير الشؤون بعد استجواب القلاف المفاجئ لوزير الإعلام والذي لن يختلف عن استجواب عاشور واستجواب الجويهل لوزير الداخلية!

ولا بأس من كثرة الاستجوابات إطلاقا، لكننا نود أن يتم تأجيلها لمنح الحكومة الفترة الكافية للعمل قبل المحاسبة وبعدها نريد استجوابات تنتهي بطرح محاور مدعمة بالمستندات!

فالنائب عندما يلاحظ خللا ما حسب متابعته لأداء الوزير فتجب أن تبدأ من هنا المساءلة عبر توجيه النصح ثم توجيه الأسئلة وفق المادة 99 من الدستور وإن لم تكن الأجوبة مقنعة فعندئذ تكون المادة 100 هي الحل عبر توجيه استجواب للوزير المعني ووفق عرض النائب وردود الوزير تكون عندها مسألة طرح الثقة هي الخيار والنتيجة يحسمها النواب كل حسب قناعته!

لا نريد استجوابا الهدف منه خلط الاوراق، لا نريد استجوابا على عجالة (الركادة زينة)، لا نريد استجوابا لتسجيل مواقف فالوطن يستحق منا العمل وفق الأصول الدستورية فمن غير المنطقي أن تتم محاسبة وزير لم يمضِ عليه شهر منذ توليه الحقيبة الوزارية إلا إذا كان الخطأ جسيما باستثناء الوزراء السابقين ممن عادوا مع التشكيلة الحكومية!

إن استجواب الأربعاء كان بداية لمسلسل استجوابات المقبلة لعدد من الوزراء وهو الاستجواب العلني الأول لرئيس مجلس الوزراء وسيكون كذلك الحال بالنسبة للاستجوابات المقبلة وعلى النواب تركيز جلّ اهتمامهم على الجانب التشريعي ومتابعة أداء الوزراء ومد يد التعاون والمساهمة في توجيه النصح لكل وزير يلاحظ قصورا في أدائه... هذا ما نريده والله المستعان!



[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi