مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / مَنْ يستجوب مَنْ؟
1 يناير 1970
07:58 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |
في جلسة علنية ردَّ سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح بهدوء وثقة على الاستجواب الذي تقدم به النائب صالح عاشور، ففند محاوره التي تساقطت محوراً تلو الآخر، حتى بدا الأمر وكأن سمو رئيس مجلس الوزراء هو الذي يستجوب النائب صالح عاشور.
بدأ سموه الرد قائلاً: مع اقتناع تام، إن الاستجواب غير دستوري تماماً وشخصاني ويسعى لإحراجي سياسياً، ولكن احتراماً مني للنواب ومن يمثلون قبلت الصعود إلى المنصة لأرد على هذه التساؤلات وأجاوب عنها.
وبعد أخذ ورد... لم يجد المستجوِّب صالح عاشور من يوقع معه على صحيفة عدم التعاون إلا عدداً لا يتجاوز أصابع اليدين، فآثر عدم تقديمه.
لا أريد التكلم عن محاور الاستجواب وردود سمو الرئيس عليها، فلقد سبقني الكثيرون في ذلك، ولكني سأتطرق لبعض الملاحظات على ما دار في هذا الاستجواب.
• بدت كتلة الغالبية النيابية وكأنها غير معنية بهذا الاستجواب حالها حال الحضور في كراسي الجمهور، فهي لم تؤيد أو تعارض الاستجواب ولم يتكلم أحد باسمها عنه، إلا أنها ادعت أنها هي من جعلت سمو الرئيس يصعد المنصة علنياً برفضها أي خيار دستوري آخر كإحالة الاستجواب إلى اللجنة التشريعية أو المحكمة الدستورية أو تأجيله أو شطبه، بينما يعرف الجميع أن سمو الرئيس لم يرغب في هذه الاختيارات وأصرَّ على الصعود إلى المنصة في جلسة علنية بأسرع وقت.
• تكلم في الاستجواب أربعة نواب، اثنان معارضان واثنان مؤيدان للاستجواب، الأول كان النائب عدنان المطوع الذي كان صدى لما قاله النائب صالح عاشور، ثم جاء النائب محمد الصقر الذي لام المستجوِّب لتناقض أقواله السابقة تماماً مع استجوابه اليوم وتحميل المبارك مسؤولية أخطاء حدثت منذ 50 سنة، على الرغم من أنه لم يتسلم منصبه إلا منذ عشرين يوماً، كما عتب على كتلة الغالبية النيابية التي امتنعت عن تأييد الحكومة بعد أن أعطتها كل ما تشاء من مناصب نيابية ودعم سياسي، متمنيا أن يتم المجلس مدته الدستورية، ثم جاء دور النائب عبد الحميد دشتي الذي شرَّق وغرَّب وتحدث في مواضيع لا شأن لها بالاستجواب، بل هي وشوشات وزفرات كما قال. ثم جاء دور الدكتور عبد الله الطريجي وكان معارضاً للاستجواب فكانت ردوده معتمدة على نصوص دستورية وحالات مشابهة تثبت عدم دستورية هذا الاستجواب، وعرض حالات مشابهة تثبت عدم دستورية هذا الاستجواب، كما كان له رد قوي على المستجوِّب حينما قال له: لن نسكت على حرامي الديزل ولن نقبل أن يتدخل أحد من الخارج في حل مشاكل البدون، كما هدد المستجوِّب بذلك، فنحن حكومة ونوابا وشعبا قادرون على ذلك، ما جعل الحضور يصفق له على هذا الأمر.
• من المفارقات الغريبة في هذا الاستجواب أن المستجوِّب والمستجوَّب والمؤيدين والمعارضين من الدائرتين الأولى والثانية، وهذه صدفة عجيبة.