عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / شاتم الرسول ومسرح الجريمة

1 يناير 1970 06:55 م
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

لا أدري إلى متى يخرج لنا بين فترة وأخرى سفيه هنا، ومعتوه هناك يجر البلاد إلى فتنة طائفية مقيتة، ولعل الأمر تجاوز كل الحدود حين كتب أحدهم في حسابه في التويتر عبارات هي قمة في الدناءة والانحطاط وعلى من؟ على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

كم أُكبر في الاخوة الذين تنادوا نصرة للحبيب المصطفى فداه أمي وأبي والناس أجمعين، حين هب الكل في الدفاع عنه والذبّ عن عرضه قولا وفعلا، وهذا أقل ما نفعله تجاه من بعثه الله تعالى رحمة للعالمين.

ولكن المصيبة تكمن في الصمت المطبق عند البعض ومجموعة لم يحرك إحساسها الأذى الذي مس أشرف الخلق، ولا ندري هل هذا الصمت علامة رضا؟ أم أن الصمت هو خشية من انتصار الطرف الآخر؟ يا عالم يا بشر هذا رسول الله، وليس أحدا غيره، فاللهم عليك بمن آذانا بنبينا وأرنا فيه انتقامك.

ومع مشاعر الغيرة على كرامة وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، انطلقت عدة دعوات للأخذ بحق الرسول من ذلك الزنديق، وقد دعا بعضها إلى قتله على يد أي شخص كان، ومع تقديرنا لكل تلك المشاعر إلى أنني مع الرأي الذي قاله الدكتور عجيل النشمي وهو : إن اعترف أو ثبت يقينا أن ذلك الكلام صادر عنه، فهو كفر صريح يعتبر ردة، يستتاب فإن لم يتب يقتل بحكم قضائي.

ولعل هذا الطريق هو الأسلم في حفظ أمن المجتمع، فلو ترك لأي إنسان أخذ الحقوق لتحولت البلاد إلى فوضى، لا يؤمن عقباها، ونشكر النواب الذين وقعوا على تعديل قانون الجزاء لتكون عقوبة من شتم الرسول أو طعن في عرضه هي الإعدام، ليكون ذلك رادعا لكل من تسول له نفسه المساس بمقام النبوة.

بشار ومسرح الجريمة

هناك حقيقة معروفة وهي أن المجرم لا بد وأن يرجع إلى مسرح الجريمة، وهذا بالفعل ما قام به طاغية الشام بشار، حين قام وتحت الحراسة المشددة بزيارة المنطقة المدمرة ( بابا عمرو ) في حمص، جاء ليرى الخزي والعار الذي سيلاحقه أينما ذهب، جاء ليثبت سيطرته على الميدان، بينما الواقع يشير إلى أن كرسيه بدأ بالاهتزاز، منذ أن أعلن الشعب السوري الحر اقتلاعه، وإذا الشعب يوما أراد الحياة فلن تقف في وجهه، راجمات بشار ولا نصرة روسيا أو دعم عناصر حزب الله.

استجواب غير شكل

لسان حال معالي رئيس الوزراء مع استجواب عاشور ينطبق عليه المثل القائل ( أراد أن يقيدنا فربطناه ) لقد أوقع النائب عاشور نفسه في فخ لم يتوقعه، وبدلا من أن يكون مهاجما تحول لمدافع، فحجج رئيس الوزراء أقوى من دعاوى عاشور، فكيف تحاسب رئيسا على حكومة لم يمض عليه شهر، ولماذا لم تطرح هذه الأسئلة على رئيس الوزراء السابق؟ وفئة البدون لم يجدوا أي ضرر خلال تولي رئيس الوزراء لقيادة وزارة الدفاع، فلم تسحب البيوت ولم يتم تفنيش أحد، كل هذه الردود وغيرها أفحمت عاشور.

لقد سن رئيس الوزراء سنة حسنة وعساها تدوم، حين جعل الاستجواب علنيا، وهذا يدل على قوة موقفه، واطمئنانه لسلامة موقفه، وكما يقول المثل لا تبوق لا تخاف. وهذه بلا شك احدى الثمرات التي صنعها الشعب الكويتي حين أطاح بالحكومة السابقة والمجلس القبيض، واختار نوابا يلتمس فيهم الخير، يقفون مع الحق ولا يخافون في الله لومة لائم، وإلى مزيد من المكتسبات يا شعب.



Twitter : abdulaziz2002