د. تركي العازمي / وجع الحروف / ابن جامع: ... عفا الله عما سلف!

1 يناير 1970 08:12 ص
| د. تركي العازمي |

الحمد لله الذي لا يحمد على عاقبة سواه.. من هنا يبدأ الإنسان المؤمن في حمد ربه الذي سير له بعض الأمور وترك له الخيار في أمور أخرى!

أتذكر هنا فضيلة حمد الله على كل ما يحصل لنا وقد استشهدت بعبارة أمير العوازم فلاح بن جامع «عفا الله عما سلف» كمدخل لما أنوي إيصاله لجميع القراء الكرام.

أتذكر أمرا بسيطا دارجا ولكن له وقع خاص، ففي حفل عشاء الدكتور حمود القعمر قبل عدة أشهر حضرت ملبيا الدعوة وبعد الدخول قال والدي وأنا أهم بالسلام على ابن جامع: «هذا ولدك تركي»... شعور جميل حينما تقبل على الكبير سنا وقدرا وتسلم عليه كسلامك على والدك حيث التقدير والاحترام يجب أن يفرض نفسه!

والبشر بحكم طبيعتهم الإنسانية وملازمة الشيطان لهم فهم معرضون للخطأ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، وهنا نتذكر واقعة الرجل الذي أتى متهجما على الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: «اعطنى من ما اعطاك الله يا محمد»... فأكرمه الرسول صلى الله عليه وسلم!

وبما أننا شعب مسلم بالفطرة فحري بنا أن نأخذ العبر من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لنتمكن من التحكم في أعصابنا ولا نرد الإساءة بالإساءة، والعفو عند المقدرة له مردود إيجابي على الخلق في دنياهم وآخرتهم وإنني في هذا المقام أعجب لمن يبخل في العطاء من جانب ويلاحظ عطاءه السخي في جوانب أخرى، والعدل اساس الحكم كما يقولون ولا أعني هنا الكوادر والزيادات ولكن أعني العطاء في كل شيء وتحديدا العطاء في الأوامر فمن غير المعقول أن يتم التفريق في طريقة المحاسبة فـ «الفلوس» لا تعتبر مقياسا بل الجانب المعنوي أكثر أهمية وخطورة!

إن الموظف وأي فرد آخر، وولي الأمر بحاجة إلى مراعاة إلى الجانب المعنوي، فبعض الناس لا يستطيعون التحكم في أعصابهم وقد تكون ثقافتهم مبنية على خطأ وقد تكون أفكارهم فيها حس عدواني، وبالتالي تستوجب الضرورة إلى بسط القانون على الجميع وفق مسطرة عادلة حتى في الزيادات، فالموظفون أبناء وبنات رب الأسرة الكويتية، الحكومة، ومن تسول له نفسه يجب أن يتم ردعه كي لا يسمم نفوس الضعفاء!

ابن جامع: عفا الله عما سلف... رسالة وجدت فيها مدخلا للتذكير بالجانب الإنساني في تعاملاتنا وفق ما سطرته سيرتنا النبوية العطرة... فنتمنى من المولى عز شأنه أن يصلح حال إخوتنا وأخواتنا وأن ينبذوا كل ما من شأنه إثارة النعرة الطائفية والفتن ما ظهر منها وما بطن وأن نعالج المطالبات أيا كانت حتى على مستوى الخدمات من زاوية عادلة... والله المستعان!



[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi