... أفشوا السلام بينكم

1 يناير 1970 01:31 م
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا الا اخبركم بشيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم) «رواه ابن عساكر».
معنى الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم - (ولا تؤمنوا حتى تحابوا) ومعناه لا يكمل ايمانكم ولا يصلح حالكم في الايمان الا بالتحاب.
واما قوله - صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا) فهو على ظاهره واطلاقه فلا يدخل الجنة الا من مات مؤمنا وان لم يكن كامل الايمان، فهذا هو الظاهر من الحديث.
واما قوله: (افشوا السلام بينكم) فهو بقطع الهمزة المفتوحة.
وفيه الحث العظيم على افشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم، من عرفت ومن لم تعرف والسلام اول اسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة.
وفي افشائه تكمن آلفة المسلمين بعضهم لبعض واظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من اهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع واعظام حرمات المسلمين وقد ذكر البخاري - رحمه الله - في صحيحه قال عمار بن ياسر: (ثلاث من جمعهن فقد جمع الايمان: الانصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والانفاق من الاقتار) «رواه الألباني».
وفيها لطيفة اخرى وهي انها تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هي الحالقة وان سلامه لله لا يتبع فيه هواه، ولا يخص اصحابه واحبابه به.