ملتقى الثلاثاء احتفى بتجربته الإبداعية
عبدالرحمن حلاق: إسماعيل فهد إسماعيل... انفرد بالتورية السردية في رواياته
1 يناير 1970
04:33 ص
أقام ملتقى الثلاثاء ندوة للاحتفاء بالروائي اسماعيل فهد اسماعيل وروايته الجديدة:» عندما رأسك في طريق... واسمك في طريق أخرى» أدارها الزميل شريف صالح، وتحدث فيها الروائي السوري عبد الرحمن حلاق الذي ألقى بحثاً عن رواية «الكائن الظل» التي اعتبرها ارهاصة ومقدمة لعمله الجديد. وذلك مساء الثلاثاء الماضي.
في البداية قدم صالح كلمة موجزة عن اسماعيل بوصفه أحد مؤسسي الرواية الخليجية، وما يتميز به مثل ارتياد آفاق متنوعة عبر رواياته ومجموعاته القصصية ودراساته النقدية واتجاهه للكتابة الدرامية، وكذلك ما تميز به من روح القلق والتمرد والتي انعكست في رغبته الدائمة في التجريب والبحث عن أشكال وصيغ جديدة لأعماله، اضافة الى الروح الأبوية ونبله الانساني واحتفائه الدائم بالكتاب الكويتيين والعرب من أجيال مختلفة، وحرصه على استقلاليته ككاتب بمعزل عن المؤسسة وعن الخطابات المؤدلجة الجاهزة. فهو كاتب يفضل العيش على الحافة وفي الهامش وعلى أقصى مسافة من السلطة.
أما عبد الرحمن حلاق فتناول في ورقته رواية «الكائن الظل» مشيراً الى اسماعيل انفرد بالتورية السردية، وانبثاق نصه من الحلم ليحلق بين عالم الحقيقة والخيال تاركا فكرته الرئيسية تتسلل الى ذهن القارئ متخفية بالعديد من التساؤلات وسط جدل بين الحقيقة والما وراء وبين الوهم والواقع والممكن والمحتمل وبين الكائن وظله، واعتبر حلاق أن اسماعيل تمكن من وضع الزمان والمكان على بياض الصفحة محددا بمسطرته الابداعية حدودهما ومشكلا منهما رافدين يصبان على شاطئ سرده، وبين أنه حتى تتخلص الرواية من سيطرة الزمان والمكان، عمد المؤلف الى أسلوب التقطيع المشهدي مستعيرا التقنيات السينمائية.
ثم انتقل الى روايته الجديدة: «عندما رأسك في طريق... واسمك في طريق أخرى» ورأى فيها سابقة فريدة من نوعها لأن الرواية تقوم على شخصية واحدة بالاضافة الى ظل شخصية أخرى هي «القرين».
وأضاف: «حاول اسماعيل فهد أن يشكل بنية معرفية جديدة كليا فأقام بنيانه الفريد وأحداثه الفريدة لعابرة لأكوان متجاورة موضحا أن العقل ليس وقفاً على الكائن البشري فحتى الحجارة تمتلك العقل والارادة بطريقة ما. مشيراً الى أن تلك البنية خانته في موضعين على الأقل».
وأكد اسماعيل أن حداد كان راضيا كلياً عن تلك النسخة قبل النهائية قبل نشرها، وان كان بعض الأصدقاء الذين قرأوا المخطوط رأوا أنه يجنح الى الشعر على حساب السرد، فرد عليهم بأن يعتبروا هذا النص «نزوة» جمالية بعد كل التجارب السردية التي كتبها من قبل.
وأوضح أن صديقا آخر اعتبر الرواية نصا روحيا مقدسا وكاشفا يتماهى فيه الشعر والسرد. ورداً على سؤال حول التجربة المقبلة مع الشاعر محمد النبهان، فقال: مع قاسم حداد كان الشعر محفزا لي لكتابة النص وصدر ضمن نسيج الرواية.. أما مع محمد النبعان فالتجربة مختلفة كليا، لأنني سأكتب السرد مستقلا ويقوم النبهان بكتابة الشعر بناء عليه في نص آخر مواز... ويمكن للقارئ أن يقرأ النصين أو أحدهما اذا شاء.
ونفى اسماعيل أن يكون ما يكتب عنه يقع في خانة المجاملة، مشيراً الى أن العديد من أصدقائه دفعوه مرات كثيرة للتراجع عن مئات الصفحات التي كتبها، وأنه شخصيا عانى من «زعل» البعض منه بسبب نصائحه الصريحة. فيما أشار الدكتور أيمن بكر الى أن النقد يرتكز على مناهج متعارف عليها، بغض النظر عن العلاقة الانسانية مع الكاتب، وأن التحليل النقدي يتجاوز تصورنا الدارج عن رصد الايجابيات والسلبيات، فربما ما يراه البعض على أنه سلبية، يكون قصوراً من الناقد لعدم اكتشاف البنية التي تحكم ما يراه قصوراً.