ياسمين مرزوق الجويسري / ارتواء / لولا الفقر ... !!

1 يناير 1970 05:59 ص
| ياسمين مرزوق الجويسري |

قيل لي ذات يوم ان من وسائل تطوير الذات (التساؤل)، فيجب أن تتساءلي وتفكري عندها ستستجلبين أفكاراً ومعلومات وعلى أثر التطبيق يكون الرقي بالذات، فبدأت بالتساؤل.

وها أنا ذا أستفسر بعد عبارة سمعتها فرنّت في أذني كالجرس «لولا أولاد الفقراء لضاع العلم»، أي بعبارة أخرى لولا مشيئة الله بوجود الفقر في هذه الحياة لما وُجد العلم، وهنا أطرح التساؤل (كيف بالفقر وضعفه أن يوجِد علماً هو أساس حضارتنا ورقينا؟!)، فأقول تفسيراً وجواباً ان لكل حياة تجاربها ولكل عمر خبراته، وإن أتينا لنقارن بين حياة الفقر وحياة الغِنى، بين عمر من ينام جائعاً وعمر من ينام ممتلئ المعدة، نجد ذاك الأول له حياة يشقى بها يكابد فيها للحصول على لقمة العيش والثاني له حياة سهلة ميسرة له وكل مطالبه مُجابة.

وعلى أثر ذلك ولوجود وسائل المعيشة الهانئة عند الغني فلا حاجة له بالتعلم ولا رغبة له فيه إذ كل ما يريده عند والده موجود، أما الفقير فيأمل بأن يرتاح أولاده في حياتهم فيهنأوا ولا يشقوا فتجده يعمل ويكدح يتعلم لِيُعلِم يتثقف ليطور لتكون له مكانته بين البشر، فتجد الفقراء أو ميسوري الحال أكثر الناس طلباً للعلم وأكثرهم رغبةً في التعلم، أما المرفّه فلا يبالي إن أكمل دراسته الجامعية أم لا لأنه متيقن أن المال والوظيفة موجودان وإن لم يتعلم، هنا أجبت على تساؤلي فحقاً «لولا أولاد الفقراء لضاع العلم».

لكن مربط الفرس هناك حيث أرى المراكز العالية والمناصب القيادية لا ينالها إلا المترفون الذين عادةً ما يكونون غير مبالين إلا بأنفسهم، أما المتعلم المثقف نجده يجلس خلف مكتبٍ يؤدي المهام الروتينية لا يد له باتخاذ قرار ولا ريادة على الرغم من أنه أنفع للمنصب الإداري من غيره.

فالمسؤولية تكون على من يوزع المناصب ألا يختار المسؤول لمجرد اسم عائلته ومن هو والده، بل يختاره لشهادته، لسيرته، لعقله، والأهم لإرادته، فكما كانت عنده الإرادة للتحسين من حاله ستكون لديه الإرادة لإصلاح حال الأمة وأقول ما قاله الرافعي «إذ المعنى ليس في أشياء المادة و لكن في أشياء الإرادة».



twitter @jasmine_m_alj