عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / السعدون والرايات السود

1 يناير 1970 06:56 م
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

لا أدري هل هي حقيقة أم عنصرية عندما أقول ان الشعب الكويتي هو من أكثر الشعوب نصرة للمظلومين، فما تكاد تقع مصيبة، أو تحل نكبة بشعب أو دولة إلا وترى أهل الكويت يهبون لدعمها ونصرتها، ويسعون لتخفيف معاناتها، في القديم والحديث.

ولعل من آخر مظاهر هذه النصرة هي تلك الوقفة مع الشعب السوري، ذلك الشعب الذي يتجرع أقسى أنواع الظلم والبطش والعدوان.

فالشعب الكويتي والحكومة والبرلمان، والمؤسسات الأهلية واللجان الخيرية كلها تتنافس في تقديم الدعم لهذا الشعب المنكوب.

ومن الفعاليات التي حرصت على حضورها، هو المهرجان الذي أقامته لجنة العمل الاجتماعي التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي في الصليبخات، ذلك المهرجان الخطابي والذي تطرق فيه المشاركون لمحنة الأشقاء في سورية، ولقد اعجبني فيه أن المشاركين كشفوا الغطاء، وتحدثوا بكل صراحة حتمتها عليهم صور المجازر ومظاهر المحنة التي مازال يتجرعها أهلنا وإخواننا في سورية.

هزتني كلمة الشيخ أحمد القطان، وهو يشير إلى قلق الإنسان عندما يفقد حذاءه عند المسجد، فكيف بمن يفقد ابنته وفلذة كبده التي اختطفها النصريون، وهو لا يعلم ما مصيرها.

وكان الدكتور شافي العجمي أكثر صراحة حين قال: إن كانت إيران و(حزب الله) لا تستحيان من نصرة بشار، فلماذا نستحي من نصرة الشعب السوري، ثم اعلنها صراحة بأنه يقوم بجمع الأموال من أجل دعم الثورة السورية بالسلاح.

وأما النائب جمعان الحربش، فلقد أكد حقيقة وهي أن الثورة السورية أرجعت بلاد الشام إلى حضن الإسلام، بعد أن خطفها النصيريون لمدة 40 عام، كما دعا حكام الخليج إلى إدراك أن الخطر الحقيقي ليس من الإسلاميين وإنما يكمن في المد الصفوي والتوسع الفارسي، والذي يريد تطويق الخليج وجعله بين كماشة، أركانها العراق وإيران وسورية والحوثيون في اليمن.

كما أثنى النائب محمد هايف على أهل سورية رجالا ونساء، شيبا وشبانا، والذين بقيت رؤوسهم شامخة مرفوعة، لا يضرها من خالفها أو خذلها.

هذا المهرجان لم يكن الأول ولن يكون الآخر، فشكرا ألف شكر يا أهل الكويت، فأنتم أهل النخوة والشهامة، ولم تكن نصرتكم للضعيف أو المظلوم مرتبطة يوما بمنفعة أو مصلحة.

الرايات السود.

فوجئ النواب والجمهور برفع الأقلية من النواب لرايات سود داخل قبة البرلمان، كعلامة احتجاج على تغيير مكتب مجلس الأمة لصيغة الاتهام لمن دخلوا المجلس من النواب والمعارضة قبيل حل مجلس الأمة.

أرى أن على الناس رفع رايات سوداء في وجوه هؤلاء النواب الذين عطلوا جلسات المجلس بحركاتهم الصبيانية، وأتمنى من رئيس المجلس أن يملك شجاعة رئيس مجلس الشعب المصري ( محمد الكتاتني ) حينما قام بطرد أحد النواب من قاعة المجلس بعد موافقة النواب، لمحاولته تعطيل الجلسة، وتهديده بإجراءات أشد إن تكرر منه الأمر، فهل يفعلها السعدون؟

رسالتي

إلى النائب علي العمير، اعتراضك على تسمية الغالبية لخمسة نواب للجنة التحقيق في «الإيداعات» و«التحويلات» بحجة أن لهم مواقف مسبقة ثم تزكيتك لاسمين لهما مواقف مسبقة أيضا، تجعلك في دائرة الاستفهام، ورحم الله امرأ درأ عن نفسه الشبهات.

 



Twitter : abdulaziz2002