المحكمة الفنية / رفض صفة الغرور واعترف بالهروب من المسرح «لعدم وجوده»

أحمد جوهر: الفنانات أفرطن في «التجميل» وإحداهن أصبحت تشبه الحصان !

1 يناير 1970 07:02 م
| كتب مفرح حجاب |

تميز الفنان أحمد جوهر بانتقاداته اللاذعة وصراحته المفرطة في كل القضايا التي يدلي فيها برأيه، إذ يرى أن طرح المشاكل على الملأ أمر صحي ولا يفسد للود قضية مهما كانت درجة الصراحة فيها، وهاجم بشدة اتجاه عدد من الفنانات إلى عمليات التجميل واعتبر أن ذلك نوع من التشويه، وانتقد بشدة طريقة ملابس الفنانين الشباب.

ولم يقف جوهر عند هذا الحد، بل اعتاد على انتقاد المؤسسات الثقافية والفنية للدولة والقائمين عليها، لكن في المقابل لديه هو الآخر الكثير من السلبيات التي تستوجب مواجهته بها وانتقاده عليها.

وفي حوار غير تقليدي، خضع جوهر إلى تحقيق شامل عن مجمل القضايا الفنية التي كان فيها طرفاً أصيلاً أو التي أدلى برأيه حولها وعرضها على المحكمة الفنية التي شكلتها «الراي»، فكيف كانت المواجهة وأساليب الدفاع التي استخدمها؟ وما الحكم الذي أصدرته المحكمة؟... إليكم التفاصيل:



• أنت متهم مع جيل الرواد بأنكم تركتم الساحة للجيل الجديد يعبث فيها من دون ضوابط؟

ـ أعترف بأن الشباب لا ذنب لهم، بل إن المنتجين هم الذين يدمرون هذه الطاقات من خلال إغرائهم بالعروض التي يقدمونها لهم ثم يتم توقيعهم على عقود احتكار لسنوات.

•لكنهم يكسبون أكثر ويحصلون على أجور عالية؟

ـ كيف يرفض شاب أجراً خيالياً وهو في بداية الطريق؟ فما يحدث بالتحديد أن المنتج يأتي إلى الفنان الشاب ويسأله على سبيل المثال ما هو أجرك طوال العام فيرد الممثل بالقول «أجري 20 ألف دينار»، فيعطيه المنتج 30 ألفاً ويطالبه بعدم العمل مع غيره، ثم يفرض عليه نصوصاً معينة لمؤلفين غير معروفين ويقوم بتوزيعها على القنوات الفضائية من خلال علاقاته.

• ولماذا لم تساند إشهار «نقابة الفنانين» حتى يتم القضاء على الفوضى؟

ـ لم تكن هناك نقابة ولا أعرف مكانها ولا من هو مسؤول عنها.

• هذا الكلام غير صحيح، لأن الفنان عبد الحسين عبد الرضا ترأس أول مجلس إدارة لها؟

ـ كل ما أعرفه عندما أعلن عبد الحسين عن عدم الاستمرار «تهاوشوا» ولا نعرف شيئاً عنها، كما أنه لن تكون هناك نقابة طالما غاب عنها الرواد الذين تربطهم علاقات وطيدة مع نظرائهم النقابيين العرب.

• تراجعت أسهم أحمد جوهر الممثل في الساحة الدرامية بسبب أحمد جوهر المؤلف والمخرج، خصوصاً في الدراما الحديثة، ما قولك في ذلك؟

ـ هذا الانطباع حدث لأنني أحرص على تقديم أعمال تراثية خلال رمضان، إذ يكون الإقبال عليها في هذا الشهر أكثر من الدراما الاجتماعية الحديثة.

• لكنك متهم بالغرور لرفضك الدائم العمل مع منتجين غيرك في الأعمال الدرامية؟

ـ أولاً أرفض كلمة مغرور لأنني لست كذلك، ولا أنكر أن هناك نصوصاً تأتيني وأرفضها لأنها فارغة من الفكر والمحتوى، كما أنه من الصعب التضحية بكل هذا المشوار والتاريخ من أجل الظهور على الشاشة وتقديم أعمال لا معنى لها.

• لكنك اعتذرت عن عدم مشاركة عبد الحسين عبد الرضا في مسلسل «التنديل»؟

ـ من أين أتيت بهذه المعلومات!

•هل هذا صحيح أو لا؟

ـ نعم، أعترف بأن هذا الأمر صحيح، لكنني عندما اعتذرت كان هناك مبرر، وقبل أن أخوض في هذا الحديث لا بد أن يعرف الجميع أن عبد الحسين فنان كبير وأخ عزيز وقامة فنية كويتية نفتخر بها جميعاً، لكن ما حدث هو أنني كنت في انتظار الحصول على منتج منفذ من تلفزيون الكويت، وعندما حصلت على تنفيذ مسلسل «لاهوب» كان عبد الحسين في ذلك الوقت لم يبدأ التصوير وشعرت حين ذلك بأنه تأخر فاعتذرت، وبالفعل بدأت التصوير وبعدما أنجزت 60 % من «لاهوب» بدأ هو تصوير «التنديل»، فالقضية لم تكن متعمدة ولا غرور فيها أو أي شيء من هذا القبيل.

• أنت متهم باللجوء الى المراجع والكتب الكويتية عندما تقوم بتأليف عمل تراثي؟

ـ صحيح، بل إنني أذهب الى الرواد والأجداد لمعرفة ما أقدمه للناس للتأكد مما إذا كانت هذه الأحداث وقعت أو لا، لأن الجمهور لن يرحمني إذا قدمت معلومة من التراث وكان التاريخ غير صحيح.

• عندما لم يسند إليك تلفزيون الكويت مهمة «المنتج المنفذ» العام الماضي اعترضت وقررت عدم العمل؟

ـ لا يوجد عناد في الفن، لأن تلفزيون الكويت بيتنا وكلنا خرجنا منه وله أفضال علينا، والكثير من الوكلاء والوزراء يتغيرون وعلاقتنا به كما هي جيدة ولم تتأثر، وكل ما حدث أن الوقت كان ضيقاً أمام شهر رمضان ولم يكن هناك قرار بتكليف المنتجين، وبعدها أعلن وكيل التلفزيون أن من لديه عملاً يأتي به وكان من الصعب أن أغامر وأقدم عملاً قد يعرضه التلفزيون أو يرفضه، لذلك قررت أن أرتاح العام الماضي من الإنتاج.

• لكن لماذا تعتمد على تلفزيون الكويت في الإنتاج؟

ـ لا أعتمد على تلفزيون الكويت فقط في الإنتاج، لأن علاقاتي مع جميع الفضائيات متميزة وأعمالي تعرض عليها، وهذه هي إحدى مميزات تلفزيون الكويت عندما تتعاون معه في إنتاج عمل يجعلك تقوم بتوزيعه، على عكس القنوات الخاصة التي تنتج لها العمل ولا تعطيك حق التوزيع.

• أنت متهم بأنك هربت من الساحة المسرحية وتركتها لطارق العلي وعبد العزيز المسلم لأن الجمهور لم يعد يأتي لحضور أعمالك؟

• هذا كلام غير صحيح، لأنني حققت نجاحاً كبيراً وحضوراً جماهيرياً عالياً في آخر مسرحية قدمتها «نهاية مخروش»، لكنني أعترف بأنني هربت من الساحة المسرحية لأنه لم يعد هناك مسرح، فمسرح كيفان غير مؤهل، ومسرح الدسمة للمهرجانات الرسمية، والمسؤولون عن المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لم ينجزوا سوى تركيب مصعد لهم من أجل أن يصعدوا فيه لمكاتبهم.

• لكنك تهاجم المسرح دائماً بسبب ومن دون سبب؟

ـ للمرة الثانية أقولها... لا يوجد مسرح، وما يقدم «مسخرة» وتهريج، وكل واحد من نجوم المسرح أسس شركة إنتاج ولا يوجد إلا قلة فقط تقدم مسرحاً مثل طارق العلي و«كثر خيرهم» الذين يقدمون الآن أشياء جيدة.

• أنت متهم بشن هجوم دائم على الجيل الجديد وملابسهم وأجورهم... كيف تفسر ذلك؟

ـ أتحدث من واقع المنطق، فلا يعقل أن يأتي شاب قدم مشهداً واحداً ثم يطلب مبلغاً وقدره عن الحلقة الواحدة، كما من غير المقبول أن نبتعد عن ارتداء الغترة والعقال بشكل مستمر في الدراما، ما يوحي بأن الأعمال أصبحت من دون هوية. نعم هناك استثناءات، لكن ليس بهذه الطريقة التي نشاهدها، إلى درجة أن الملابس الداخلية للشاب أصبحت تظهر من البنطلون كلما جلس أو همّ بالوقوف، وأنا لا ألوم القوى السياسية الإسلامية عندما تقول «ما يقدم في الفن مسخرة وقلة أدب».

• لكنك كنت قاسياً على الممثلات؟

ـ أنا أكثر من يشجع الجيل الجديد من الجنسين، لكنني أنتقد الشكل والأداء، وعندما تصبح البشاعة هي السائدة في وجوه الممثلات، فلا بد أن أتحدث، وهناك فنانة كانت جميلة لكنها أصبحت بعد عمليات التجميل مثل «الحصان». وهنا أسأل «هل يعقل أن تجسد فنانة دوراً تراثياً وهي «تافخة براطمها» بالشكل الموجود الآن»؟ وهل في الماضي كانت المرأة تفعل ذلك؟

• لكن هذه حرية شخصية، بل إن إحدى الفنانات قالت هناك من ينتقدنا لأننا لم نوافق على العمل معه؟

ـ هل كانت تقصدني بالاسم؟!

• هي لم تحدد أسماء...

ـ أبشرك الآن بأنهن عرفن أن ذلك خطأ ومعظم الفنانات «يشفطن البوتكس» مرة أخرى.

• أنت متهم بأنك تحب حياة العزوبية؟

ـ لدي سؤال «هل يهم الناس كثيراً إذا كنت متزوجاً أو غير متزوج؟ وكيف عرفتم أنني غير متزوج؟»... هذه مسألة شخصية بحتة لا علاقة للصحافة أو الناس بها.

• لكن هناك انطباع دائم بأنك ضد المرأة؟

ـ لأنني لا أكتب عن المرأة، وخير من يكتب عن المرأة هي المرأة، لأن النساء يجلسن معاً ويعرفن تفاصيل حياتهن وأحاسيسهن. فدور المرأة كان محدوداً في الماضي ومن الصعب أن أكتب عنها بغير ذلك وإلا لن يكون تراثاً.

• هل يعني أن هناك دوراً للمرأة في حياة أحمد جوهر؟

ـ الرجل المتميز والعاقل هو من يقدر المرأة، وأنا أعتبرها الدنيا كلها.





حكمت المحكمة



حكمت المحكمة على الفنان أحمد جوهر بالتوقف فوراً عن التأليف والإخراج، وذلك بهدف إتاحة الفرصة له للتركيز على التمثيل، مع إلزامه بالعودة إلى الدراما الكوميدية والاجتماعية من جديد والتوقف بشكل موقت عن الدراما التراثية. كما تطالبه المحكمة بإظهار اهتمام أكثر بالمرأة في الأعمال التي يقدمها، وبالعودة إلى المسرح من جديد مع مجموعة من الشباب كما حدث في آخر أعماله المسرحية.