مقابلة / مصر تحتفل اليوم بذكرى الشهيد ... تاريخ سقوط عبد المنعم رياض في حرب الاستنزاف
اللواء الخميسي لـ «الراي»: لا سلام من دون قوة تحميه
1 يناير 1970
09:47 م
| القاهرة - من أحمد عبد العظيم |
أكد مدير جمعية المحاربين القدامى وضحايا الحرب في مصر اللواء أركان حرب نبيل الخميسي ان سيناء عادت الى مصر بعد ملحمة من البطولات والإنجازات تواصلت مع العمل الدؤوب والإصرار العظيم من جانب الشعب المصري، مضيفا في مقابلة اجرتها معه «الراي» في ذكرى «يوم الشهيد» الذي تحتفل به مصر اليوم أن السلام لا يأتي من فراغ، ولكنه أيضا لا يستمر إلا بقوة تحميه، وأن السلام ثمن تدفعه الشعوب من دم أبطالها وأرواح شهدائها.
وأكد الخميسي على قيمة هذا اليوم الذي سقط فيه الفريق أول عبد المنعم رياض أثناء حرب الاستنزاف في العام 1969 باعتباره يوما حاسما في الصراع العربي ـ الإسرائيلي. ولفت أيضا إلى تماسك نسيج الشعب المصري، مشيرا أيضا إلى مظاهر الرعاية التي تقدم للمحاربين القدامى وأسر الشهداء والاحتفال بهم هذا العام.
وفي الاتي نص الحوار:
هل اختيار يوم 9 مارس للاحتفال بيوم الشهيد يقتصر على ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض؟
- اختيار يوم 9 مارس هو يوم للوفاء للمحاربين القدامى، ويوم للشهيد لم يتم لمجرد إحياء ذكرى للفريق عبد المنعم رياض، وتم اختياره لما يحويه هذا التاريخ من مغزى عميق للتضحية والفداء، فتاريخ مصر مليء بعلامات البطولة والفداء على مر التاريخ، لكن يوم 9 مارس من العام 1969 كان يوما حاسما في العسكرية المصرية، خصوصا بالنسبة للصراع العربي ـ الإسرائيلي بداية من حروب 1948 و 1956 و 1967.
وحرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر 1973 أثبتت للعالم أن مصر الصامدة لا تهزم أبدا، فكان الفريق عبد المنعم رياض كقائد وسط جنوده وفي الصفوف الأمامية وليست الخلفية ليكون هو القائد الشامل المضحي، لذلك اختير هذا اليوم لتتذكر فيه مصر والقوات المسلحة من ضحوا في سبيلها.
ولا يفوتني أن أذكر أن الشعب المصري نسيج واحد، فقد استشهد أيضا في يوم 9 مارس العام 1973 على الجبهة قائد أحد الألوية بالجيش الثاني الميداني العميد شفيق متري سدراك، وأثبت دائما أن الشعب المصري شعب واحد يدافع عن تراب مصر ولا فرق بين مسلم ومسيحي، فكلنا اخوة في الوطن.
ما مظاهر الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم هذا العام؟
- تتضمن مظاهر الاحتفال قيام القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس أركان حرب القوات المسلحة ونائب رئيس المجلس العسكري الفريق سامي عنان، وقادة الفروع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وبعض القادة السابقين ومصابي العمليات الحربية بوضع أكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول، وإقامة بعض المباريات الودية احتفالا بهذه المناسبة، وإقامة المعارض الفنية للمحاربين القدامى من 15 الى 21 مارس الجاري، وتنظيم زيارة لمقابر الشهداء في السويس والاسماعيلية، وتكريم أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية في جميع المحافظات، وإقامة شعائر صلاة الجمعة يوم 9 مارس بمناسبة يوم الشهيد والمحارب القديم.
ماذا تقول للأجيال الجديدة عن معنى الاحتفال بيوم الشهيد؟
- الأجيال الجديدة هم ثمرة المستقبل، وأملنا في الغد، لذلك يجب أن يدركوا أنه في هذا اليوم نستعيد بطولات وأمجاد قواتنا المسلحة، ونحيي أرواح شهدائنا الذين قدموا حياتهم هدية فداء للوطن، ونقف تحية إجلال وتقدير لجيل ذهبي من شعب مصر أبى الخضوع للنكسة والانحناء للهزيمة، فقدم العديد من التضحيات من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة.
ومن حق الأجيال القادمة أن تعرف بطولات محاربينا حتى لا تضيع دماؤهم هباء، ومن حقهم أيضا أن يتخذوا من تلك الكوكبة من البشر الذين عبروا بنا إلى حدود التنمية والمستقبل المثل والقدوة، وأقول لهم: إن سيناء عادت بعد ملحمة من البطولات والإنجازات تواصلت مع العمل الدؤوب والإصرار العظيم من جانب الشعب المصري.
أما رسالتي الأخيرة التي أوجهها لشباب مصر فهي أن السلام لا يأتي من فراغ، ولكنه أيضا لا يستمر إلا بقوة تحميه، وأن السلام ثمن تدفعه الشعوب من دم أبطالها وأرواح شهدائها.
ماذا عن نشأة جمعية المحاربين القدامى وضحايا الحرب؟
- تأسست الجمعية في أبريل العام 1951 لرعاية أسر الشهداء ومصابي حرب فلسطين العام 1948، وكان اللواء محمد نجيب أول رئيس لها، وانضمت الجمعية إلى الاتحاد العالمي في العام 1953، وفي العام 1960 تم تأسيس الاتحاد العربي للمحاربين القدامى، كما أصبحت عضوا في اللجنة الأفريقية الدائمة.
وفي العام 1971 أعيدت تبعية الجمعية إلى وزارة الدفاع، وإعادة تنظيمها ليصبح لها مقر دائم بالقاهرة و7 فروع خارجية، بالإضافة إلى فرع الوفاء والأمل، الذي انضم إلى جمعية المحاربين القدامى وضحايا الحرب في أول يناير 2005.< p>