«حياتهن أحلى بعد تضحية أزواجهن بأرواحهم وينبغي محافظتهن بشدة على السرية وأن يكن مطيعات»
«دايلي تلغراف»: البريطانية سمانثا تركت إرشادات إلى زوجات «المجاهدين» بمنزل في مومباسا
1 يناير 1970
07:56 ص
| لندن - من إلياس نصرالله |
ما زال البريطانيون مشغولين بتتبع أخبار مواطنتهم سمانثا ليثويت، زوجة ليندزي جيرمين الملقب بـ«جمال»، انتحاري كنغز كروس عام 2005، التي اختفت آثارها الأسبوع الماضي مع أطفالها الثلاثة في كينيا، بعد تورطها في نشاط إرهابي في مومباسا، حيث يُعتقد أنها فرّت إلى تنزانيا أو إلى الصومال.
ويُخشى من أن تكون سمانثا متورطة في مؤامرة لتنفيذ عمل إرهابي في بريطانيا التي تستعد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في يونيو المقبل.
وتراود الشرطة البريطانية التي أوفدت فريقاً من المحققين لمطاردة سمانثا، شكوكٌ بأن عناصر في الشرطة الكينية ساعدت سمانثا على الهرب.
وأعلنت الشرطة في مومباسا عثورها في منزل في مومباسا على مجموعة ملاحظات مكتوبة بخط اليد يُعتقد أنه خط يد سمانثا.
وكتبت صحيفة «دايلي تلغراف» أمس (الثلاثاء) أن الملاحظات كانت عبارة عن إرشادات لكيفية العيش بالنسبة لامرأة مع مجموعة من «المجاهدين»، إضافة إلى قائمة مشتريات أعدت من أجل التسوق وتعليمات في شأن تناول الوجبات الغذائية والمحافظة على الصحة.
ووفقاً لمصدر في الشرطة الكينية، ورد في الملاحظات أنه «على زوجة المجاهد المخلصة أن تعلم أن حياتها في ما بعد مضمونة بأن تكون أحلى، نظراً لتضحية زوجها بحياته». وأضافت أن مثل هذه الزوجة «ينبغي أن تحافظ بشدة على السرية... وأن تكون مطيعة»، وأن تتفهم أن «دعوة زوجها تعني أنه ينبغي به وبها أن يقطعا علاقاتهما مع عائلتيهما». وذكر المصدر أن الملاحظات مكتوبة على دفتر صغير بحجم «إي 5».
وتعتقد الشرطة البريطانية أن سمانثا مرتبطة بشكل أو بآخر مع أحد البريطانيين المتورطين بالخلية الإرهابية ذاتها، الأول يدعى جيرمين غرانت، الموقوف لدى الشرطة الكينية، والثاني يُدعى حبيب غني الذي فرّ هو الآخر وما زالت الشرطة الكينية تبحث عنه.
وذكر أن دفتر الملاحظات عثر عليه في المنزل الذي كان يقيم فيه جيرمين غرانت وسط السوق الرئيسي في مومباسا. وكانت الشرطة الكينية التي هاجمت البيت وللمرة الأولى وجدت فيه سمانثا، التي كانت تحمل جواز سفر جنوب أفريقي لم تكتشف الشرطة في حينه أنه مزور ويحمل اسم نتالي فاي ويب، التي ظن رجال الشرطة لأول وهلة أنها مجرد سائحة وجدت في المكان عن طريق الصدفة.
غير أن جهاز كمبيوتر (لاب توب) تابع لسمانثا لفت انتباه الشرطة في الزيارة الأولى، فقرروا في اليوم التالي العودة إلى البيت للتدقيق في المواد المخزونة فيه، فتبين أن سمانثا هربت مع اللاب توب.
لاحقاً وأثناء التفتيش الذي قامت به الشرطة لمنزل امرأة تدعى نسيم، هي رفيقة أحد أعضاء الخلية الكينية، الذين تم إلقاء القبض عليهم واسمه فؤاد أبو بكر منثواب، عُثر على دفتر الملاحظات الذي يعتقد أنه خاص بسمانثا. وذكر أن نسيم هي أرملة موسى حسين عابدي، أحد عملاء تنظيم «القاعدة» الذي قتل في مقديشو في العام الماضي.
وتعتقد الشرطة الكينية أن خلية مومباسا كانت تتألف من 30 إرهابياً، وأنها كانت تنوي القيام بهجمات متعددة في المدينة. وعثرت الشرطة في منازل أعضاء الخلية المقبوض عليهم على متفجرات مصنوعة من مواد شبيهة بالمواد التي استخدمت في تفجيرات لندن الانتحارية. وذكر مصدر من الشرطة الكينية أن المحققين يعتقدون أن أعضاء الخلية نجحوا في صناعة عدد من المتفجرات وهي مخبأة في أماكن مختلفة من مومباسا بهدف تنفيذ هجمات إرهابية في المستقبل، ضد أماكن محددة مثل مقر الأمم المتحدة في المدينة والأماكن التي يرتادها السائحون الغربيون.
وإلى جانب سمانثا تبحث الشرطة عن مواطن كيني يدعى عبدي وحيد، ظهر برفقتها أثناء دخول سمانثا إلى كينيا بجواز السفر المزور من نقطة الحدود مع تنزانيا في أغسطس الماضي. ويسود لدى الشرطة اعتقادان: الأول، أن سمانثا عادت إلى تنزانيا بجواز السفر المزور ذاته، والثاني، أن سمانثا نجحت في الوصول إلى الصومال، عن طريق البر على طول الشريط الساحلي، وأنها انضمت إلى مجموعة تابعة لحركة «الشباب» الصومالية، حيث يُعتقد أن سمانثا كانت قدّمت لهم في وقت سابق إرشادات في كيفية صناعة المتفجرات.