استمتعت بالردود والتعليقات التي وصلتني من كثير من القراء حول مقالي عن دخل المواطنين السنوي المفترض والذي اكتفيت فيه بحسبة بسيطة لأسعار النفط وإنتاج الكويت مقسوما على عدد سكان الكويت حيث أثرت اهتمام الكثير عندما ذكرت بأن دخل المواطن الكويتي يصل الى 205 آلاف دولار سنويا.
البعض ذكر بأن إنتاج النفط الكويتي الحالي ثلاثة ملايين برميل يوميا وليس 3.5 برميل كما ذكرت في المقال، والحقيقة بأنني قد استقيت هذه المعلومة من أحد كبار الشخصيات النفطية الذي أخبرني بأنه سيرتفع الى 4 ملايين برميل قريبا، ولعل الفرق يكمن في حساب النفط المكرر. البعض ذكر لي بأن استثمارات الكويت لا يمكن حساب أرباحها ضمن دخل المواطن لأنها تذهب الى صندوق الأجيال القادمة، وهذا صحيح ولكن يظل ذلك جزءا من دخل البلد الذي يمتلكه الشعب.
بعض القراء اعتقد بأنني ذكرت بأن أرباح الاستثمارات السنوية هي 70 مليار دينار (30 في المئة) من قيمتها وهي قيمة مبالغ فيها، والحقيقة أنني ذكرت 70 مليار دولار (10 في المئة) سنويا وهو الحجم المتوقع لأي استثمارات ناجحة.
أحد القراء حاول تفنيد كلامي عن ضياع تلك المدخولات وضرورة التحقيق في سبب اختفائها منذ التحرير وحتى اليوم، وذكر بأنها تم صرف معظمها على الرواتب ودعم الخدمات وما زاد منها يتحول الى صندوق الأجيال القادمة، ومع احترامي لهذا الرأي إلا ان الواقع يدل على ان تلك المليارات التي كسبتها الكويت من دخلها النفطي والاستثماري قد تم استغلالها استغلالا سيئا، والدليل هو توقف حركة التنمية الى ما يقارب الصفر وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان، كما ان الرواتب لم ترتفع بتلك القوة إلا خلال السنوات الثلاث الماضية، ولا يمكنها ان تلتهم تلك المليارات التي كسبناها.
حتى لو افترضنا بأن المخصص للإنشاءات هو مليار دينار سنويا فإننا نتكلم عن عشرين مليار دينار فأين اختفت؟!
ومهما أكون قد بالغت في كلامي لكنني أحمد الله أنني حققت الهدف وهو استثارة المواطن وجعله يعيد حساباته في ما تنفقه دولته على رفاهيته وأسباب فقدانه لأبسط الخدمات الضرورية بينما الماء ينساب أمامه «زلال»!!
د. وائل الحساوي
[email protected]