بين الولاء والانتماء
1 يناير 1970
10:50 م
| بقلم: محمد علي داود |
ما الفرق بين الولاء والانتماء؟ هل هناك فرق بين الانتماء بالقلب والانتماء بالعقل؟ فمن وجهة نظري أن الولاء هو الاحترام والتقديس لشيء ما والانتماء أراه أمرا غريزيا يكتسب تلقائيا بالفطرة.
وأرى أن الانتماء درجات سواء **الانتماء للأم والأب ومنه إلى نطاق الأسرة ويتبعه الانتماء الكبير للوطن الذي لا يضاهيه انتماء. فالوطن في اللغة هو المنزل الذي يمثل موطن الإنسان ومحله، كما أن الانتماء أثبت في القرآن الكريم من خلال الآية الكريمة «ولو أنا كتبنا أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا» كما أن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وذلك حينما أخرجه كفار قريش من مكة المكرمة قال « والله إنك لخير أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت». فالانتماء والولاء وخاصة للوطن هو أمر موجود بالفطرة داخل كل إنسان ولكنه يحتاج فقط لتعزيز مفاهيمه ومبادئه في صفوف أبناء هذا الوطن خاصة الشباب منهم لأنهم عماد مستقبله، وأيضا أجد للأسرة دورا وللمدرسة دورا ويكون التعزيز أو الترغيب بزرع أهمية الولاء والانتماء بعدة طرق أهمها تعزيز الانتماء للدين وربط أبناء الوطن به لأنه اللبنة الأولى والاهم في تعزيز تلك الفطرة لأن فيه القواعد والأسس التي تحل كل مشكلة. أما الأمر الثاني فهو العمل على تعزيز الولاء والانتماء منذ نعومة الأظافر من خلال تعزيز الانتماء للوالدين بإظهار الحب والاحترام والطاعة بعد طاعة الخالق عز وجل، انتقالا إلى تعزيز الانتماء بالوطن نفسه وإكساب الإحساس بشرف الانتماء له و العمل على تطوره وتقدمه بالإخلاص له على طول الدوام.
أما الأمر الثالث فهو تعزيز الانتماء والولاء بشكل كبير من خلال سرد تاريخ الوطن المشرف وإنجازاته على مختلف الأصعدة، وأيضا يكون التعزيز بغرز الهدف الأسمى وهو حب الوطن بعيدا عن المتعصبات الطائفية والقبلية والفئوية. كما أن هناك عاملا مهما ومؤثرا وهو الإعلام بمختلف أنواعه وهو قوة منفصلة وذو تأثير قوي، فهو قادر على مساعدة الأسرة في تنمية هذه المشاعر من خلال منهجية يتبعها بطرق واضحة أو غير مباشرة مع مراعاة الانتهاج الديني ونهج الرسول صلى الله عليه وسلم والوحدة الوطنية ووفقا للقانون والدستور ووحدة أمتنا العربية.
الجامعة العربية المفتوحة إدارة أعمال
@Mohamed__D