شلل تام أصاب حركة الطيران لتسع ساعات

تعطّل نظام الهبوط في المطار كاد يوقع كارثة

1 يناير 1970 07:09 ص
| كتب علاء الفروخ |

نجا المسافرون من «كارثة» أول من أمس، كان يمكن أن يتسبب بها تعطّل النظام الآلي الذي يساعد الطائرات على الهبوط في حالات الرؤية السيئة (LVLA)، ما أدى لمنع هبوط الطائرات واضطراب كبير في مواعيد رحلات شركات الطيران.

وأكد خبراء في قطاع الطيران لـ «الراي»، أن العاصفة الرملية التي شهدتها الكويت مساء الجمعة لم تكن قوية إلى الحد الذي يعطّل حركة الملاحة الجوية، لكن تعطّل نظام المساعدة على الهبوط هو الذي أدى إلى «شلل تام» في حركة الطيران المدني منذ الساعة الحادية عشرة قبل منتصف ليل أول من أمس الجمعة إلى الساعة الثامنة من صباح أمس، تجلى في تغيير مسار رحلة واحدة وإلغاء ست رحلات أخرى واعادة جدولة عشر رحلات لخطوط طيران محلية ودولية عاملة في مطار الكويت الدولي.

ويعد «نظام المساعدة على الهبوط» من أهم التجهيزات التي يقوم عليها عمل المطارات الدولية في الأحوال الجوية السيئة، مثل عواصف الغبار والضباب. ويستخدم لمساعدة الطائرات على الهبوط بشكل آلي في المدرج الذي يحدده النظام عندما ينخفض مستوى الرؤية إلى حد يجعل من الصعب على الطيارين رؤية مسار الهبوط.

واستغربت المصادر تصريح مدير إدارة العمليات في الطيران المدني عصام الزامل الذي «لم يشر من قريب أو بعيد إلى تعطل نظام الملاحة الآلي، بل ألقى باللوم كله على العاصفة، على الرغم من أن الكويت تعرضت لعواصف أكثر شدة سابقاً ولم يحدث مثل هذا الاضطراب».

وكان الزامل قد أعلن أمس، أن «سرعة الرياح خلال العاصفة الرملية التي تعرضت اليها البلاد أول من أمس وصباح أمس بلغت 68 كيلومترا في الساعة بينما بلغ مدى الرؤية الأفقية نحو 230 مترا ما دفع الادارة العامة للطيران المدني الى اتخاذ مجموعة من الاجراءات العاجلة».

وأكد الزامل ان العاصفة دفعت ادارة العمليات في المطار الليلة الماضية الى إلغاء الرحلة التابعة للخطوط الملكية الهولندية (كي.ال.ام) وتغيير مسار الرحلة التابعة لشركة الطيران الالماني (لوفتهانزا) الى مطار الدمام في المملكة العربية السعودية، وإلغاء العديد من الرحلات الأخرى لشركات وطنية وخليجية، وإعادة جدولة عشر رحلات أخرى بعد أن تحسنت الأحوال الجوية.

إلا أن مصادر أكدت أن الاضطراب لم يكن ليحصل لولا العطل في نظام الهبوط، مشيرة إلى أن «إدارة الطيران المدني لم تلاحظ أن نظام الهبوط الآلي معطّل إلا بعد أن أبلغها طيارو بعض الطائرات التي كانت على وشك الهبوط بأن النظام غير فعّال، فاضطرت إلى إبلاغ شركات الطيران بعدم إمكانية الهبوط والإقلاع».

وأعربت المصادر عن استغرابها من «عدم سرعة بدهية وتجاوب» فرق الصيانة الفنية في مطار الكويت الدولي لإصلاح أي عطل طارئ يصيب نظام الهبوط الآلي، الذي يعد نظاما أساسيا لتشغيل أي مطار دولي في العالم.

وبينت المصادر، في هذا السياق، أنه «يفترض في مثل هذه الأنظمة الحساسة أن تمتلك دعما فنيا خاصا بها وعلى أعلى مستويات، خصوصا في مطار كمطار الكويت الدولي، أحد أهم المطارات في المنطقة»، منتقدة «عدم وجود جهاز بديل أو حتى فريق صيانة فني للتعامل مع أي أمر طارئ كهذا».

ولم تكشف المصادر عن قيمة الخسائر المادية التي تكبدتها، جراء تأجيل وتغيير وجهات رحلاتها خلال فترة تعطل نظام (LVLA) في مطار الكويت الدولي، إلا أنها أكدت حدوث خسائر بسبب تكلفة إعادة التزود بالوقود وتأجير الفنادق للطيارين والمضيفات، فضلا عن معاناة الركاب المسافرين أنفسهم.

وكان مطار الكويت الدولي شهد حركة كثيفة خلال فبراير الماضي، بالتزامن مع عطل الأعياد الوطنية وعيد التحرير، ما حدا الإدارة العامة للطيران المدني الإعلان عن تشغيل أكثر من 50 رحلة إضافية لشركات الطيران العاملة في مطار الكويت الدولي، لاستيعاب كم الرحلات الكبير من وإلى الكويت.