سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «حلوة اللبن»

1 يناير 1970 04:35 ص

قول كان يردده البنين والبنات لأمهاتهم يعربون به عن العرفان لهن على طيب التغذية وحسن التربية، وقوة العاطفة القلبية التي تربط الأبناء بأمهاتهم، فدائما كانوا يرددون «أميمتي حلوة اللبن». هذا الموقف الطيب النبيل هو موقفها، وهذا الأثر الذي جعلني في هذه البحبوحة من التربية والعطف والحنان هو من فيض حنانها، نعم إن الأم هي «حلوة اللبن». ونحن نعيش خلال هذه الأيام في رحاب ذكرى «حلوة اللبن».

ونحن في زمن فيه بعض الأمهات قد ابتعدن عن السبيل، لذا فإن هذا القول ربما لا يشعر به بعض الأطفال الآن لأن بعض الأمهات لا يعملن على تغذية أبنائهن تغذية طبيعية تلك التي من خلالها يتغذى الطفل حنانا وصحة ودفئا وسماتا طيبة، وتركن التغذية إلى الحليب المصنوع، وقد يكون لذلك أسباب كثيرة، وقد تكون الأم معذورة في بعض هذه الأسباب، ولكن لن يكون لها عذر إذا لم تستخدم أسلوب التغذية الصناعية بنفسها لأنها الوحيدة التي تدفع بالحنان والأمومة إلى أحشاء طفلها عن طريق ضمها إليه وإشرافها عليه في عملية التغذية. فأين بعض الأمهات اليوم من هذه الطريقة أو من هذا السبيل أو من هذا الاتجاه؟

 الأم قديما «مجلت» يداها من استخدام المستلزمات، التي تعمل على تهيئة الراحة للأبناء قديما، منها «قشة البحر وصخرة الغسيل وزبيل السوق» وغيرها، سلمت يداكِ وعيناكِ وسلم رأسكِ ولسانكِ الذي يردد تلك الأهازيج الطيبة لأبنائك ليلا حتى يغفون وهم في أمان الله وأمنه، أين بعض الأمهات الآن من تلك الأعمال؟ نحمد الله على نعمة الرخاء، ولكن أبناءنا يحتاجون لأمهات مثاليات يعملن على رعايتهم.

وصدق الدكتور أحمد الوائلي (رحمه الله):

أماه قد شاب رأسي وانطوى العمر........ولم يزل مليء سمعي صوتك العطر

فما بقلبك من خير ومن كرم..............يظل أكبر مما تحدس الفكر


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي