صاحب السمو شمل برعايته وحضوره حفل اليوبيل الذهبي للصندوق الكويتي
الخالد لسمو الأمير: هاماتكم العالية في قلب الضمير الإنساني وحفرت أسماءها الوضّاءة على جبين العمل الإنمائي
1 يناير 1970
05:55 ص
كونا - «هذه الهامات العالية.. صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد، المغفور له باذن الله الشيخ سعد العبدالله، المغفور له باذن الله الشيخ جابر الاحمد، المغفور له باذن الله الشيخ صباح السالم، المغفور له باذن الله الشيخ عبدالله السالم، والتي أحاطت الصندوق بعزيز رعايتها وعظيم عنايتها طيلة خمسين عاما في مسيرته المباركة، قد استقرت بكريم فعالها في قلب الضمير الانساني، وحفرت اسماءها الوضاءة على جبين العمل الانمائي»... هكذا خاطب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الذي جرى تحت رعايته وحضوره صباح امس، حفل اليوبيل الذهبي للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وذلك على مسرح قصر بيان العامر.
وقال الخالد في كلمته في الاحتفال «بعد نيل البلاد استقلالها الناجز فى العام 1961 شهد اواخر ذلك العام انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، كمؤسسة وطنية لمساعدة الدول العربية الشقيقة فى جهودها الرامية لتنمية اقتصادياتها وتحسين الظروف المعيشية لشعوبها»، معيداً الى الأذهان ان «الكويت فى الخمسينات من القرن الماضي وقبل استقلالها قد بادرت الى تقديم المساعدات لاشقائها فى دول الخليج والجنوب العربي، فى مجالات التعليم والصحة وغيرها، وذلك من خلال هيئة الخليج والجنوب العربي التى انشأتها الكويت انذاك لهذا الغرض».
ولاحظ الخالد ان انشاء الصندوق الكويتي من قبل دولة نامية وفي وقت مبكر جدا سبق بنحو عقد من الزمن قرار الامم المتحدة فى العام 1970 الداعي الى قيام الدول المتقدمة بتقديم ما نسبته 0.7 في المئة من ناتجها القومي الاجمالي، كمساعدات الى الدول النامية ودعم جهودها لتحقيق التنمية، معتبرا أن لذلك «دلالات خاصة، اخذا بالاعتبار موارد الدولة المتواضعة فى ذلك الوقت، والحاجة الى بناء البنية الاساسية الاقتصادية والاجتماعية فى البلاد»، مؤكدا ان المبادرة الى انشاء الصندوق الكويتي «تدل على الرؤية بعيدة النظر التى اتسمت بها القيادة الكويتية، وايمانها الراسخ بان تحقيق الاستقرار والسلام والامن والعدل بين دول العالم، لايمكن بلوغه دون الوفاء بالحاجات المعيشية الاساسية التى تفتقر اليها شعوب دول كثيرة».
وقال انه انطلاقا من هذه الرؤى وبواعثها الانسانية بارك المغفور له الامير الشيخ عبدالله السالم مبادرة وزير المالية انذاك المغفور له الشيخ جابر الاحمد بانشاء الصندوق الكويتي، معبرا فى ذلك عن ارادة ورغبة الدولة وشعبها فى مساعدة الاخرين، بدءا بالدول العربية الشقيقة حتى اواسط عام 1974 والتوسع بعد ذلك فى نشاط الصندوق ليمتد الى الدول النامية الاخرى».
واعرب وزير الخارجية عن «الشعور بالعزة والفخر لما حققه من انجازات مشهودة، فلم يدخر الصندوق جهدا فى اداء رسالته الانسانية، فقد تمكن من التعاون مع ما يزيد على مئة دولة نامية ومدها بالقروض الميسرة بقيمة بلغت نحو ستة عشر مليار دولار للاسهام فى تمويل ما يفوق 800 مشروع فى قطاعات اقتصادية واجتماعية مختلفة».
وقال «فضلا عن القروض الميسرة بلغت القيمة الاجمالية للمنح والمعونات الفنية ما يعادل نحو 370 مليون دولار، وذلك فضلا عن قيام الصندوق بادارة منح من حكومة دولة الكويت بقيمة اجمالية بلغت ما يعادل نحو 1.2 مليار دولار». وخص بالذكر في هذا المجال التعاون القائم منذ عام 1975 فى اطار مجموعة التنسيق التي تضم في عضويتها الصندوق وشقيقاته مؤسسات التنمية العربية الوطنية والاقليمية والبنك الاسلامي للتنمية وصندوق الاوبك للتنمية الدولية. وأعاد الخالد إلى الأذهان مسيرة الصندوق خلال ازمة المديونية وماخلفته من صعوبات للعديد من الدول النامية. وقال «حينما اطلق البنك وصندوق النقد الدوليان مبادرتهما فى عام 1996 لمعالجة مديونية الدول الفقيرة تجاوب الصندوق دون تردد مع المبادرة رغم ان ديونه المستحقة تتميز بيسر شروطه، وذلك إدراكاً منه لاهمية المضي قدما فى عملية التنمية، وهناك ما يزيد على 25 دولة من الدول الفقيرة المثقلة بالديون ومعظمها من الدول الافريقية، استفادت من اعادة جدولة ديونها المستحقة للصندوق.
ورأى الخالد أن «اهم تحديات التنمية فى الوقت الراهن قضية الفقر (...) هناك نحو 1200 مليون نسمة فى العالم لايزالون يرزحون تحت وطأة الفقر، فضلا عن مئات الملايين من البشر الذين لاتتوافر لهم المياه الصالحة للشرب ووسائل الصرف الصحي المناسبة، ولا الخدمات الاجتماعية الاساسية كالصحة والتعليم».
وقال إن الصندوق قام بتعديل شروط الاقراض لتصبح الاكثر يسرا للمشاريع الزراعية بالمقارنة مع غيرها من المشاريع فى القطاعات الاخرى، وذلك فضلا عن زيادة حجم الاقراض بنسبة 25 في المئة سنويا، كي يتمكن الصندوق من تعزيز مساهمته فى تحقيق الاهداف الانمائية للالفية، منوها بالمبادرة السامية لسموكم رعاكم الله بانشاء صندوق الحياة الكريمة ومساهمة دولة الكويت بمبلغ 100 مليون دولار، لتعزيز انتاج الغذاء فى دول بأمس الحاجة لذلك».
وأضاف الخالد «أن الصندوق الكويتي اذ يعي تحديات التنمية في المرحلة المقبلة يدرك ايضا ان احتفاله بمرور خمسين عاما على انشائه يشكل منطلقا لمرحلة مقبلة يستند عمله فيها على خبراته المكتسبة والدروس المستفادة من تنفيذ عملياته السابقة والاسترشاد بها في تعاونه مع شركائه في التنمية وسيستمر الصندوق الكويتي في جهوده ومسيرته ويعمل على توثيق تعاونه مع الدول العربية والدول النامية الاخرى ويبذل قصارى جهده في العمل معها لتحقيق ماتصبو اليه من تقدم ورفاهية وبما يعزز روابط الصداقة بين دولة الكويت والدول التي يتعاون معها الصندوق.
لقطات
• كان فى استقبال سمو الأمير نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، ومدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب احمد البدر، حيث قام سموه بافتتاح المعرض الخاص بمسيرة الصندوق الكويتي قبل بدء الحفل.
• شهد حفل الافتتاح سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الامة احمد عبدالعزيز السعدون وكبار الشيوخ، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد، وسمو الشيخ ناصر المحمد، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، وكبار المسؤولين وكبار رجالات الدولة.
• بدأ الحفل بالنشيد الوطني وتلاوة ايات من الذكر الحكيم.
• تم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الصندوق بعدها عرض اوبريت بصمة مضيئة حول العام ثم تفضل سموه رعاه الله بتكريم مدراء الصندوق السابقين ونوابهم.
• في ختام الاحتفال، تم تقديم هديتين تذكاريتين إلى حضرة صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد.
الامير استقبل وليّ العهد
وجابر المبارك والحمود
كونا - استقبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بقصر بيان صباح أمس، سمو وليّ العهد الشيخ نواف الأحمد.
كما استقبل سمو الأمير سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء.
واستقبل سموه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود.