عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / عجلة الوسمي وشجاعة الصواغ
1 يناير 1970
06:56 م
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
فرحنا عندما أعلن تلفزيون الكويت عدم نقله لحفلات هلا فبراير الغنائية تضامنا مع جراحات إخواننا في سورية، وشكرنا بعض المغنين الذين اعتذروا للسبب نفسه، وتمنينا لو ألغيت كل الحفلات الغنائية لتكتمل النصرة، ولكننا تفاجأنا بالإعلانات المتكررة عن الاستمرار في هذه الحفلات، وربما من باب رفع الحرج أعلن القائمون على هذه الحفلات عن تخصيص ريع التذاكر لدعم الشعب السوري!!
ذكّرني هذا الموقف بالأسئلة التي وُجهت لبعض العلماء في مصر حول موائد الإفطار في رمضان والتي تقيمها بعض الراقصات، وكانت الفتوى أن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا فإن كانت الأموال التي تنفق على الولائم من الرقص فهي صدقة مردودة، لذلك نقول للقائمين على الاحتفالات : كفى ضحكا على الذقون.
ثم من ناحية أخرى كيف يستقيم ان يتراقص المغنون والمغنيات على كلمات الحب والغرام على أرضنا، بينما إخواننا وأشقاؤنا في سورية تراق دماؤهم ويعتدى على أعراضهم، فأين نخوة العروبة و الإسلام؟
عجلة الوسمي وشجاعة الصواغ
إعلان النائب الوسمي استجوابه لرئيس الوزراء جعل الكثيرين يتساءلون عن الهدف من ورائه، ومدى مناسبة التوقيت لتقديمه.
وليسمح لنا النائب الوسمي أن نقول، لقد كنا داخل ديوانية الحربش عندما تم الاعتداء عليك من قبل القوات الخاصة، وتألمنا عندما شاهدنا صور ذلك الاعتداء وتعاطفنا معك كثيرا، وكم فرحنا بوصولك للمجلس بناء على مؤهلاتك وقدراتك، ولكن يا دكتور عبيد يبدو أنك بخرت أحلام التفاؤل التي رسمها الكثيرون عنك، فلقد صدمنا بترشحك لمنصب نائب الرئيس، ومع تقديرنا لكل الأهداف والغايات التي كنت تريد تحقيقها من خلال ذلك الترشح إلا أنك أشعرتنا ببوادر انقسام في كتلة الغالبية، والتي قامت بالتنسيق للمناصب، ولا أدري ماذا سيكون موقفك لو خسر النائب الفاضل خالد السلطان منصب نائب الرئيس وفاز به عبدالصمد، وبماذا ستبرر ساعتها موقفك أمام من انتخبوك؟
ولم نكد نصحو من ذلك الموقف حتى جئتنا بمفاجأة أخرى عندما أعلنت تقديم الاستجواب لرئيس الوزراء دون تنسيق مع أحد، لقد بدأت التساؤلات تُطرح عن الهدف من الاستجواب، هل هو انتقام شخصي لما جرى لك؟ هل هو لإحراج زملائك النواب من القبيلة نفسها؟ هل هو رغبة في تصدر المعارضة؟ هل هو انتقام من كتلة المعارضة التي لم تقف معك في ترشحك لمنصب نائب الرئيس؟
هذه التساؤلات وغيرها الكثير تدور في أذهان الناس، لذلك نتمنى منك الحرص على التنسيق مع بقية زملائك، وعدم التغريد خارج السرب من خلال اتخاذ مواقف قد تكون نتيجتها خسارة مثل هذا المجلس الذي وصل فيه الكثير من نواب المعارضة بعد تضحيات ومعاناة قدمها الشباب، وتحقق فيه نصر ساهموا في إنجازه.
إننا لنعقد الآمال على هذا المجلس بأن يسهم في سن القوانين والتشريعات التي تحقق الاستقرار والتقدم للبلاد، وتحفظ كرامة الناس، لذلك لا تكن عامل هدم ولو حسنت النية والقصد.
يا دكتور تأمل أسماء من أعلنوا دعمهم لك في الاستجواب من غير نواب قبيلة مطير، وانظر إلى نواب الغالبية والذين لم يعارضوا حقك في الاستجواب ولكنهم تحفظوا على توقيته، حتى تعرف حقيقة الموقف. وبالمناسبة لابد وأن نقدم تحية تقدير وإجلال للنائب الفاضل فلاح الصواغ على موقفه الشجاع والجريء والذي أعلن فيه اعتراضه على توقيت الاستجواب خلال الندوة نفسها برغم علمه بأن كلامه قد لا يعجب الكثير من الحضور، وهذا الموقف يدل على صدق النائب الصواغ وشفافيته، وعدم دغدغته للمشاعر، وبأنه يملك قراره الحر، ولديه الشجاعة لإعلانه ولو في أصعب الظروف، فبيّض الله وجهك يا أبو سعود.
رسالتي
الإنصاف أن تقف مع الحق وإن صدر ممن يخالفك، والعصبية الجاهلية أن تقف مع الباطل لأن قائله ابن عمك.
ملاحظة: كتبت المقالة قبل الإعلان عن تأجيل أو تجميد النائب لاستجوابه، ولكني حرصت على نشر المقال لبعض الرسائل التي أتمنى وصولها للنائب الوسمي.
Twitter: @abdulaziz2002