سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / نقوش على عباءة الديرة

1 يناير 1970 07:59 ص
| سلطان حمود المتروك |

ديرة طيبة نفحات نسائمها تشعر بالأمن والأمان، الناس فيها يعيشون وهم متحابون ويعملون على تقدمها وازدهارها حتى اصبحت لؤلؤة الخليج، هبت عليها رياح ممتلئة بالغيوم السوداء يكتنفها ذباب كبير لم يشاهد من قبل فيه روائح نتنة هجمت على ارض هذه الديرة المستقرة والآمنة في يوم الخميس الاسود آخر الليل، فقتلت ابناءها وذبحتهم على اعتاب منازلهم كالأضاحي ويتمت الابناء وثكلت الامهات وفزعت المرأة العجوز والشيخ الكبير واحرقت تلك اللؤلؤة، ولكن اصرار اهلها واتحادهم جعل منها لؤلؤة مشرقة روتها دماء الشهداء واصرار الرجال والنساء من ابنائها حتى ترعرعت ونمت وازدهرت وولى الحاقد المستبد ادراج الرياح وتوالت على هذه الديرة محن ومصائب ولكن اصرار ابنائها واتحادهم في نسيج واحد سيدفع عنها عاديات الزمن والرياح الصعبة ومورها ولا يكون ذلك إلا بالاتحاد ورص الصفوف من اجل البناء والتنمية والازدهار.

تأبى الرماح اذا اجتمعنا تكسرا

واذا افترقنا تكسرت آحادا

عزيزي القارئ ماذا عسانا ان نقول لمناسبة عيدنا الوطني المبارك ويوم التحرير المؤزر وتولي حضرة صاحب السمو المفدى مقاليد الحكم؟

نقول الرحمة لشهدائنا الابرار الذين روت دماؤهم ارض ديرتهم المعطاءة واصبحوا خالدين عند ربهم فعسانا ان نستبصر وننبذ الخلاف والتنازع حتى لا نفشل وتذهب ريحنا ويفكر نواب الأمة في استصدار القوانين الخلاقة التي تعمل على التنمية والنماء والقضاء على الفتنة وشق الصف الواحد والتناحر بالعبارات والكلمات والتسرع في اطلاق الاحكام قبل التأكد من صحتها حتى تعيش الامة في امن واستقرار وهي في سفينة واحدة يقودها ربانها سمو الامير المفدى لتمخر عباب بحور الدنيا وهي شامخة كما عهدناها وستبقى كذلك بإذن الله الكريم.

وصدق الاديب المتألق العم علي يوسف المتروك:

ولي وطن لا ارتضي غير ارضه

مقاما ولا بعد الردى غيره رمسا

ألفناه عشاقا وهمنا بعشقه

كأن بنا من حب تربته مسا

وان رامه لا قدر الله غادر

جعلنا قلوب العاشقين له ترسا

واما دجى خطب طلعنا بأفقه

نجوما مع الجلي وكان لنا شمسا

سيجني ثمار الغارسين بنوهم

إذا كانت الآباء قد احسنت غرسا