منى فهد العبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي / عنّف ولا تبالي !!!

1 يناير 1970 10:18 م
| منى فهد العبدالرزاق الوهيب |

ندندن كثيرا حول المرأة وحقوقها، ونحن على علم ويقين إنها لم تنل في أي عصر وأي مكان ما نالته في كنف الإسلام من حقوق، وتؤكد الشواهد التاريخية والوقائع والأحداث الآنية أن المرأة المسلمة تنعم وتتمتع بكثير من الحقوق التي حرمت منها نظيرتها في كثير من دول العالم، وأنها بمأمن من كثير من ممارسات الاعتداء على حقوقها.

ولكي نكون أكثر واقعية ومصداقية، علينا أن نعترف بأنه يوجد من يسيء إلى المرأة أو ينتقص بعض حقوقها، بممارسة بعض السلوكيات الفردية لأفراد جهلوا تعاليم الإسلام، أو انساقوا وراء بعض الموروثات الجاهلية التي لا تمت لديننا الحنيف بصلة.

ولا يخفى على ذي عقل أهداف بعض وسائل الإعلام في الغرب في استغلال بعض الحوادث الفردية للترويج بأن المرأة في الدول الإسلامية تتعرض حقوقها لانتهاكات مستمرة، وهم على علم بمكانة المرأة وما تحظى به من احترام وتقدير في الدول الإسلامية، وتزداد هذه الوسائل الإعلامية شراسة إذا ما تعرضت امرأة لاعتداء أو عنف، ومحاولة وصف ذلك بأنه سلوك عام في الدول الإسلامية، وليس حالة فردية، وتتجاهل هذه الحملات الإعلامية أن العنف تجاه المرأة في أي مجتمع له أسبابه وأشكاله التي تختلف من مجتمع لآخر، بعضها يرتبط بالمستوى الثقافي والتعليمي أو المستوى الاقتصادي والتنشئة وغيرها من أسباب.

دعونا نكسر حاجز الصمت حول العنف الموجه للمرأة بالمجتمع الكويتي، ونبدأ بالتوعية المجتمعية، ونضع أقدامنا على أولى درجات العمل للتصدي للقضية، باعتراف منا بأن ظاهرة العنف الموجه للمرأة ظاهرة خفية على الرغم من أنها ظاهرة مزمنة وتمثل أخطر مظهر من مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان، وتختلف مفاهيمها باختلاف الشعوب والثقافات، إلا أنها تعني شيئا واحدا لكل من تعاني منها حيثما وجدت، وهي الحرمان من حياة إنسانية طبيعية تكفل للمرأة الحياة الآمنة والكريمة في ظل حياتها الخاصة أو العامة، وهي تعتبر من أهم المشكلات التي تواجه المرأة على الإطلاق، كونها من الظواهر الاجتماعية التي تتسبب بعدد من المشكلات وتتفاعل معها، وهي ظاهرة لها آثار متعددة: أسرية ودينية وطبية وقانونية ونفسية واقتصادية واجتماعية، وحتى إعلامية.

يعتقد الكثير منا بأن القصد من العنف هو العنف الجسدي فقط، إلا إنه يشير هذا المفهوم على الصعيد الأسري إلى أي فعل يقوم به أفراد الأسرة بقصد إيقاع الضرر بشخص آخر، وفي ضوء تعريفات وتفسيرات كثيرة ذكرت لمصطلح العنف وأنواعه، فإننا نجد أن مفهوم العنف اتسع ليشمل أنواعاً عديدة من السلوك الضار بالمرأة، التي تتعرض له في إطار الأسرة والمجتمع، ونقصد هنا بالعنف الموجه للمرأة «كل قول أو فعل يترتب على ارتكابه إساءة وعنف وتهديد عند التعامل مع المرأة، من قبل الأشخاص المحيطين بها في حياتها الخاصة أو العامة، وأيا كانت نوعية العنف، عنف جسدي أو عنف نفسي أو عنف جنسي،وكل عنف يلحق بها ضررا أو إيذاء بدنيا أو جنسيا أو لفظيا أو نفسيا.

ونشير في هذا الجانب إلى أن المنظمات الحقوقية التي تتبنى قضايا ومشكلات المرأة والعنف الواقع عليها قد أشارت إلى أن العنف الموجه للمرأة ينبغي النظر إليه على أنه جميع أشكال السلوك الفردي والاجتماعي كافة، المباشر وغير المباشر، الذي ينال من المرأة ويحط من قدرها ويحرمها من ممارسة حقوقها، فهو كل فعل أو قول تنتهك من خلاله حقوق المرأة التي كفلتها الشريعة الإسلامية، والتي كفلتها المواثيق الدولية من خلال منظمات حقوق الإنسان.

ومن باب المسؤولية المجتمعية رأت جمعية مقومات حقوق الإنسان، إطلاق حملة توعوية لمناهضة العنف ضد المرأة، وإبراز الإسلام كشريعة يدافع عن المرأة ويعزز دورها بالمجتمع، وتوعية المجتمع بحقوق وواجبات المرأة الشرعية والقانونية في جميع مراحلها الاجتماعية، والتي تقيها وتحصنها من جميع أنواع العنف.



[email protected]

twitter: @mona_alwohaib