في ندوة حوارية نظمتها المستشارية الثقافية الإيرانية احتفالا بذكرى انتصار الثورة

قهرماني: الإمام الخميني بنى المجتمع على أسس تربوية تتبنى المحبة وتنبذ الكراهية

1 يناير 1970 12:08 م
أكد السفير الايراني في الكويت روح الله قهرماني ان نهج نظام الشاه كان اخضاع امتنا من خلال تحطيم العنصر الاخلاقي وتكريس الميوعة والتحلل فيها، مشيرا إلى أن الامام الخميني بنى المجتمع على اسس تربوية قوية تحصن الفكر والتراث وتمهد لبناء اجيال تتبنى المحبة والايمان وحب الوطن ونبذ الكراهية الى جانب المشاركة الفاعلة في جميع الشؤون السياسية والاجتماعية والثقافية.

وأوضح قهرماني في ندوة حوارية بعنوان «ايران... تحديات الحاضر واستشراف المستقبل» نظمتها المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في الذكرى السنوية الـ33 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية، أكد ان الاسلام يريد من المثقف ان يكون عنصر عطاء ونماء ولا يتأثر بالغزو الثقافي الغربي الذي يسعى لمحو تراثنا ومعتقداتنا، كما ان الاسلام يريد من المفكر احياء العصر الذهبي للحضارة الاسلامية، مؤكدا ان الحضارة الفارسية عانقت الحضارة العربية وتفاعلت معها في القرنين الرابع والخامس بشكل ليس له مثيل بين بقية الحضارات.

وبين ان الشعب الايراني استطاع خلال العقود الـ3 الاخيرة التغلب على كل التحديات، حيث استطاعت الثورة الاسلامية الايرانية ان تسقط نظاما ديكتاتوريا معاديا للاسلام كان يعمل بمنأى عن ارادة الشعب، لكننا الان من خلال المسيرات المليونية التي شهدتها 800 مدينة ايرانية السبت الماضي نؤكد عشق الشعب لثورته وقيادته الحكيمة.

واشار قهرماني في الندوة التي حضرها السفير العراقي في الكويت محمد بحر العلوم، وحاضر فيها الدكتور ابراهيم الهدبان وإيمان شمس الدين والدكتور جعفر عباس حاجي، الى ان الانجازات التي يحققها الشباب الايراني في ظل الحظر والمقاطعة الاقتصادية والعقوبات المفروضة، تدفعنا للمزيد من التطور والتقدم على المبادئ لان الحظر الذي كان يهدد به الغرب كان لصالح شعبنا وتمخض عنه التقدم العلمي والتقني، معربا عن شكره للكويت على مشاركتها فرحة الشعب الايراني بهذه المناسبة.

من جهته، قال المستشار الثقافي للسفارة الايرانية في الكويت عباس خامه يار ان ايران تعرضت منذ 3 عقود لحملات شرسة على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، لافتا الى ان الحديث عن الغزو الثقافي ليس مجرد كلام فمنذ انطلاقتها اعلنت الثورة الاسلامية الايرانية عن تأمين هوية الثورة وتحصين مجتمعها من كل اختراق، ففتح الانتصار الباب امام اليات البناء الذاتي لاعادة تأهيل المجتمع وفق الاهداف والقيم الكبرى للاسلام التي جاءت الثورة لتجسدها على ارض الواقع.

وبين ان المسألة الثقافية احتلت اهمية في استراتيجيات الهيمنة لدى الغرب فالتجربة الاستعمارية تمدنا بمعطيات دقيقة حول الاستهداف الممنهج لمنظومة القيم الثقافية والدينية، مشيرا الى ان هذه الخبرة الاستعمارية استثمرها الغرب في حملاته ضد ايران، ففي العشرية الاولى من عمر الثورة عمل الغرب على تشويه صورة المشروع الاسلامي على الصعيد الثقافي عبر اساليب الدعاية المغرضة واللعب على الورقة المذهبية، اما العقدان الاخيران فقد شهدا تصاعدا للهجمة الاستعمارية ضد ايران من خلال الترويج لبعض الشعارات الزائفة.

وبدوره، بين الدكتور ابراهيم الهدبان ان البعض يعتقد ان وجود ايران كدولة عظمى وقوية ونووية بتاريخها القديم يحقق توازنا في المنطقة، ولكن الدول الكبرى كإيران عادة ما تشعر الدول الصغيرة بالتهديد والخطر، لافتا الى ان ايران كانت دولة قوية زمن الشاه واستمرت هذه القوة بعد الثورة الاسلامية مما اشعر بعض دول المنطقة كدول الخليج بالخطر من ان تمارس ايران الهيمنة عليها، وعلى الرغم من هذه المخاوف فان محاولات التقارب بين هذه الدول مستمرة، حتى تستقر المنطقة لان عدم الاستقرار في المنطقة ليس من صالح الكويت او السعودية او اي دولة من دول الخليج، فبالتالي هناك حرص على ان تحل الامور بغير الحل العسكري الذي يهدد به الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الاميركية.

واشار الهدبان الى وجود عدد من التحديات التي تواجه ايران حاليا وتقسم الى تحديات داخلية ابرزها التحديات الاقتصادية الداخلية ومشكلة الاقليات والصراع بين التيار المحافظ والاصلاحي، فيما تتمثل التحديات الخارجية في امكانية توجيه ضربة عسكرية لايران من قبل الغرب والعقوبات الاقتصادية وتذبذب علاقة ايران بدول مجلس التعاون الخليجي العربي.

من جانبه، اعتبر الدكتور جعفر حاجي أن الـ33 عاما عمر الثورة الفيزيائي وهناك زمانان يجب ان ننظر لهما، هما زمن الانجازات وبذرة النواة التي تدل على ان عمر الثورة 33 يوما، ومازلنا نتوقع المزيد من عطاءات هذه الثورة، فنحن امام ظاهرة فريدة وغريبة خلقت توترات شديدة، ولدراسة اي ثورة علينا دراسة الدستور والاهداف والشعارات والممارسة التطبيقية، ومقارنتها بعد ذلك مع الدستور والاهداف،والنظرة الى القوة الجاذبة لهذه الثورة انها جذبت معظم الاحرار والمسلمين في العالم وايضا هناك قوة ظالمة دفعت الظالمين إلى ان يتحدوا ضد هذه الثورة وهذه يجب ان تدرس بقوة.

واكمل قائلا: «اما بالنسبة للقوة التصديرية للثورة عدم الاستقرار في المنطقة ليس من صالح الكويت او السعودية او اي دولة من دول الخليج، فبالتالي هناك حرص على ان تحل الامور بغير الحل العسكري الذي يهدد به الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الاميركية.

كما علينا ان نقيس قوة الثورة من خلال قدرتها التحملية ايضا، فهل هناك ثورة تحملت ما تحملته الثورة الايرانية؟ فثورة صغيرة كهذه استطاعت ان تحول ضغوطا كبيرة من الخارج الى انجازات كبيرة، ولننظر الى قوتها العلمية فإيران تتصدر المرتبة الاولى عالميا في معدل النمو التكنولوجي والعلمي».