عبدالعزيز الفضلي / رسالتي / النصرة الجاهلية والنائب المتطرف
1 يناير 1970
05:41 م
| عبدالعزيز الفضلي |
من أقبح صفات المرء أن يناصر قريبه أو من يتفق معه فكريا حتى ولو كان على الباطل، مطبقا مقولة انصر أخاك ظالما أو مظلوما.
سمعنا دفاع زعيم حزب الله نصر الله عن جرائم البعث في سورية، واستغربنا استمرار دفاع بعض نواب مجلس الأمة الكويتي عن هذا النظام المجرم برغم ما يرونه بأم أعينهم من مآسٍ وآلام، واستنكار أحدهم لاقتحام السفارة السورية وتشبيهه النظام البحريني بالنظام السوري برغم الفرق الشاسع بين النظامين، وقرأنا دفاع الليبراليين والعلمانيين عن الكاتب في صحيفة البلاد السعودية حمزة كاشغري، والذي شكك في كتاباته بوجود الله عز وجل، وأساء الأدب مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وقد طالبوا من دعا لمعاقبة الكاتب على زندقته وسفاهته بحسن الظن به وقبول توبته.
رأينا الدفاع غير الطبيعي عن بعض النواب خلال فترة ترشحهم، وهم الذين ثار حولهم لغط كبير بسبب تصريحاتهم، والتي كانت تحمل نوعا من التحدي لشريعة البلد من جهة ولوحدة المواطنين من جهة أخرى.
في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام اتهم يهودي بالسرقة، وألصق بعض المنافقين التهمة به تبرئة لصاحبهم، وكاد النبي عليه الصلاة والسلام أن يصدق كلامهم، لولا أن كشف الله سترهم وفضحهم وأنزل قوله تعالى ( ولا تكن للخائنين خصيما ). للأسف نجد مناصرة صاحب الباطل منتشرة بين شرائح متعددة في المجتمع، مدفوعة بالولاء الطائفي أو القبلي أو الحزبي، بل حتى بين بعض طلبة العلم عندما يكرر اتهامات شيخه للآخرين حتى ولو لم يملك الدليل.
في الأزمة السياسية التي مرت في البلاد خلال الفترة الماضية، رأينا دفاعا مستميتا عن الحكومة السابقة ورئيسها، والله أعلم عن الهدف من ذلك الدفاع ولكن مما لا شك فيه أن من يدافع عن الباطل يعتبر أحد شركائه.
آية في كتاب الله عز وجل كم أتمنى لو تأملناها جيدا وهي قول الله تعالى ( ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ).
لقد صحح النبي عليه الصلاة والسلام مفهوم النصرة الجاهلية العمياء حين سأله الصحابة عن كيفية نصرة الظالم فقال ( أن تأخذ على يديه وتمنعه من الظلم فذلك نصرته ). فهل يفعلها مناصرو البعث السوري سواء في الخارج أو الداخل، أم أنهم سيبقون في طغيانهم يعمهون؟
كلمة شكر
لا بد أن نقدم شكرنا لكل من وقف مع الشعب السوري المظلوم والمكلوم، سواء دول الخليج التي طردت سفراء حزب البطش السوري، ووزارة الإعلام التي أعلنت عدم نقل الحفلات الغنائية، والمغنون الذين أعلنوا اعتذارهم عن هذه الحفلات، وكذلك نشكر وزارة الأوقاف التي دعت أئمة المساجد إلى القنوت في الصلوات، كما نشكر اللجان الخيرية وأهل الخير الذين قدموا المساعدات لتخفيف آلام الأشقاء في سورية، وهؤلاء جميعا حققوا مفهوم ( الجسد الواحد ) فاللهم اجزهم خير الجزاء، وفرج عن أهل سورية كربهم عاجلا غير آجل، يا رب.
رسالتي
يسر الله لي خلال هذه الإجازة زيارة مملكة البحرين الشقيقة، فسألت موظف الجوازات عن أحوال البحرين، فبشرني أنها بخير بإذن الله، ثم سألني عن نائب طائفي، تسبب في تشويه صورة الكويت في أعين بعض البحرينيين، فأخبرته بأن هذا النائب لا يمثل إلا فئة قليلة من أبناء الكويت، أما الغالبية فهم مع البحرين في صراعها مع أصحاب الولاءات الخارجية. ونقول لذلك النائب كفى تشويها.
Twitter :
abdulaziz2002 @