د. وائل الحساوي / نسمات / الأيدي الخفية في مصر!

1 يناير 1970 10:06 م
في عام 1991 جرت أول انتخابات تعددية في الجزائر في عهد الرئيس (الشاذلي بن جديد) وفازت فيها جبهة الإنقاذ الاسلامية بما يعادل 47.5 في المئة من المقاعد في الدورة الأولى للانتخابات، وقتها تدخلت الاحزاب الفرانكفونية مدعومة من فرنسا والدول الغربية وتقدمت بطلب الى الجيش لإلغاء الانتخابات، وأجبروا بن جديد على تقديم استقالته، ثم أعلنت حالة الطوارئ وتم حل جبهة الانقاذ والزج بقياداتها في السجون، فما الذي حصل نتيجة لذلك؟!

لقد قامت حرب أهلية عام 92 في الجزائر راح ضحيتها 156 ألف قتيل وفوضى عارمة استمرت حتى عام 2003.

في مصر قاد الشعب ثورة على الظلم واستطاعوا إسقاط نظام حسني مبارك، وتصرف الجيش المصري بحكمة ورفض الاستيلاء على الحكم وفرض احكامه العرفية على مصر، ثم قام بتنظيم انتخابات تشريعية نزيهة فاز فيها غالبية اسلامية، ثم وعدوا الشعب المصري بانتخابات تشريعية بعد اشهر عدة.

فجأة رأينا اعمال شغب كبيرة ونزولا الى الشوارع واحتجاجات تطالب بتسليم السلطة الى الشعب، ثم شاهدنا من يطالب بتصحيح مسار الثورة وسحب البساط من العسكر، ثم نزل الجيش الى الشوارع وتصدى للمظاهرات بقسوة ووقعت ضحايا كثيرة.

لكن الأغرب من كل ذلك ان نشاهد ذلك العنف ينتقل الى الملاعب الرياضية وان يقع 77 قتيلاً بسبب مباراة بين فريقين مصريين.

كثير من المحللين السياسيين يرون بأن ما يحدث اليوم في ميدان التحرير وفي الساحات الرياضية هو امر مدبر بليل، الهدف منه هو ارباك الساحة المصرية وشل قدرة الحكومة على تهيئة الامور للانتخابات الرئاسية وبالتالي السعي لاجهاض الثورة المصرية وقلب الطاولة على جميع الانجازات التي تحققت خلال عام كامل، ولاشك ان هنالك اطرافا خفية تقف وراء تلك الاحداث ولها مخططات واهداف شريرة، وهي تأمل بأن يتكرر ما حدث في الجزائر لكي ينفض الشعب المصري يده من الثورة ويسلم الحكم الى العسكر او ان يخوض حرباً أهلية ليس لها ما يبررها، فهل ينتبه الاخوة في مصر الى ذلك التخطيط الشيطاني الذي يدبره الأعداء لهم؟!



لا تلوموا روسيا وتبرئوا أنفسكم

لماذا نلوم روسيا والصين على مواقفهما من سورية واستخدام حق النقض في مجلس الأمن، فهاتان الدولتان قد خاضتا حروباً مدمرة ضد شعوبهما وابادتا من الناس في بلدانهما الملايين، فما الذي يجعلهما ينظران نظرة انسانية لشعب مسلم يقوم جلادوه بسلخه وتعذيبه؟!

ثم ان الواجب اصلاً على الدول المسلمة ان تؤدي دورها في التصدي للنظام السوري واجباره على وقف عدوانه على شعبه لا ان ننتظر من روسيا والصين او الدول الغربية ان تتعاطف معنا، فدولنا العربية مازالت تقيم العلاقات مع النظام السوري المعتدي وترفض غلق السفارات في بلدانها او مقاطعته اقتصادياً وديبلوماسيا، بل ان بعض تلك الدول تمول تلك العصابات على قتل الشعب السوري، ولاشك ان روسيا والصين كما هي بقية دول العالم لا تنظران إلا الى مصالحهما، ولو ان العرب قد قرروا مقاطعتهما لرضختا، ولو انهم عقدوا معهما صفقات لشراء السلاح او تصدير النفط او اقامة قواعد في بعض البلدان لباعتا سورية كما يباع العبيد في سوق النخاسة لكن الواضح هو اننا نحن من يكذب على الشعب السوري ويتشدق بالحديث عن معاناته وضرورة دعمه، فحسبنا الله ونعم الوكيل!!





د. وائل الحساوي

[email protected]