«النزوح الأكبر في المدينة من الطائفة الشيعية»

محمد صالح لـ «الراي»: من ذبحوا الأطفال في حمص عناصر ميليشيا لا تتبع الجيش ولا المنشقين

1 يناير 1970 07:17 ص
| بيروت - من ريتا فرج |
أكد الناطق باسم لجنة التضامن الوطني في مدينة حمص الناشط الميداني محمد صالح أن العائلة التي ذبحت في كرم الزيتون وقعت «ضحية ميليشيات مسلحة لا تتبع الجيش النظامي ولا الجيش الحر، وهؤلاء أسميهم شبيحة السلطة وشبيحة المعارضة»، مشيراً الى أن هذه الأسرة تنتمي الى الطائفة الشيعية.
وإذ شدد صالح على النزوح الكثيف للعائلات الشيعية من مدينة حمص، أوضح في حديث الى «الراي» أن بعض العائلات تتعرض للتهجير الاجباري من «كافة الأطراف المتصارعة».
وردا على سؤال عن قول نائب قائد الجيش السوري الحر الى أن عناصر الجيش تمكنوا من السيطرة على الجزء الأكبر من مناطق محافظتي ادلب وحمص، ذكر صالح: «ما أعرفه أنه في حمص تمت السيطرة على أجزاء من الرستن وبابا عمرو، وهم (الجيش الحر) عملياً لم يستطيعوا السيطرة إلاّ على منطقة الزبداني».
واشار صالح الى انهيار مبنيين في باب تدمر وكرم الزيتون ما أدى الى وقوع 42 ضحية، موضحا ان ثمة مباني تعرضت لتصدعات وبعضها لفتوحات في الجدران.
وتابع ان «الاطفال الذين ذبحوا في كرم الزيتون وقعوا ضحية الميليشيات المسلحة وهي ميليشيات لا تتبع لا الجيش النظامي ولا الجيش الحر، وهؤلاء أسميهم شبيحة السلطة وشبيحة المعارضة. هذه الاسرة التي تمّ ذبح أربعة أطفال فيها ذبحهم مسلحون موجودون في المنطقة على أساس طائفي، وهذه العائلة شيعية. وتم ذبح الأطفال الأربعة وقتل الأب والأم بالرصاص، وجرت عمليات انتقام بشكل وحشي من عائلات أخرى».
الا ان قال: «حتى الآن العقلاء في حمص يسيطرون على الوضع حتى لا تنجرّ المدينة الى حرب طائفية»، مضيفا ان «النزوح الأكبر الذي حدث من الطائفة الشيعية وبأعداد كبيرة جداً لا سيما في حي البياضة وبدرجة أقل في مناطق أخرى. هناك نزوح من كل الطوائف وبعض الطوائف تتعرض للتهجير الاجباري، وجزء من الناس يهجر حمص خوفاً من المجهول. كل الأطراف المتصارعة تسعى الى تهجير خصومها من دون استثناء، وبعض البيوت التي هُجر منها أصحابها تتعرض للنهب وأحياناً للحرق، والجميع يتحملون المسؤولية».
وعن المسيحيين في حمص، اكد صالح ان «جزءا منهم ما زال موجوداً في حي الميدان وباب السباع، والجزء الثاني ابتعد عن المنطقة واتجه الى الارياف موقتاً. وكل العائلات التي لديها القدرة على ترك المدينة تفضل النزوح الى مناطق أكثر أمناً».
وحول هذا الطرف الثالث من المسلحين، قال: «أي طرف لديه معلومات عن هذه المسألة لا يجرؤ على الكشف عنها حتى لا يقع ضحية، وفي السابق تعرضتُ لتهديدات بعدما أفصحتُ عن بعض المعلومات».
وعن قيام الجيش السوري بدكّ المدن بالمدفعيات الثقيلة ومضادات الطيران، اوضح: «من الممكن أن يستخدموا هذه الأسلحة وقد استخدموها في بابا عمرو قرب المنزل الذي أسكن فيه».