المصري أفندي / أرجوك اعطني هذا الدواء ... !!

1 يناير 1970 01:58 ص
| د. سعيد فهمي |

إلى كل من يهمه الأمر... إلى كل من يهمه أمر بلد سماها القدر مصر...

إلى كل واحد من المحروسة شايف بقينا ازاي وازاي ولادنا وشبابنا بقوا بيموتوا ببساطة كده جهارا نهارا وفي عز العصر...

الى كل واحد سواء لسه قاعد عالكرسي مسؤول أو واحد تاني زي الشبح ويقولوا عليه فلول أو أي واحد مستخبي وبيلعب بصوابعه فينا من جوه عشة أو سفارة أو حتى قصر... مصر بتتحرق ونيل أمنها بيجف والفوضى نخرت عظامها ولا عاد لينا كبير ولا عاد حد يحس ان فيه ثورة أو فيه أي استقرار أو حتى نصر...!!  اللي حصل مسخرة ومهزلة بكل المقاييس وعودة مريعة للانفلات من جديد... شباب في عمر الزهور سفحوا دمهم وقتلوهم بدم بارد في موقعة استاد بورسعيد... أمن هزيل سلبي وأداء باهت وتخاذل من جهاز والحجة جاهزة (احنا مالنا) جهازنا لسه في دور النقاهة والاحلال والتجديد... مباراة مجرد مباراة تتحول في لحظة واحدة لموقعة حربية في مظهر من مظاهر الانفلات من نوع فريد... جماهير منفلتة وإعلام فاق الإعلام الصهيوني في اثارة الناس وهو ان روح ونفس المواطن في عيون رجال الأمن وسقوط لأمن وطن بأكمله وتهديد... يا ترى هل هي رسالة واضحة من جهة مُعينة ولا احنا فعلا بقينا كدة ولا عين حمرا بترهبنا وبترسل لينا رسالة تهديد ووعيد... ملعون أبو السياسة على المصالح الضيقة الشخصية على كل واحد بيزايد على أمن بلد كل هم المواطن فيه يعيش مرتاح وسعيد... يا ترى مين اللي عاوز يولعها ويخربها خلاص زهقنا من مقولة الأيادي الخفية والطرف الثالث واستمرار مسلسل الفوضى والاطالة والتمديد... اللي حصل محتاج الكي وهو خير علاج لكل اللي بنشوفه واحنا بننادي بتحقيقه مش طبطبة ولجان تحقيق خايبة وبيانات تنديد... كفاية مهانة واهانة وتفريط في أمن المواطن وتسريب لقدرات الوطن وتبديد... البداية كانت في الميدان وبعدها ماسبيرو ثم محمد محمود ومجلس الوزراء ونهاية المسلسل وللأسف بلد كان عنوان للبطولة والصمود في وجدان كل مصري للأسف الشديد... !!

بورسعيد كانت زمان بلد صمود وبطولة وشهامة... جالها انفلات غريب خلى أيامها ندامة... يا ترى مين اللي غيرها وبدل سلوك أهلها وسرق منها الأمان وأبسط مقاييس السلامة... يا ترى مين اللي دفع الثمن ومين اللي حيعوضنا دم ولادنا ومين اللي حيشيل الليلة ويدفع الدية والغرامة... يا ترى مين الجبار ده اللي من حقه يخلي وطن بحاله ينام حزين ويسرق منه فرحته ويحرمه حتى مجرد الابتسامة... هل احنا فعلا كده ولا بقينا كده ولا احنا بنخاف ما نختشيش ولا على مين حيكون اللوم والملامة... يا خسارة عليكي يا بورسعيد يا أرض الأبطال في الزمن الجميل ومبروك عليكي آيزو الإرهاب اللي بقى وبدون فخر وسام خزي وعار وماركة مسجلة موصومة بعلامة... !!

والآن أناشد كل صاحب أمر في البلد دي انه يراعي فينا ربنا... كفاية تفريط في كرامتنا وكفاية صعوبة لقمة العيش علينا مش كمان تسيبوا كل صاحب مصلحة يسرق حتى أمننا... احنا الأغلبية الصامتة اللي شايلين الهم وبنشرب كل حاجة بتجربوها فينا لكن نفذ خلاص صبرنا... الخراب هَل وحَل علينا خلاص وطال كل بيت فينا وصراع أصحاب المصالح بقينا جميعا ضحاياه كلنا... تقولوا شعب صبور شعب عظيم خلاص لا عدنا نصدق غير اللي بنشوفه ولا عاد حد يضحك علينا بكلام كبير ويعمل نفسه مننا... خلاص قرفنا وزهقنا ويا تكونوا قد المسؤولية لا تروحوا في ستين داهية إلهي يريحنا منكم ربنا... يا أي صاحب قرار الآن الآن الآن يا تحكمها بقبضة من حديد وتعيد لينا الأمن والأمان وقبل كل ده تشعر بالمأساة زينا... تقولوا بلطجة تقولوا انفلات تقولوا تراخي أمني مالناش دعوة احنا من الأول والآخر عاوزين حق دم ولادنا وحقنا... !!

اللي حصل في بورسعيد حصاد متوقع لرخاوة الأداء الأمني ونتيجة للطبطبة وسفسطة إعلام افتكر ان كل شيء مباح وبقينا قال ايه دولة ديموقراطية... البلد بقى مالهش كبير والنقد الهدام طال ونال حتى هيبة ومكانة المؤسسة العسكرية... كل من هب ودب طلع ويتفلسف ويتهم العسكر والأمن بإثارة الأحداث لتمديد فترة بقائهم وتطويل الفترة الانتقالية... خلاص وكفانا خسائر ولازم العلاج يكون بالكي لصالح الوطن والمواطن حتى لو كان الحل أحكام عرفية... لو حندوق المر فترة احنا موافقين وأفضل ما نعيش في جو إرهابي كل يوم وننام من غير ما ندري حنصحى على أي مصيبة جديدة تهدد حياتنا اليومية... الدواء الشافي هو المصارحة والضرب بيد من حديد على كل مصدر لتهديد حياتنا وأولهم المتراخين عن أداء وظيفتهم في وزارة الداخلية... ناس بتموت ولعيبة بتنضرب عيني عينك بمباركة الأمن وأداء مريب بمنتهى السلبية... أكثر من سبعين قتيل والعقاب ضربة على اليد وما تعملش كده تاني ونقل مدير أمن لمنطقة نائية... ومحافظ من غير حس ولا خبر وكأن اللي حصل اختلاف في وجهات النظر أو مخالفة مرور أو مشاجرة عادية... عاوزين ننضف بقى ونطهر بلدنا من كل نماذج سوء الأداء والبلطجة والهمجية... يا صاحب الأمر أرجوك ضع قطن في ودانك وانشر الأمن وحسسنا بالأمان وسيبك من سفسطة أصحاب دكاكين حقوق الإنسان والمنظمات المشبوهة الحقوقية... يا سيدي أياً من تكون يا تكون صاحب قرار وحزم يا إما تعترف انك مش قد المسؤولية... !!

خلاص وصلنا حدنا وولادنا بتموت زي الخرفان وكلنا شايفين العلة وعارفين الداء... اللي بيحصل في المحروسة ورم سرطاني متوحش محتاج تدخل جراحي ولا بديل عن الكي كدواء... لو لم نبدأ العلاج الآن مش حنلوم إلا نفسنا ولا حتنفع معانا أي رحمة حتى لو نزلت علينا من السماء... العين الحمرا والقبضة الأمنية الحقيقية هما الحل فأرجوك يا صاحب الأمر اعطنا هذا الدواء...!!





[email protected]