د. وائل الحساوي / نسمات / من يهتم للتعليم؟!

1 يناير 1970 09:58 م
قبل ثلاثة أسابيع عرض علينا رئيس قسم العلوم في الكلية إحصائية لنتائج امتحان الفيزياء العامة والذي يعتبر تكرارا لمادة الفيزياء في الثانوية، وقد كانت المفاجأة ان نسبة الراسبين في المادة 80 في المئة بالرغم من سهولة الامتحان، وهكذا الامر بالنسبة لامتحان الرياضيات واللغة الانكليزية للبنين والبنات.

ان خلاصة خريجي الثانوية يتوجهون الى الجامعة والتطبيقي وندرك بأن مستوياتهم في المواد الأساسية ضعيفة جدا وهي في تدنٍ كبير عن مستويات الدفعات القديمة، وقد ذكرت مرارا بأن نسب النجاح الكبيرة في الثانوية خلال السنتين الماضيتين قد كانت تزويرا بكل معنى الكلمة، ولا يمنع ذلك من وجود المتميزين من أبنائنا الطلاب والطالبات.

ولكي لا يتهمنا البعض بالتحامل على الطلبة دعونا نقرأ تقرير الدراسة التي أجرتها وزارة التعليم بدعم من البنك الدولي حول المؤشرات التربوية لدولة الكويت (عام 2007) والتي بلورت أبرز العيوب في المثلث التعليمي بأضلاعه الثلاث: المعلم، المنهج والمدرسة، وتبين الدراسة ما يلي:

أولاً: الإنفاق على التعليم من الأعلى على مستوى العالم ويصل الى 13.3 في المئة من إجمالي الإنفاق الحكومي وهو ما يقارب إنفاق الدول الأوروبية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ثانياً: العام الدراسي في الكويت قصير نسبيا (160) يوم في العام مقابل (200) يوما في الدول الأوروبية، وساعات الدراسة في الابتدائي 576 ساعة مقابل 815 في الدول الأوروبية.

والفروقات بين التعليم الحكومي والتعليم الخاص تصل الى 70 في المئة أقل في الحكومة.

ثالثاً: نسب الرسوب عالية جدا بين الكويتيين وتصل الى 16.5 في المئة بين الذكور في الثانوية و12.5 في المئة للإناث، وهي في ارتفاع، كما ان نسبة التسرب تصل الى 15 في المئة في الثانوية.

رابعاً: يشير التقرير الى ان منح درجات عالية للطلبة متفش في نظام التعليم الكويتي، وان ذلك ينكشف عند أول اختبارات حقيقية للقبول في الجامعات والكليات والبعثات، حيث تبلغ نسبة الرسوب في اختبارات القدرات في جامعة الكويت 57 في المئة لطلبة المقررات و39 في المئة لنظام الفصلين.

أما بالمقارنة مع الدول الأخرى، فقد حصل الكويتيون في الفصل الرابع الابتدائي على المركز الثالث قبل الأخير ضمن 36 دولة في الرياضيات والعلوم، وحصلوا على المركز 33 ضمن 35 دولة في امتحان pirls لمهارات القراءة والكتابة.

لست معنيا بالدفاع عن وزير التربية حول الضجة التي أثيرت حول امتحانات الثانوية العامة، ولا أعلم ان كان هنالك تعمد بتخفيض درجات الطلاب والطالبات، مع ان الوزارة قد نشرت مقارنة بين نتائج امتحانات الثانوية للفصل الاول لهذا العام والعام الماضي ولم نلحظ فروقات تذكر في النتائج، ولكنني أتساءل إن كان أولياء الأمور والمرشحون الذين مزقوا جلد الوزير يهتمون لتلك التقارير التي تبين مدى انحدار التعليم في الكويت وخسارة أبنائهم الحقيقية، كما يهتمون لعدم حصول أبنائهم على النتائج المطلوبة؟!

نحن مع تصحيح الأخطاء في تقويم الامتحانات وعدم ظلم الأبناء، لكننا نتمنى كذلك ان نقرع جرس (التعليم في خطر) ونسعى لوقف الانحدار الذي يهدم كل ما نبنيه ويدمر آمالنا وطموحاتنا.





د. وائل الحساوي

[email protected]