كنا من أشد الناس المعارضين للانتخابات الفرعية ومازلنا لسبب واحد وهو انها تتم وفق لعبة سياسية غير نزيهة وفيها تبادل الأصوات الجسر للوصول، واستطلاعات الرأي السابقة بينت صحة سبب معارضتنا لها ولو إن مخرجاتها هذا العام في الخامسة تحديدا جاءت مختلفة نوعيا، ومجبر أخاك لا بطل في هذه المسألة!
وكنا قد نبهنا بعض الزملاء من خفايا اللعبة السياسية وألا يعيروا بعض استطلاعات الرأي أي اهتمام لا سيما في الدوائر التي تشهد منافسة حامية بين مرشحي المعارضة ومرشحي المادة والمنظرين وهواة ادب الحوار المتدني في الدوائر!
اللعبة السياسية تذكرنا بقول شيخ المعلقين خالد الحربان «اللي تكسب به العب به» فكل شيء يوصل إلى النجاح مباح وتبادل الأصوات أخفها ضررا مقارنة بشراء الأصوات والأبواب المفتوحة لبعض المرشحين من قبل الحكومة!
تبادل الأصوات يعني في حال التبادل على 500 صوت مع ثلاثة مرشحين تكون قاعدة المرشح 2000 صوت بالإضافة إلى جماعته الخاصة وقد ترفع عملية «حرق الأصوات» عندما تصب في خانة الضعفاء إلى وصولهم لمراكز تنافسية وقد يلعب الحظ دوره ويتحقق لهم الفوز! اللعبة السياسية قليل من المرشحين من يجيدها، فهي ليست بحسبة عدد الناخبين والناخبات وضربها بأربعة أصوات وتقسيمها على عدد المرشحين كما يفسرها البعض في تحليلاتهم.. إنها تحتاج من يفهم توجهات المفاتيح الانتخابية المخضرمة وما يدور بين المرشح ومجموعته المقربة!
القصد من هذا الطرح، إننا أمام انتخابات مفصلية فيها شراء ذمم وفيها مجموعة معينة مدعومة من الحكومة وبعض المتنفذين وفيها مجموعة متماسكة صالحة سلوكيا دفعتها الظروف إلى اللجوء لتكتيكات حذرة كي لا يخرج لنا أمثال مشتري الذمم في بعض الدوائر، ونزاهة الانتخابات مرتبطة بمدى فاعلية الحكومة في معالجة حالات شراء الأصوات التي نشرتها الصحف!
ومع احترامي لاستطلاع الرأي الخاص بالانتخابات، أعتقد والله العالم ان الواقع سيغير الترتيب الذي نشر خصوصا قبل موعد الانتخاب بيوم حيث لغة الارقام تفرض منهجا مختلفا والحذر من التفريط بأي صوت... يجب أن تكون الأصوات الأربعة من صالح اي مرشح وطني ومن أساء أدبه لا تتوقع منه الخير للوطن مهما كانت المبررات!
إن الحسبة أكبر من عملية ضرب وقسمة، ولو إنها تعطي مؤشرا مقاربا لواقع القاعدة التي ينطلق منها المرشح في بعض الدوائر، إلا إنها في أغلب الأحيان غير صائبة ومخالفة لواقع الحال، وأنا أعرف بعض الناخبين كانوا على قناعة ببعض المرشحين وتغيرت مواقفهم بعدما علموا بحقيقة خلفيتهم وكيف إنهم مرشحون انتهازيون فلا تحالف ينفع ولا أخلاق تدعم!
إن الفيصل في الانتخابات الحالية هو أصوات الأقليات ونسبة الحضور ومدى التزام دعم الرموز في ما بينهم و«فتش» عن المرأة ودورها خصوصا في الدوائر الأولى، الثالثة، والرابعة (لمرشحين فقط) أما الخامسة فملامحها شبه واضحة حتى وان جاءت توقعات البعض مخالفة لنا لأنها لغة أرقام، فمن يحقق قاعدة تنطلق من 12000 صوت سيكون ضمن المنافسة وخلافه OUT!
هذا وندعو المولى عز شأنه أن يعين الجميع في اختيار من يتصف بالنزاهة وبعيدا عن الشبهات وأن يبتعدوا عن «حدف» صوت على من لا يستطيع «تشكيل جملة مفيدة» وأن يحذروا كل مرشح مدعوم من جهات لا تريد الخير للبلاد والعباد... والله المستعان!
د. تركي العازمي
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi