اعلنت منظمات كردية - سورية، أمس، الحداد في البلاد والغاء احتفالات «النيروز» (رأس السنة الكردية) اثر سقوط 3 قتلى و10 جرحى برصاص قوات الأمن السورية التي هاجمت شبانا كانوا يحتفلون بهذا العيد القومي للاكراد في مدينة القامشلي(شمال سورية)، في وقت دعت منظمات سورية الرأي العام ومنظمات حقوق الانسان الى «إدانة هذه المجزرة والتضامن مع الشعب الكردي وحقوقه وفضح سياسات النظام السوري وممارساته القمعية ضد المواطنين الاكراد» حيث جرى امس، تشييع جثامين الضحايا.
واعلن مسؤول في حزب «يكيتي» الكردي - السوري المحظور ان «قوات الامن السورية اطلقت النار عشوائيا على شبان كانوا يضيئون الشموع احتفالا بعيد النيروز في القامشلي».
واعلن دفن الجثامين الثلاثة وتفرق المشيعين بهدوء. واضاف ان «الحركة الكردية في سورية اعلنت الحداد والغت الاحتفالات بعيد النيروز»، مشيرا الى اقامة خيم عزاء امام منازل القتلى الثلاثة.
واوضح ان «قوات الامن لا تزال ترابط في شارعين من شوارع القامشلي».
وفي لندن، اكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» مقتل ثلاثة شبان اكراد في القامشلي هم: محمد زكي رمضان (25 عاما)، واحمد محمود حسين (18 عاما)، ومحمد يحيى خليل (36 عاما)، «اثر ملاسنة كلامية مع عناصر من الشرطة تطورت الى اطلاق رصاص حي».
وناشد «المرصد» الرئيس بشار الاسد «التدخل (...) خوفا من ان يتطور الامر الى مجزرة اكبر من مجزرة القامشلي عام 2004 التي سقط ضحيتها عشرون مواطنا كرديا سوريا و تقديم من أطلق الرصاص الحي على العزل إلى المحاكمة من اجل وقف مسلسل القتل المستمر الذي سينعكس سلبا على الوحدة الوطنية في سورية ».
من جهتها، وجهت اربع منظمات سورية - كردية نداء «الى جميع القوى الوطنية والديموقراطية السورية وكافة محبي الحرية والسلام وحقوق الإنسان في العالم إلى إدانة هذه المجزرة والتضامن مع الشعب الكردي وحقوقه وفضح سياسات النظام السوري وممارساته القمعية ضد هذا الشعب المسالم».
وفي تطور لاحق قال مصدر كردي انه بعد ان فشلت السلطات السورية من اقناع ذوي الضحايا بدفن ابنائهم ليلا وتحت جنح الظلام، لتفادي مشاركة الاهالي فيها، قرروا وبالاتفاق مع احزاب الحركة الكردية في سورية ان تنطلق الجنازة صباح امس، من جامع قاسمو، مشيراً الى مشاركة الالاف من الجماهير الكردية في التشييع.
من ناحيتها، دانت «جبهة الخلاص» السورية المعارضة مقتل الأكراد الثلاثة في القامشلي، واعتبرته «سلوكاً وحشياً» غير مبرر لنظام لا يملك وسيلة يتعامل فيها مع شعبه «غير الحديد والنار».
وهاجمت «الجبهة» التي يشكل نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام وجماعة «الاخوان المسلمين» اركانها الاساسية في بيان امس، نظام بلادها، وقالت «إن نظاماً يضيق بالكلمة الحرة وبالهتاف الوطني وبالاحتفال بعيد شعبي ويعجز عن إحتواء شجار في ملعب رياضي ليس قادراً على قيادة وطن أو تدعيم استقرار بغير أدوات البطش والحديد والنار».
واضافت: «من انتفاضة مارس (2004) التي كانت لمناسبة مباراة كرة قدم إلى مذبحة مارس (الجاري) التي كانت لمناسبة دبكة عيد، يثبت النظام عجزه وضيقه وعدوانية».
وحذّرت «الجبهة» من «مغبة الاندفاع في طريق الاستهتار بحياة المواطنين ودمائهم ومشاعرهم»، ودعت السوريين إلى «التكاتف والتعاضد في سبيل قضية الوطن الواحدة وقضية الحرية والكرامة والسيادة».
(دمشق، لندن - ايلاف، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)